تمثل الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية التي تتواصل فعاليتها بقصر المعارض (الجزائر العاصمة)، نافذة على الرصيد السياحي الفريد الذي تزخر به الجزائر وفرصة للتعريف به على نطاق أوسع، ما من شأنه تعزيز المكانة السياحية للجزائر، قاريا
و دوليا، يؤكد المدير العام للديوان الوطني للسياحة، عبد الحميد واري.
فلا يقتصر هذا الحدث على كونه فضاء لبناء شراكات اقتصادية بين المستثمرين الأفارقة، بل يتعداه ليشمل الجانب السياحي كرافد مهم تعول عليه الجزائر للانتقال إلى اقتصاد مستدام، يتجاوز المحروقات.
وانطلاقا من ذلك، يأتي هذا المعرض ليعزز جهود الجزائر الرامية إلى تنويع اقتصادها، حيث أوضح المدير العام للديوان الوطني للسياحة، عبد الحميد واري، لـ «وأج»، أن استقطاب هذه الطبعة لنحو 35 ألف زائر وألفي عارض قدموا من مختلف الدول الإفريقية، بالإضافة إلى وسائل الإعلام الأجنبية المكلفة بتغطية الحدث، يجعل من طبعة الجزائر «الفرصة الأمثل للترويج للجزائر كوجهة سياحية بامتياز»، من خلال رواد المعرض.
وفي إطار الإستراتيجية الجديدة التي وضعها قطاع السياحة والصناعة التقليدية لإبراز المؤهلات السياحية للجزائر، خصوصا فيما يتصل بالسياحة الصحراوية، قام الديوان الوطني للسياحة، في سياق هذا الموعد الإفريقي، بتسطير مخطط ترويجي متكامل، الغاية منه إطلاع الأشقاء الأفارقة على الرصيد السياحي الذي تنفرد به الجزائر.
وتبعا لذلك، تم تنظيم معرض خاص بالصناعات التقليدية على مستوى الجناح المركزي لقصر المعارض، يعكس التنوع الكبير الذي تتميز به مختلف المناطق بالجزائر، لقي «إقبالا واسعا من الزوار»، فيما عرف الجناح الخاص بقطاع السياحة والصناعة التقليدية، هو الآخر، «توافدا معتبرا من قبل المتعاملين الاقتصاديين الأفارقة، الباحثين عن فرص لتطوير شراكات مع القطاع في مجال الاستثمار والتبادل السياحي».
ولذات الغرض، تم أيضا تسطير برنامج ثري لتعريف ضيوف الجزائر بالعديد من المواقع السياحية، يتضمن رحلات سياحية إلى حديقة التجارب بالحامة، جامع الجزائر، القصبة وحصن رياس البحر، إلى جانب الآثار الرومانية بولاية تيبازة، حيث تم توفير حافلات خاصة لهذا الغرض.
إلى ذلك، يتواصل تنظيم حفلات وأمسيات فنية للتعريف بالتراث الفني والثقافي الجزائري، مثلما ذكر به مدير الديوان، الذي أشار إلى أن الكثير من أعضاء الوفود أبدوا نيتهم في العودة إلى الجزائر والتعرف على باقي الأماكن السياحية التي تتوفر عليها في مناطق أخرى خارج العاصمة.
ودعما لهذه الجهود، يتم استغلال كافة الوسائط الكلاسيكية والرقمية للترويج للسياحة في الجزائر، حيث لجأ الديوان الوطني للسياحة على مستوى جناحه بالمعرض، إلى برمجة زيارات عبر تقنية الواقع الافتراضي، تشمل العديد من المواقع السياحية والأثرية المصنفة من طرف منظمة «اليونيسكو»، والتي من شأنها أن تمكن الجزائر من منافسة أكبر الوجهات السياحية في العالم.
(وأج)
