أكدت الجزائر والموزمبيق في البيان المشترك الذي توج زيارة العمل التي قام بها الرئيس الموزمبيقي، السيد دانيال تشابو، إلى الجزائر، التزام البلدين الصديقين بتعميق التعاون الثنائي، في ظل التمسك بتقاليد التضامن التي ميزت تاريخيا العلاقات الجزائرية-الموزمبيقية.
و جاءت زيارة العمل لرئيس جمهورية موزمبيق، السيد دانيال تشابو، إلى الجزائر يومي 5 و6 سبتمبر الجاري، بدعوة من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، حيث تندرج في سياق "تعزيز روابط الأخوة والتضامن التاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين".
كما جاءت زيارة الرئيس الموزمبيقي الى الجزائر "عقب مشاركته في الطبعة الرابعة للمعرض الافريقي للتجارة البينية المنعقد بالجزائر من 4 إلى 10 سبتمبر الجاري".
وبالمناسبة، أجرى رئيسا البلدين جلسة محادثات ثنائية مباشرة، تمحورت حول "سبل تعزيز العلاقات الثنائية وإعادة بعث التعاون الاقتصادي والتقني بين الجزائر وموزمبيق".
و قد أعرب الرئيس دانيال تشابو عن خالص تهانيه للرئيس عبد المجيد تبون على "النجاح الكبير" الذي ميز هذه الطبعة من المعرض، مؤكدا على "أهمية هذا الحدث القاري كمنصة استراتيجية لتعزيز التعاون الاقتصادي وبناء شراكات قوية عبر القارة".
من جانبه هنأ رئيس الجمهورية نظيره الموزمبيقي بمناسبة الذكرى 50 لاستقلال بلاده، متمنيا للشعب الموزمبيقي الشقيق "مزيدا من التقدم والازدهار".
وقد اتفق قائدا البلدين على "إحياء الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين من خلال تنظيم عدة تظاهرات ثقافية ومحاضرات في العاصمتين".
كما أشاد الرئيسان "بالعلاقات التاريخية المتينة التي تجمع الجزائر وموزمبيق"، وأكدا "التزامهما بتعميق التعاون الثنائي، في ظل التمسك بتقاليد التضامن التي ميزت تاريخيا العلاقات الجزائرية الموزمبيقية".
و ثمن الجانبان "وتيرة تبادل الزيارات رفيعة المستوى خلال السنوات الأخيرة، والتي ساهمت في الدفع بالتعاون الثنائي في عدة مجالات"، مشددين في نفس الوقت على "ضرورة تفعيل الاتفاقيات الثنائية الموقعة، لا سيما تلك المتعلقة بالتعاون الاقتصادي والتجاري".
وبخصوص مجلس الأعمال المشترك الذي أنشئ سنة 2021 أكد الرئيسان على "الحاجة الملحة لتفعيل المجلس، ليوفر فضاء دائما للحوار بين المتعاملين الاقتصاديين في البلدين حول فرص الشراكة".
كما أكد الجانبان "وجود فرص للشراكة في قطاعات مثل الطاقة، التعليم العالي، الزراعة والصناعة، حيث التقى الرئيس دانيال تشابو، بعدد من مسؤولي كبريات الشركات الجزائرية، وتباحث معهم حول فرص الاستثمار والأعمال في الموزمبيق".
وقد توجت الزيارة "بالتوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم هامة، في مجالات محورية للتعاون الثنائي، ما يعكس الإرادة المشتركة للبلدين للارتقاء بالتعاون الاقتصادي إلى مستويات أعلى".
و في هذا الشأن جدد رئيس الجمهورية، "استعداد الجزائر لدعم موزمبيق في إطار مساعيه التنموية الوطنية، انطلاقا من مبدأ التضامن الذي يطبع العلاقات بين البلدين".
كما تبادل الرئيسان "وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك"، مؤكدين التزامهما بحل النزاعات بالطرق السلمية واحترام سيادة الدول ومبدأ "الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية"، وأبرزا في هذا السياق توافق مواقف البلدين حيال القضايا المطروحة.
و حول واقع القارة، أكد الجانبان على "أهمية حفاظ إفريقيا على قدرتها في رسم إستراتيجياتها الخاصة عبر حلول محلية وسلمية للرهانات التي تواجهها، مع الرفض القاطع للتدخلات الخارجية التي من شأنها المساس بفعالية الآليات القارية".
و فيما يخص الشأن الأمني، "أعرب الرئيسان عن انشغالهما العميق إزاء تنامي التهديدات الإرهابية والجريمة المنظمة في العديد من مناطق القارة"، مع التأكيد على "ضرورة تكثيف التعاون في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات".
و في هذا السياق، أشاد الرئيس دانيال تشابو "بدور والتزام رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته منسقا للاتحاد الإفريقي في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف".
و بالنسبة لقضية الصحراء الغربية، جدد الطرفان "دعمهما الثابت لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وكذا القانون الدولي"، مؤكدين على "أهمية التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومتوافق مع الشرعية الدولية".
كما عبر الرئيسان عن "قلقهما العميق إزاء الوضع الإنساني الخطير في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين"، داعين إلى "وقف فوري لهذا العدوان وضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة لتلبية احتياجات السكان المدنيين".
وفي هذا الصدد، جدد الطرفان "دعمهما الثابت لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، طبقا للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
كما أكد الجانبان على "ضرورة إصلاح شامل لمنظمة الأمم المتحدة، لتعزيز شرعية وفعالية ومصداقية النظام المتعدد الأطراف".
و من هذا المنطلق، شددا على "الدور الهام التي تضطلع بها مجموعة الأعضاء الأفارقة غير الدائمين في مجلس الأمن (A3+) باعتبارها منصة أساسية لترقية الأجندة الإفريقية والدفاع عن مصالح القارة داخل النظام العالمي".
من جهة أخرى، وجه الرئيس دانيال تشابو "دعوة كريمة إلى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، للقيام بزيارة دولة إلى موزمبيق، على أن يتم تحديد تاريخها لاحقا عبر القنوات الديبلوماسية".
وقد أعرب الرئيس الموزمبيقي عن "تقديره العميق لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظي بهما والوفد المرافق له خلال زيارته للجزائر".
وأج