•أهالــي غزة يجمعون أشــلاء الشهداء بدل نحر الأضــاحي في العيد
انطلقت، صباح أمس من الجزائر العاصمة، قافلة الصمود للتضامن مع سكان غزة والتي تتوجه نحو تونس ثم ليبيا، وأخيرا تحط رحالها برفح المصرية قبل الدخول إلى غزة، ونظمت هذه القافلة المبادرة الجزائرية لنصرة فلسطين وإغاثة غزة التي يرأسها عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يحيى صاري.
وأكد أمس يحيى صاري أن هذه القافلة التي تضم عددا من المتضامنين الجزائريين مع إخوانهم في غزة توجهت صباح أمس إلى تونس لتلتحق بقافلة الصمود التونسية ثم تعبر إلى ليبيا ثم معبر رفح بمصر، وقال في تصريح صحفي أمس إن هدف القافلة هو إنساني من خلال رفع صوتها عاليا ومشاركة كل أحرار العالم في المطالبة بكسر الحصار الغاشم على سكان قطاع غزة، كما تعبر هذه القافلة حسب نفس المتحدث على موقف الجزائر المنادي في المنابر العالمية برفع الحصار وحماية سكان غزة من العدوان الوحشي الذي يتعرضون له على مدار أزيد من عام ونصف.
وأضاف عضو جمعية العلماء المسلمين يحيى صاري أن هذه القافلة الجزائرية تشارك أيضا الحراك الشعبي الدولي الإنساني الذي خرج برا وبحرا وجوا، معلنا رفضه للممارسات الإجرامية الصهيونية التي تطال قطاع غزة، مؤكدا أن هذه القافلة تخاطب أهل غزة وتقول لهم لستم وحدكم، نحن نقاسمكم الآلام والأوجاع، مضيفا بأن هذه القافلة التضامنية هي صورة مصغرة ورمزية وممثلة للإرادة الصلبة والقوية الواسعة في العالم التي تضيق الخناق في كل مكان على المحتل الغاشم.
وفي سياق الحراك الشعبي العالمي للتضامن مع سكان غزة وفك الحصار عن القطاع الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية، كانت قد أبحرت الأحد الماضي سفينة « مادلين» من جزيرة صقلية الإيطالية متجهة إلى غزة وعلى متنها 12 ناشطا دوليا، من بينهم النائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن، كما تحمل السفينة كميات من المساعدات الإنسانية الرمزية إلى غزة، وكانت السفينة قد اقتربت أمس من سواحل غزة، في حين هدد أمس وزير دفاع الكيان الصهيوني بمنع السفينة من الاقتراب من ساحل غزة، وأكد أنه لن يسمح لها بالوصول إلى القطاع.
ودعت النائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن الموجودة على متن السفينة الحكومات الأوروبية إلى ضمان ممر آمن للسفينة للدخول إلى غزة، وقالت إن أكثر من 200 مشرع أوروبي وقعوا رسالة مفتوحة لحكومة الكيان الصهيوني للمطالبة بالسماح للسفينة بالوصول إلى غزة وتفريغ حمولتها الإنسانية.
وبخصوص الوضع الإنساني في القطاع، قضى سكان غزة العيد الرابع على التوالي تحت العدوان والقصف المتواصل، حيث سقط خلال أيام العيد عشرات الشهداء والمصابين في استهداف جيش الاحتلال الصهيوني لخيام النازحين ومنازل مأهولة بالمدنيين الأبرياء.
وفي الوقت الذي كان فيه المسلمون في مختلف أنحاء العالم ينحرون الأضاحي بمناسبة عيد الأضحى المبارك، كان سكان غزة يجمعون أشلاء شهداءهم جراء العدوان المستمر، كما تزامن عيد الأضحى مع مجاعة خانقة تضرب القطاع، جراء الحصار الصهيوني المتواصل الذي يمنع دخول الغذاء والدواء، رغم محاولة حكومة الاحتلال تضليل المجتمع الدولي خلال الأيام الماضية بفتح مراكز لتوزيع المساعدات الإنسانية تشرف عليها شركة أمريكية، في حين تحولت هذه المراكز إلى مصيدة لقتل المدنيين الأبرياء الذين ارتقى منهم أزيد من 150 شهيدا برصاص جنود الاحتلال خلال أقل من أسبوع.
ويزداد الوضع الإنساني في قطاع غزة سوءا، مع استمرار الحصار الصهيوني، ومنع دخول المساعدات، وكشفت أمس وزارة الصحة في غزة عن أزمة حادة في إمدادات الوقود، وحذرت من توقف عمل المستشفيات خلال ساعات، وأكدت أن الكمية المتوفرة من الوقود بمستشفى الشفاء والمستشفى الأهلي العربي يكفي لمدة 24 ساعة فقط، وأضافت أن خروج المستشفيين عن الخدمة يعني انهيار ما تبقى من مؤسسات صحية في مدينة غزة والشمال، كما أكدت في بيان صحفي أمس أن مجمع ناصر الطبي يتوفر على كميات محدودة من الوقود لا تتعدى اليومين، وأضافت وزارة الصحة أنها لم تتلق أي اتصالات تشير بالسماح لإدخال الوقود وتعزيز عمل المولدات الكهربائية، وطالبت الجهات المعنية بضرورة التحرك العاجل بالضغط على الاحتلال والسماح بدخول الوقود وقطع الغيار والزيوت للمولدات الكهربائية بالمستشفيات.
نورالدين ع