الأربعاء 1 أكتوبر 2025 الموافق لـ 8 ربيع الثاني 1447
Accueil Top Pub

بعد تحييد 4 إرهابيين على الحدود الجنوبية الشرقيـة : رسـالة طمأنة تؤكد اليقظة الدائمة للجيش

أكدت عملية القضاء على أربعة إرهابيين مسلحين، قبل يومين، على الحدود الجنوبية الشرقية للبلاد، حاولوا التسلل إلى داخل التراب الوطني، على أن قوات الجيش على درجة كبيرة من اليقظة و الاستعداد لمواجهة أي طارئ وأن الأمن الوطني خط أحمر.
وحملت العملية النوعية هذه رسائل عدة، أولها موجهة للداخل، أي لكافة المواطنين، وهي رسالة طمأنة مفادها أن القوات الساهرة على أمن البلاد والعباد تتمتع بأعلى درجات اليقظة والجاهزية والكفاءة، وأنها تغطي كافة أرجاء الوطن ولن تترك ولو شبرا واحدا مفتوحا للظلام.
والرسالة الثانية موجهة للخارج، وبالخصوص للأطراف المناوئة للجزائر، والجماعات الإرهابية والإجرامية التي قد تعتقد أنه بإمكانها العبث بأمن و استقرار البلاد، وهي رسالة واضحة تماما مضمونها أن الاقتراب من حدود الجزائر معناه النهاية بكل تأكيد، وأن من قد يعتقد أن حدود الجزائر من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب قد توجد بها بعض الثغرات فهو واهم، فهي حدود مؤمنة تماما ولا يمكن اختراقها. وبالعودة إلى مضمون بيان وزارة الدفاع الوطني حول هذه العملية نجد أن الإرهابيين المسلحين الأربعة المسلحين برشاشات من نوع «كلاشنيكوف» قد حاولوا التسلل من خارج الحدود إلى داخل إقليم الناحية العسكرية الرابعة، وأنهم ينشطون داخل جماعة إرهابية تنشط خارج الوطن وقد حاولوا التسلسل إلى التراب الوطني لتنفيذ أعمال إرهابية تمس بالأمن الوطني والاستقرار.
إن تحييد هؤلاء الإرهابيين الأربعة قبل اختراقهم التراب الوطني يؤكد في المقام الأول على العمل الاستخباراتي الاستباقي الذي قامت به أجهزة الأمن، وعلى أن المعلومة تظل عنصرا هاما في أي عمل من هذا النوع وفي مكافحة الجماعات الإرهابية والإجرامية، و بالمحصلة فإن ذلك يؤكد مرة أخرى على العمل النوعي الذي تقوم به أجهزة الأمن في رصد وتتبع الجماعات الإرهابية والتخريبية التي تحاول المس بالأمن الوطني، وهو ليس بالعمل الهين في الظروف الدولية و الإقليمية الحالية التي تتميز بتداخل كبير في العمل الاستخباراتي الدولي وبالغموض الكبير الذي يتسم به الوضع الأمني على الساحة الدولية والإقليمية.
ثم لابد من الإشارة هنا إلى أن العمل من هذا النوع في بيئة صحراوية قاسية ليس بالأمر الهين في حد ذاته، ذلك أن الحدود الشرقية الجنوبية للبلاد كانت ومنذ سنة 2011 بعد كل ما جرى في ليبيا تشكل تهديدا حقيقيا للأمن الوطني بالنظر إلى الحركة الكبيرة التي كانت تتميز بها الضفة الأخرى للحدود في ما تعلق بتهريب السلاح من مختلف الأنواع و الأحجام، وكذا حركة الجماعات الإرهابية والمنظمات الإجرامية المشتغلة في تهريب البشر والمخدرات والسلاح وغيره.
ومن هذا المنطلق فإن الضرب في الوقت المناسب يؤكد من جانب آخر على الجاهزية التامة الدائمة والكفاءة التي تتمتع بها قوات الأمن والجيش، مع الوضع في الحسبان بأن العملية تمت في نقطة حدودية بعيدة في الصحراء، ولطالما وضعت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي اليقظة و الجاهزية الدائمة للقوات على رأس أولوياتها القصوى.
وليست هذه المرة الأولى التي تؤكد فيها قوات الجيش والأمن على مثل هذه الكفاءة وهذه الجاهزية، فحادثة إسقاط طائرة الدرون على الحدود مع مالي ليلة الفاتح من أفريل الماضي أكدت بما لا يدع مجالا للشك بأن الحدود الوطنية مؤمنة بالشكل المطلوب وبالشكل الذي قد لا يتصوره البعض على مدار 24 ساعة ليلا ونهارا صيفا وشتاء وعلى مدار 12 شهرا، فإسقاط هذه الطائرة المسلحة ثوان قليلة بعد اختراقها المجال الجوي الوطني اعتبر من قبل العديد من الخبراء في المجال العسكري علامة فارقة على الجاهزية و الكفاءة لدى الجيش الجزائري.
من جانب آخر تؤكد عملية تحييد الإرهابيين الأربعة مؤخرا أن التهديدات الإرهابية لا تزال قائمة بالفعل، وأن التحدي الأمني يفرض نفسه بقوة في الظروف الحالية التي تمر بها منطقة الساحل والعالم بشكل عام، و أن الحديث عن هذا النوع من التحديات ليس مجرد خطابات للاستهلاك، بل هو واقع يومي لابد من التحضير الجدي والدائم لمواجهته. وفي هذا الوقت الذي يبقى فيه أمن واستقرار البلدان مستهدفا من قبل قوى ظاهرة وأخرى خفية يجب التركيز على أن حماية أمن حدود بلاد ممتدة جغرافيا وشاسعة مثل الجزائر ليس بالأمر السهل لا من الناحية المادية اللوجيتسية ولا من ناحية جمع المعلومات والتحضير الجيد للمواجهة، وهذا أمر يتطلب خبرة كبيرة خاصة في مجال التعامل مع التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، وهو الأمر الذي اكتسبت الجزائر فيه خبرة مرموقة ومعترف بها في الميدان بفضل العناصر التي كافحت هذه الآفة في العشريات السابقة، والتي أبلت البلاء الحسن والتي يجب الاستفادة من خبرتها اليوم أيضا.
وفي الأخير لابد من الإشارة إلى أن حماية الأمن الوطني والحدود الترابية للوطن مسألة حيوية بالنسبة للأمة كلها تتطلب بالضرورة انخراط الجميع فيها كل من موقعه، وأن المساهمة بمعلومة بسيطة من مواطن عادي التي قد يعتبرها البعض دون جدوى قد تكون ذات أهمية قصوى في الميدان.
إلياس -ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com