أثمرت مشاريع البحث الوطني التي تشرف عليها الوكالة الموضوعاتية للبحث في علوم الصحة بتطوير 29 منتجا علميا قابلا للتثمين الاقتصادي، حيث أكد مدير الوكالة أن نسبة الإدماج المحلي فيها تفوق 60 بالمئة، فيما تحصل عدد منها على براءات اختراع مؤخرا، كما تعكف الوكالة على إعداد دروس مرجعية في مجال الصحة والطب وعلوم الطبيعة والحياة لفائدة طلبة السنتين الأولى والثانية من الطور الجامعي.
وتشرف وكالة البحث الموضوعاتي في علوم الصحة على مجموعة من مشاريع البحث الوطنية، حيث أوضح مديرها البروفيسور بشير بن عربة، في تصريح للنصر، أن عدد المنتجات البحثية التي طورها الباحثون ضمن المشاريع التي تشرف عليها الوكالة يصل إلى 29 منتجا في الوقت الحالي. وأضاف المصدر نفسه أن باحثين تمكنوا من الحصول على براءات اختراع في عدد من الجامعات، على غرار فريق بحث من جامعة الصديق بن يحيى بجيجل تمكنوا من تحقيق براءة اختراع مسجلة لدى المعهد الوطني للملكية الصناعية في إطار برامج مشاريع البحث الوطنية في مجال صحة المواطن المقبولة سنة 2021.
وشرح محدثنا أن الجهاز الأول الذي تمكن الباحثون بجامعة جيجل من تطويره يتمثل في جهاز استخراج المادة الوراثية المتمثلة في الحمض النووي والحمض النووي الريبوزي، مؤكدا أن تكلفة هذا الجهاز المحلي تتراوح بين 10 إلى 15 مليون سنتيم، بينما يتم اقتناؤه من الأسواق العالمية حاليا بسعر لا يقل عن 300 مليون سنتيم. وأضاف مدير الوكالة أن فريق البحث في جامعة جيجل قد تمكن من تطوير جهاز لرش المواد النانوية على الأسطح من أجل إدخالها في أجهزة التحاليل الطبية الذي كان محل براءة الاختراع، بالإضافة إلى جهاز ثالث لقراءة الخلايا السرطانية.
ويتمثل المشروع الثاني الذي يجري على مستوى جامعة الجلفة في تطوير حاضنة لتفقيس البيض، إذ تعمل بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي والطاقات البديلة، حيث شرح لنا البروفيسور بن عربة بأنها تشتغل بشكل تلقائي وتقوم بالضبط المناسب دون تدخل بشري. ويجري تجسيد المشروع الثالث في جامعة وهران للعلوم والتكنولوجيا، حيث أنجز فيه الباحثون روبوتا لسبر أعماق البحار بهدف حراسة الرصيد المرجاني وحمايته، بينما ذكر محدثنا أن نسبة الإدماج المحلية لهذا المنتج البحثي تتجاوز 60 بالمئة.
وأكد المتحدث أن الوكالة الموضوعاتية للبحث في علوم الصحة والحياة تنتهج إستراتيجية من أجل تثمين وتطوير المنتجات البحثية بحيث تكون قابلة للتحويل مباشرة إلى القطاع الصناعي، مشيرا إلى أن جميع المنتجات التي طورت من خلال مشاريع الوكالة تتميز بنسبة إدماج محلي تتجاوز 60 بالمئة، فضلا عن إعداد مخطط استغلال لكل مشروع. ونبه المصدر نفسه أن إنشاء مركز دعم التكنولوجيا والابتكار بالوكالة يندرج ضمن هذه الإستراتيجية، في حين نبه بأن المشاورات جارية مع مصنعين من أجل تثمين عدد من المشاريع المنجزة. ولفت المتحدث أيضا إلى أن الوكالة تشرف على مشاريع بحثية أخرى في مجال تطوير النباتات الطبية.
من جهة أخرى، تعمل الوكالة على إنجاز دروس مرجعية خاصة بالمواد والمقاييس الأساسية للسنة الأولى والثانية جامعي في تخصصات الطب وعلوم الصحة وعلوم الطبيعة والحياة، حيث أوضح البروفيسور بن عربة بأن الوكالة أعلنت عن دعوة للأساتذة والباحثين من أجل المشاركة في إعدادها، كما مددت الأجل إلى غاية نهاية سبتمبر، في حين ستتكفل بإصدارها في شكل كتب ووضع آلاف النسخ منها على مستوى المكتبات الجامعية ليستفيد منها الطلبة. وأضاف المصدر نفسه أن عملية إنجاز المراجع تمر بمرحلة التقييم العلمي، ثم العرض على اللجنة العلمية للوكالة، لتتم المصادقة عليها بعد ذلك، كما نبه أن الوكالة تقوم بطباعة هذه الكتب بعد التعاقد مع الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية، مشيرا إلى أنها أنجزت من قبل مراجع في مجال الكيمياء والطاقة بالتنسيق مع الوكالة الموضوعاتية للبحث في العلوم والتكنولوجيا.
سامي .ح
