تمكن أزيد من 60 ألف طالب جامعي جديد من إتمام التسجيلات النهائية عبر المنصة الرقمية «بروغرس» المخصصة للعملية، بتسديد حقوق التسجيل وحقوق النقل عبر الدفع الإلكتروني، إلى جانب تقديم طلب الإيواء بالنسبة للمعنيين بالإقامة من الطلبة الجامعيين الذين يلتحقون بالمؤسسات الجامعية لقطاع التعليم العالي شهر سبتمبر المقبل.
أفاد المستشار الإعلامي لوزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الجبار داودي «للنصر» بأن عدد الطلبة الجامعيين الجدد الذين تمكنوا من الولوج إلى المنصة الرقمية لإتمام التسجيلات النهائية فاق 60 ألف طالب إلى غاية مساء أمس، كما تمكن أكثر من 40 ألف طالب حائز على شهادة البكالوريا دورة جوان 2025 من تقديم تسديد حقوق النقل الحضري وشبه الحضري عن طريق نفس الأرضية.
وشملت التسجيلات الجامعية النهائية تقديم طلب الإيواء بالنسبة للطلبة المعنيين بالإقامة في الأحياء الجامعية الموزعة على مختلف أنحاء الوطن، بانتقاء ثلاث إقامات جامعية على الأكثر، في انتظار معالجة طلبات الإيواء عن طريق المنصة الرقمية للديوان الوطني للخدمات الجامعية، على أن يتمكن الطلبة من الاطلاع على نتائج دراسة خدمات الإيواء ابتداء من يوم 22 أوت الجاري.
وتجري التسجيلات الجامعية النهائية إلكترونيا بصفر ورقة بفضل تمكن مصالح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من رقمنة كافة مراحل العملية، إذ يتم تسديد حقوق التسجيل وحقوق النقل الجامعي عن طريق البطاقة الذهبية لبريد الجزائر، بهدف الإعفاء التام للطلبة الجدد من التنقل إلى المؤسسات الجامعية التي وجهوا إليها، أو إلى فروع الديوان الوطني للخدمات الجامعية لإتمام التسجيلات النهائية التي تشكل آخر مرحلة بالنسبة للطلبة الجدد قبل الالتحاق بمقاعد الدراسة.
وينتظر أن يشهد الدخول الجامعي المقبل عديد المستجدات، من بينها تكريس توجه الطلبة الجدد إلى التخصصات العلمية والتكنولوجية التي استقطبت هذه السنة أزيد من 65 بالمائة من مجموع الناجحين في شهادة البكالوريا دورة جوان 2025، بعد أن كانت النسبة لا تتجاوز 50 بالمائة في سنوات ماضية.
وأكد في هذا السياق مدير البحث العلمي بالوزارة الأستاذ محمد بوهيشة «للنصر» بأن تعزيز التخصصات العلمية والتكنولوجيا في قطاع التعليم العالي يرمي إلى تدعيم دور الجامعة في تحقيق اقتصاد المعرفة، كما يؤكد التوجه العام نحو الميادين الخلاقة للثروة ومناصب الشغل، لأن المستقبل للتكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي والإعلام الآلي.
وأضاف المتدخل بأن استحداث مدارس امتياز بالقطب التكنولوجي لسيدي عبد الله بالعاصمة يعكس حرص القطاع على تعزيز التوجه إلى التخصصات العلمية والتكنولوجية وكذا الذكاء الاصطناعي، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، مؤكدا بأن السماح للطلبة حاملي شهادة البكالوريا شعبة أداب التسجيل في تخصصات كانت حكرا على الشعب العلمية يؤكد التوجه العام لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي فيما يخص توجيه الطلبة الجامعيين الجدد، من خلال إعادة تأهيل عدة تخصصات واستحداث تخصصات أخرى جديدة استطاعت أن تستقطب اهتمام عديد الطلبة الجدد.
وتوقع المصدر تكثيف التنسيق والتعاون مع وزارة التربية الوطنية في المراحل القادمة لتجسيد الاستراتيجية الجديدة لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي، القائمة على تدعيم توجه الطلبة إلى المجال العلمي والتكنولوجي، مع اقتراح استحداث فروع جديدة لثانوية الرياضيات الكائن مقرها بالقبة بالعاصمة، سيما بعد تسجيل ارتفاع في نسبة النجاح في البكالوريا لشعبة الرياضيات التي بلغت نحو 86 بالمائة خلال الدورة الأخيرة.
ولفت الأستاذ بوهيشة إلى أن أغلب المتفوقين في شهادة البكالوريا يختارون مدارس الامتياز التي تتكفل بتكوين النخبة لقيادة قاطرة النمو والثورة التكنولوجية، وهو ما أكدته نتائج التسجيلات الجامعية للموسم المقبل، التي اشتد فيها التنافس للفوز بمقعد بيداغوجي على مستوى إحدى المدارس التابعة للقطب التكنولوجي بسيدي عبد الله، مما رفع معدل الالتحاق بمدرسة الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني إلى مستويات قياسية. وأشار المصدر إلى أن هذه التخصصات تم استحداثها في السنوات الأخيرة على مستوى عديد المؤسسات الجامعية، لتمكين الطلبة الجامعيين الجدد من مواصلة الدراسة فيها، في حين تبقى مدارس الامتياز خاصة بالمتفوقين في البكالوريا في الشعب العلمية، أي نخبة المستقبل التي تقود قاطرة النمو وتؤسس لاقتصاد المعرفة.
لطيفة بلحاج