تم ، أول أمس الخميس، تتويج، خمسة مشاريع مبتكرة في مجالات فلاحية مختلفة، بجائزة “إفريقيا سيبسا إينوف – سيد أحمد فروخي” للابتكار الزراعي في نسختها الخامسة، وذلك في ختام فعاليات الطبعة الثالثة والعشرين للصالون الدولي للفلاحة وتربية المواشي والصناعات الغذائية، “سيبسا فلاحة 2025”، التي دامت فعالياتها خمسة أيام في قصر المعارض ‘’ صافيكس ‘’ بالصنوبر البحري، شرقي الجزائر العاصمة.
وقد نالت مؤسسات ناشئة جزائرية المراتب الأربع الأولى، حيث حاز مشروع «إيركروب»، المتخصص في الزراعة الدقيقة ومتابعة المحاصيل عبر الطائرات دون طيار، الجائزة الأولى، فيما عاد المركز الثاني لمنصة «فلاحة تك» للزراعة الذكية، واحتل مشروع «بيولايف»، لإنتاج المكملات الغذائية الطبيعية المرتبة الثالثة.
كما تم منح جائزتين تشجيعيتين لكل من منصة «كليمنتينا» المختصة في توزيع المنتجات الفلاحية، التي جاءت في المرتبة الرابعة، ومشروع «واري» السنغالي لصناعة الخل، الذي حاز على المرتبة الخامسة.
وكانت هذه المنافسة قد تميزت بمشاركة أكثر من 100 مشروع مبتكر من عدة دول، من بينها تونس، وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسنغال، حيث تم اختيار 12 مشروعا لعرض أفكارهم أمام مستثمرين خلال الصالون، بحسب عرض تم تقديمه بالمناسبة.
كما تم خلال اختتام المعرض الإعلان عن الفائزين في المسابقة الوطنية الأولى لزيت الزيتون «أوليوميد»، التي شهدت مشاركة 145 عينة من مختلف مناطق الوطن، تم تقييمها من قبل لجنة تحكيم مختصة.
وفي هذا الصدد نالت علامة «الذهبية»، المنتجة بولاية الجلفة، الجائزة الأولى، تلتها علامة «أرضي» في المرتبة الثانية، ثم علامة «إيبيلا»، في المرتبة الثالثة.
وتم خلال مراسم الاختتام تكريم عدد من الشخصيات والمؤسسات التي ساهمت في إنجاح هذه التظاهرة، من بينهم واليا كل من الطارف والوادي، بصفتهما ممثلي الولايتين ضيفتي الشرف.
وعلى هامش الصالون، تم التوقيع على اتفاقية تعاون بين الجهة المنظمة للصالون ومخبر «كاتاليس لاب» المعتمد من المجلس الدولي لزيت الزيتون، قصد إنشاء لجنة تحكيم وطنية مختصة في تقييم جودة الزيوت، وتحفيز المتعاملين على تحسين نوعية منتجاتهم.
كما تم توقيع اتفاقية شراكة بين شركة «ميزون سدي»، الجزائرية المتخصصة في صناعة الشوكولاتة، وشركة «الأفكار الحكيمة للتقنية» السعودية، لإنجاز مشاريع مشتركة في مجال الصناعات الغذائية.
وفي كلمة ختامية، أكد أمين بن سمان، رئيس الجهة المنظمة للمعرض، أن الدورة الحالية عرفت مشاركة 780 عارضا محليا وأجنبيا، بزيادة 25 بالمائة مقارنة بالطبعة السابقة، إلى جانب تنظيم أربعة منتديات تناولت مواضيع استراتيجية في القطاع الفلاحي.
كما أشار السيد بن سمان إلى أن الطبعة القادمة من الصالون، المقرر تنظيمها من 18 إلى 21 ماي 2026، ستخصص لموضوع تربية الحيوانات والمائيات.
وكان مشاركون في ورشة عمل حول الصناعات الغذائية، تم تنظيمها صبيحة يوم الخميس على هامش الصالون، إلى ضرورة تعزيز القدرات الإنتاجية للمنتجات الفلاحية القابلة للتحويل وتوسيع المساحات المخصصة لها، مؤكدين أهمية التنسيق المحكم بين القطاعين الفلاحي والصناعي في مختلف مراحل سلسلة الإنتاج.
وشدد المتدخلون على أهمية الاستغلال الأمثل والعقلاني للموارد المتاحة، لاسيما الفلاحية القابلة للتحويل، مع تعزيز جسور التعاون بين الفلاحين والمحولين لضمان التكامل بين مراحل الإنتاج، من الزراعة إلى المنتوج النهائي، بما يسمح بخلق قيمة مضافة وتحقيق ولوج أنجع للأسواق الخارجية.
و في هذا السياق، أبرز رئيس المجلس الوطني المتعدد المهن لشعبة الطماطم، مصطفى معزوزي، أن هذه الشعبة سجلت مردودية هامة خلال السنوات الأخيرة، ما مكن – كما ذكر - من بلوغ الاكتفاء الذاتي، مع إمكانية التوجه نحو التصدير بالنظر إلى تزايد الطلب الخارجي.
بدوره، قدم صاحب شركة «بوبلنزة» لإنتاج وتحويل الخروب، شكيب بوبلنزة، تجربته في مجال تحويل الخروب، التي مكنت شركته من تصدير مسحوق الخروب إلى نحو 50 دولة، حيث يستخدم كبديل للكاكاو و في الصناعات الصيدلانية.
وفي هذا الإطار، دعا المستثمر إلى تصنيف زراعة أشجار الخروب، الزيتون والنخيل ضمن الزراعات الاستراتيجية، بالنظر إلى المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها الجزائر، والتي تتيح فرصا واعدة لخلق الثروة ومناصب الشغل. ولفت إلى أن زراعة 10 ملايين شجرة خروب في أفق 2035 قد تتيح استحداث 100 ألف منصب شغل وتحقيق عائدات تصديرية تفوق 200 مليون دولار.
عبد الحكيم أسابع