أشاد وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، يوسف شرفة، أمس، بالمشاركة النوعية والقوية التي سجلتها الطبعة الـ 23 للصالون الدولي للفلاحة وتربية المواشي والصناعات الغذائية «سيبسا فلاحة»، معتبرا أن هذه المشاركة، تعكس حتما ان القطاع يعرف ديناميكية غير مسبوقة.
وفي كلمة ألقاها خلال إشرافه على إعطاء إشارة انطلاق فعاليات هذه التظاهرة الاقتصادية من قصر المعارض « صافيكس ‘’، التي إلى 29 من الشهر الجاري، أكد شرفة أن المشاركة النوعية والقوية التي تسجلها هذه الطبعة تعكس اهتمام الشركات، والمستثمرين، والمهنيين، وطنيين كانوا أم أجانب، لقطاع الفلاحة في الجزائر الذي يعرف ديناميكية غير مسبوقة بفضل الإصلاحات والتدابير التحفيزية المتخذة، خلال السنوات الأخيرة.
وأشار الوزير إلى أن هذا المعرض الذي تشارك فيه إيطاليا كضيف شرف، أصبح موعدا هاما ينتظره المتعاملون والمهنيون، من داخل وخارج البلاد، الناشطون في شتى المجالات ذات صلة بالقطاع الزراعي، والصيد البحري، والصناعات الغذائية، مبرزا في ذات الوقت بأن المحاور الكبرى التي تتناولها هذه الطبعة، على غرار، الزراعة الصحراوية وتطوير شعبة التمور، وإنتاج بذور البطاطس وشعبة الزيتون و الطماطم الصناعية، وتربية المائيات وغيرها، تدخل في صلب اهتمامات السلطات العمومية لغرض تلبية احتياجات السوق الوطنية وتقليص الواردات، واكتشاف أسواق للتصدير.
وأضاف بأن تكريس المسابقة المفتوحة حول الشركات الناشئة الإفريقية من طرف حاضنة ‘’فلاحة إينوف ‘’، خلال هذه الطبعة، يؤكد مرة أخرى الإرادة السياسية القوية لدى الجزائر لتطوير مجالات الابتكار وبعث المؤسسات الناشئة التي تشكل – كما ذكر - رهانا هاما في سلم الأولويات الوطنية.
من جهته توقع رئيس منظمة ‘’’فلاحة إينوف’’ ورئيس ‘’ سيبسا فلاحة، و»أغروفود ‘’، أمين بن سنان، في كلمة ألقاها خلال الافتتاح أن تكون نسخة هذه السنة من معرض «سيبسا - فلاحة 2025 ‘’استثنائية بكل المقاييس’’.
وأشار بالمناسبة إلى أن الطبعة سعت إلى أن تكون مرآة للتحولات الكبرى التي يشهدها قطاع الفلاحة في الجزائر، مبرزا بدوره بأن ‘’ سيبسا فلاحة 2025’’، سيجمع المهنيين برمتهم لتبادل آخر المستجدات في الآلات والتقنيات في الميدان الزراعي، معتبرا بأن هذه الفرصة ستكون سانحة للمتعاملين الاقتصاديين لعقد شراكات وصفقات تجارية.
و أشار إلى تخصيص جناح للزيتون تحت اسم ‘’أوليوماد’’، في سياق مطمح تثمين الجودة العالية لزيت الزيتون الجزائري، ودعم تنظيم هذا القطاع، من خلال تنظيم مسابقة لأفضل زيت زيتون، بإشراف المهنيين الباحثين عن أسواق مريحة للتصدير.
أما نخيل التمر، فسيكون – كما ذكر - محور مبادرة علمية تحت اسم «مبادرة شجرة النخيل» 2025، تهدف إلى استكشاف التطبيقات الصناعية للنخيل وفتح آفاق جديدة أمام زراعة صحراوية فعالة ومستدامة.
ويأتي تنظيم طبعة هذه السنة من معرض ‘’ سيبسا فلاحة ‘’ -حسب المنظمين- من أجل تكريس موقع هاذ الصالون، كأكبر ملتقى فلاحي في منطقة المغرب العربي وأحد أبرز الفعاليات الفلاحية على الصعيد الإفريقي، إلى جانب كونه يعد مركزا استراتيجيا لتلاقي المهنيين المزارعين، المستثمرين، ومصنعي المعدات والحلول الزراعية، بالإضافة إلى صناع القرار من داخل الجزائر وخارجها.
وأضاف رئيس ‘’ سيبسا فلاحة ‘’ بأن تعزيز الإنتاج الغذائي المحلي لم يعد فقط خيارا اقتصاديا، بل أصبح ضرورة جيو- سياسية، في ظل تحولات كبرى تشهدها المنطقة، ما يجعل هذا المعرض يندرج كأداة ديناميكية لترجمة هذه التوجهات على أرض الواقع، في وقت تتوجه فيه الجزائر نحو ترسيخ دورها كمحور إقليمي للأمن الغذائي والتعاون الإفريقي.
ومعلوم أن المعرض الذي حضر مراسم افتتاحه عدد من أعضاء الحكومة، وضيوف عرب، أفارقة وأجانب ممثلين لقطاعات وزارية، يتكون من ثلاثة أقسام وهي عبارة عن تظاهرات متكاملة، وهي ‘’ سيبسا فلاحة ‘’ المخصص للزراعة وتربية المواشي، و ‘’ سيبسا جزاكوا ‘’ الذي يخص الصيد البحري وتربية المائيات، إلى جانب ‘’ أفريكا فود إكسبورت ‘’ الذي تشارك فيه زيمبابوي وسلطنة عمان والكاميرون بشكل مميز في تعبير واضح عن رغبة هذه الدول في تعميق تعاونها مع الجزائر في قطاع الأمن الغذائي.
وستكرم سلطنة عمان كضيف شرف في قسم ‘’سيبسا أفريكا فود’’ للتصدير تقديرا لاهتمامها المتنامي بالتعاون الشامل مع الجزائر.
ويشارك في هذا الحدث الاقتصادي، 800 مؤسسة جزائرية وأجنبية قادمة من 40 بلدا، من بينها إيطاليا، التي اختيرت كضيف شرف لهذه الدورة، نظرا لعراقة علاقاتها مع الجزائر وتميزها في ميادين إنتاج وتحويل زيت الزيتون و الحبوب، والمعدات الزراعية المتقدمة، و كذا لكونها شريكا استراتيجيا في المجال الفلاحي ومرجعا عالميا في مجالات كزراعة الزيتون الحبوب، والتكنولوجيا الزراعية.
عبد الحكيم أسابع
