أكد وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية، لخضر رخروخ، بعنابة، أمس، ضرورة تسليم وإنهاء أشغال الميناء الفوسفاتي في الآجال التعاقدية، بعد طرح عوائق تقنية جعلت شركات الإنجاز تقوم بمراجعة شاملة لخطة العمل.
وأوضح، رخروخ، في كلمته التي أعقبت العرض على مستوى ورشة الانجاز بميناء عنابة، أن المشروع عرف تغيير منهجية الأشغال، بالاعتماد على الأعمدة المعدنية، لتعزيز صلابة الرصيف الفوسفاتي على طول 1600 متر وبعمق 18 مترا، استجابة لتقرير التنقيب والتحليل الجيولوجي للأعماق.
وفي السياق، تم التعاقد مع الشركة الوطنية « آلفا بايب»، من أجل تصنيع هذه الأعمدة المعدنية التي تأخذ شكل الأنابيب، حيث يجري التحضير للانطلاق في التصنيع، إذ طمأن مدير الشركة بقدرتها على تسليم الأعمدة المعدنية في الآجال وبالكميات المطلوبة، لتكون دعامة قوية للرصيف.
وشدد الوزير، على أن أشغال الميناء الفوسفاتي منسجمة ومتكاملة مع المشروع الضخم لاستغلال الفوسفات انطلاقا من منجم بلاد الحدبة بتبسة، مرورا بوحدة الإنتاج بواد الكبريت في سوق أهراس، وصولا إلى المرحلة الأخيرة من التحويل وتحلية مادة الفوسفات على مستوى الوحدة التي سيتم إنجازها فوق الرصيف المنجمي، داعيا إلى ضرورة إنهاء الأشغال البحرية في موعدها، ليتمكن المستثمرون من تنفيذ مشاريعهم على مستوى توسعة الميناء وإنهائها بالتزامن مع تسليم ازدواجية خط السكة الحديدية، لتكون جميع أجزاء المشروع مندمجة مع بعضها وجاهزة للنشاط.
وحسب وزير الأشغال العمومية، سيتم تسليم 3 أرصفة جاهزة للاستغلال، من قبل الشركة المنفذة لمشروع تحويل وتصدير الفوسفات، نهاية 2026، في انتظار استكمال رصيفين من مجموع 5 أرصفة مخصصة لشحن المواد المنجمية.
وحسب عرض مدير متابعة المشروع، فقد تم ردم الحوض الأول، ما سمح بانجاز مساحة هامة بمقدار 25 هكتارا، من أصل 80 هكتارا يرتقب الوصول إليها مع نهاية المشروع، حيث يجري استغلال جزء منها حاليا في إنتاج كتل الخرسانة المستعملة في انجاز كاسرات الأمواج.
وقد أُسندت أشغال هذا المشروع الهام، للوكالة الوطنية لإنجاز المنشآت المينائية، باعتبارها صاحبة المشروع المفوض، حيث يجري تنفيذه من قبل مجمع شركات جزائري-صيني، يضم شركة « شاك» الصينية لهندسة الموانئ وشركة كوسيدار للأشغال العمومية والشركة الوطنية المتوسطية للأشغال البحرية التابعة لمجمع الأشغال البحرية المستحدث، حيث حث الوزير على أهمية نقل الخبرة الأجنبية للمؤسسات والإطارات الوطنية.
وسخرت الشركة الصينية العالمية لهندسة الموانئ، ضمن مشروع إنجاز الميناء الفوسفاتي بعنابة، 7 بواخر لنقل الحجارة ضمن حيز توسعة الميناء التجاري ووضعها على مستوى الحاجز (الأسد) لكسر أمواج البحر .
ووفقا للعرض التقني، فإن مشروع توسعة ميناء عنابة يجري على 3 مراحل، الأولى تتعلق بإنجاز الرصيف الفوسفاتي والثانية إنجاز رصيف البضائع العامة والحاويات، حيث ستمكن ازدواجية الخط المنجمي من تبسة إلى عنابة، من ربط المناطق الصناعية بالميناء، لتسهيل عملية التصدير ووصول البضائع المعدة للتصدير عبر السكة الحديدية مباشرة للرصيف والمرحلة الثالثة تخص إنجاز مصنع لتحويل الفوسفات على الرصيف المنجمي.وسيسمح هذا المشروع الهام لتوسعة الميناء والمرتبط بالخط المنجمي عنابة بلاد الحدبة، بتصدير 7 ملايين طن من المواد الفوسفاتية ومواد أخرى بعد التحويل، بدل تصدير نحو 20 مليون طن من المواد المنجمية خام .
ويحظى هذا المشروع الذي تُقدّر مدة إنجازه بـ24 شهرا، بعناية خاصة من قبل رئيس الجمهورية، لما له من أثر استراتيجي في تطوير الاقتصاد الوطني ومواكبته للأشغال المتقدمة في ازدواجية الخط المنجمي الشرقي الرابط بين عنابة وتبسة.
كما تفقّد الوزير خلال ذات الزيارة لولاية عنابة، ورشة تجديد خطوط السكة بمحطة نقل البضائع على مسافة 9 كلم بين عنابة والحجار والذي يدخل ضمن ازدواجية خط السكة عنابة تبسة، حيث شدد على ضرورة تسريع الأشغال وضمان جاهزية المنشأة، بما يواكب متطلبات النقل اللوجيستي الحديث وكذا الالتزام بالآجال التعاقدية ومعايير الجودة، مع تعزيز التنسيق بين جميع المتدخلين، لضمان تسليم المشروع قبل نهاية السنة الجارية.
وقد تم استلام إلى حد الآن، حسب المشرفين على المشروع، شطرين، الأول بطول 23 كلم يربط مناجم الفوسفات ببلاد الحدبة بالشبكة الوطنية والثاني يخص ازدواجية المقطع الرابط بين وادي الكبريت وجبل العنق بطول 177 كلم، بداية السنة الجارية.
ومن المنتظر استلام الخط الاجتنابي تبسة (43 كلم) نهاية السنة الجارية، خط دريعة – وادي الكبريت (30 كلم) نهاية الثلاثي الثالث من السنة الجارية، خط بوشقوف – دريعة (121 كلم) نهاية الثلاثي الثالث من سنة 2027 وقد انطلقت أشغاله في ديسمبر 2024.
كما أعطى وزير الأشغال العمومية، إشارة وضع حيز الخدمة ازدواجية الطريق الوطني رقم 18 الرابط بين عنابة وقالمة، في انتظار استكمال الشطر الثاني قريبا،كما عاين الطريق الساحلي بين رأس الحمراء وواد بقراط، حيث استأنفت به الأشغال بعد التعاقد مع شركة متخصصة.
حسين دريدح