أجرى وزيرا الصحة، عبد الحق سايحي، والعمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، فيصل بن طالب، سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من كبار المسؤولين السلوفينيين بالعاصمة ليوبليانا، توجت بتوافق واضح على ضرورة تعميق التواصل المؤسسي وتوسيع مجالات التعاون والشراكة بين البلدين، في خطوة تعكس الديناميكية المتجددة التي تعرفها العلاقات الجزائرية-السلوفينية.
وقد تركزت هذه المحادثات على آفاق الشراكة في مجالات الصحة، والضمان الاجتماعي، والعمل، والتنمية الاجتماعية، مع التأكيد على تبني آليات عملية لمتابعة تنفيذ المشاريع المقترحة، بما يعزز البعد الاستراتيجي للعلاقات بين الجزائر وسلوفينيا ويخدم المصالح المشتركة للشعبين الصديقين.
وفي هذا الصدد تحادث السيدان سايحي، و بن طالب، يوم أمس مع وزيرة الصحة السلوفينية السيدة فالنتينا بريفولنيك روبل، حيث تم استعراض سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالي الصحة والضمان الاجتماعي.
وشكل هذا اللقاء المندرج في إطار الزيارة الرسمية التي قادت الوزيرين إلى جمهورية سلوفينيا – حسب بيان لوزارة الصحة- فرصة لتعميق الحوار بين البلدين حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الصحة و الضمان الاجتماعي، لاسيما ما تعلق بتبادل الخبرات في ميادين التسيير الاستشفائي، رقمنة الأنظمة الصحية، وتكوين الموارد البشرية، إلى جانب إمكانيات إبرام شراكات بين المؤسسات الاستشفائية ومراكز البحث الطبي في البلدين.
و عبر الطرفان بالمناسبة عن إرادتهما المشتركة لتعزيز التعاون الصحي وتطويره بما يخدم المصالح المتبادلة، مع التأكيد على أهمية تبني آليات متابعة عملية لتجسيد المشاريع المقترحة على أرض الواقع.
وحسب ذات المصدر فقد اختتم اللقاء بالتأكيد على مواصلة التنسيق بين الوزارات المعنية من خلال فرق عمل مشتركة، مع إمكانية تنظيم زيارات مستقبلية لفرق العمل المختصة، و وضع خارطة طريق مشتركة تتضمن مشاريع ثنائية.
كما عقد الوزيران -يضيف المصدر- لقاء ثنائيا مع نائب الوزير الأول وزير العمل الأسرة، الشؤون الاجتماعية والمساواة السلوفيني، لوكا ميسيك، خصص لمناقشة فرص التعاون في مجالات العمل، التكوين المهني الصحي، والضمان الاجتماعي.
وقد تناولت المحادثات آليات دعم الابتكار في سوق العمل، سبل تطوير برامج الإدماج المهني، وأهمية التكوين المستمر لمواكبة التحولات الاقتصادية، كما تطرق الجانبان إلى تجارب البلدين في مجال الضمان الاجتماعي، خاصة في ما يتعلق برقمنة الخدمات وتوسيع نطاق التغطية الاجتماعية.
وشدد الطرفان على أهمية تبادل الخبرات التقنية وتعزيز التنسيق بين الهيئات المختصة في البلدين، مع الإشارة إلى ضرورة العمل على توقيع مذكرات تفاهم لتأطير التعاون بشكل دائم ومستدام.
وفي ختام اللقاء، أشاد الطرفان بالعلاقات الممتازة، التي تربط الجزائر وسلوفينيا، مؤكدين التزامهما المشترك ببناء شراكة مستدامة ومثمرة تعود بالنفع على مواطني البلدين الصديقين.
كما التقى وزيرا الصحة والعمل والتشغيل والضمان الاجتماعي في إطار ذات الزيارة – حسب بيان لوزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، السيدة المستشارة لدى الوزير الأول السلوفيني المكلفة بالتعاون الإنمائي والمساعدات الإنسانية، مويتسا توش، ورئيسة مؤسسة دانيلو تورك الخيرية.
وشكل هذا اللقاء الذي وصف بالمثمر، فرصة لتبادل معمق لوجهات النظر حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الصحة والتنمية الاجتماعية والعمل الإنساني، مع التأكيد على الدور المحوري للمجتمع المدني في دعم السياسات العمومية ذات الأبعاد الإنسانية والاجتماعية. و تم التأكيد – حسب ذات المصدر - على تطابق الرؤى بين الجزائر وسلوفينيا بخصوص قضايا السلم، والعدالة الدولية، والتكفل الإنساني، لاسيما في ما يخص دعم الشعب الفلسطيني وأطفاله ضحايا العدوان الإسرائيلي، وهو ما يعكس القيم المشتركة في التضامن والدفاع عن القضايا العادلة. وتم خلال اللقاء بحث إمكانيات إنشاء شراكات عملية بين المؤسسات الحكومية والجهات الفاعلة غير الحكومية، من أجل إحداث أثر تنموي ملموس ومستدام على المستوى المحلي.
كما تم استعراض إمكانية إطلاق مشاريع نموذجية ثنائية تُجسّد روح التعاون الإنساني وتخدم تطلعات شعبي البلدين.
وفي ختام المحادثات، تم الاتفاق على وضع إطار عمل مشترك يشمل، ‘’ تبادل الخبرات والتجارب في مجالات الصحة والتنمية البشرية، و دعم قدرات المجتمع المدني والفاعلين المحليين، وكذا إعداد برامج ميدانية ذات طابع اجتماعي وإنساني.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المحادثات تندرج في إطار الديناميكية الجديدة التي تعرفها العلاقات الجزائرية-السلوفينية، وتجسيدا للتوصيات المنبثقة عن زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى جمهورية سلوفينيا.
ع.أسابع