أكد أمس وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، على أن قطاعه الذي يمثل عنصر قوة في بناء اللحمة الوطنية، يحتاج للتجديد في أساليبه وخطاباته من أجل الانفتاح على آفاق جديدة تتلائم مع التحديات الفكرية الراهنة.
و قال الوزير لدى إشرافه على مراسيم افتتاح فعاليات الأسبوع الوطني للقرآن الكريم في طبعته الـ27 واليوم الوطني للإمام بقاعة المحاضرات الكبرى بجامعة أمحمد بوقرة ببومرداس، تحت شعار «من منابر مساجدنا تتجذر لحمتنا»، أن الجزائر تعتز بأبنائها حفظة القرآن الكريم، الذين يشكلون حسبه، حصنا متينا للهوية الوطنية، ودعامة أساسية لترسيخ قيم التضامن والتماسك المجتمعي.
بلمهدي أكد أيضا أن قطاع الشؤون الدينية بجميع مؤسساته من مدارس ومعاهد و موظفيه، وكل القائمين عليه يمثلون عنصر قوة في بناء اللحمة الوطنية، إلا أنها تحتاج إلى تجديد في أساليبها وخطابها و الإنفتاح على آفاق جديدة تتلائم مع التحديات الفكرية الراهنة، لتضل وتكون قادرة على الوقوف كصمام أمان، داعيا وبشكل ملح إلى الاهتمام بالأئمة و الشباب، بما يعزز اللحمة الوطنية ويحفظ رسالة الجزائر الحضارية.
كما كشف الوزير عن تنظيم مسابقة الجزائر في السيرة النبوية الخالدة لسيرة النبي صلى الله عليه و سلم، بقرار من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وهي المسابقة التي تهدف حسبه لتزويد الشباب والأجيال القادمة بالقيم، وتشكل دعما للبحث العلمي والتأليف في شؤون السيرة، ولمواجهة التطرف عبر سيرة النبي الكريم، مضيفا أن الأسبوع الوطني للقرآن الكريم في طبعته السابعة والعشرون يصادف 15 قرنا من ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي دورة مئوية لا تتكرر.
أما عن أعداد المتنافسين على حفظ كتاب الله، فكشف بلمهدي أنه في كل سنة يتم إحصاء الآلاف من الطلبة في مسابقات القرآن الكريم عبر الوطن، وأوضح أن عدد المشاركين في مسابقات شهر رمضان قد تجاوز 14 ألف مشارك، في حين فاق عددهم في المولد النبوي الشريف 16 ألف و700 مشارك، بينما بلغ عدد المشاريكين في الأسبوع الوطني للقرآن الكريم هذه السنة 985 مشاركا، بما يساوي 33 ألف وأكثر خلال السنة، أما الحفظة المكرمون فقال أن عددهم بلغ 3454 حافظا، معتبرا أن ذلك يشكل خزان روح للجزائر وحصانتها وبصمة قطاع الشؤون الدينية في الأنفس والمجتمع.
الوزير تحدث أيضا عن عمل الجزائر في مجال طباعة القرآن الكريم، وأكد أن نسخة ردوسي قد أعيد طبعها ويصل إلى إفريقيا، وتم طبع مصحف جديد الذي خط بأيدي الشيخ بوقندورة أحد أئمة المساجد، بينما لا يزال يطبع مصحف شريفي، وتحدث أيضا عن طباعة القرآن الكريم مسموعا بالتنسيق مع الإذاعة الوطنية، للشيخ مربعي وسيداع هذا الصوت الجزائري في إذاعات العالم العربي، معتبرا كل ذلك فتحا للأئمة وللجزائر.
يذكر أن هذه التظاهرة تتضمن مسابقات قرآنية وطنية في 6 فروع، إلى جانب ملتقيات علمية بعنوان «التماسك المجتمعي واللحمة الوطنية في ضوء القيم القرآنية»، كما عرف الحفل تكريم عدد من المشايخ والاستذة من أهل القرآن الكريم، عرفانا بمسيرتهم العلمية والقرآنية.
إيمان زياري
