أكد المحلل السياسي والبرلماني الدكتور علي محمد ربيج، أمس، أن الدبلوماسية الجزائرية، تحت قيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، حققت إنجازات كبرى وحضورا مشرفا داخل مجلس الأمن الدولي، فيما يخص الدفاع عن القضية الفلسطينية والتي تشهد اليوم تحولا كبيرا، منوها في هذا الإطار بتمسك الجزائر وصلابة موقفها، وعدم تقديم أي تنازلات و الرجوع القوي للدبلوماسية في ظرف وجيز و حساس، لافتا إلى أهمية الاستثمار في هذه الإنجازات وهذا النسق العالي في الأداء والتحرك والتنسيق.
وأوضح المحلل السياسي والبرلماني الدكتور علي محمد ربيج في تصريح للنصر، أمس، أن الدبلوماسية الجزائرية، حققت إنجازات ومسارات كبرى وحضورا مشرفا داخل مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم، في الدفاع عن الكثير من القضايا وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مبرزا تمسك وصلابة الموقف الجزائري في هذا الإطار اعتمادا على المبادئ الدبلوماسية المستمدة من مبادئ الثورة التحريرية المجيدة.
وأكد الدكتور علي محمد ربيج، أن الكلمة الأخيرة لممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، الخميس الماضي، عقب إخفاق مجلس الأمن في تبني مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة ، إثر استخدام الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو»، ضده فيما حاز على تأييد الأعضاء 14 الآخرين، كانت قوية وقد قدم فيها السفير عمار بن جامع، الاعتذار إلى الشعب الفلسطيني وتحديدا في غزة.
وأضاف أنه رغم التحولات الجارية على الصعيد العالمي، إلا أن الجزائر تبقى متمسكة بمبدأ دعم الشعوب في تقرير مصيرها، لافتا الى أن الدبلوماسية الجزائرية، استطاعت أن تفتك عضوية مجلس الأمن لمدة سنتين في ظرف خطير وحساس وتاريخي، حيث تستمر الإبادة في حق الشعب الفلسطيني من قبل الكيان الصهيوني و خلال فترة العدوان رافعت الجزائر بقوة عن القضية الفلسطينية.
وأشار المتدخل، إلى أن الجزائر، تمكنت من جلب العديد من أعضاء مجلس الأمن إلى صفها، والمساهمة في التحول الجاري على مستوى الكثير من المواقف الدولية في المشهد الدولي وعلى مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
ويرى المحلل السياسي و البرلماني، أن تمسك الجزائر وصلابة موقفها، عرى الكثير من المواقف لبعض الدول والتي اكتشفت أن مسألة التعاون والتفاهم والتفاوض مع الكيان الصهيوني، نتيجتها معروفة مسبقا وهي نتيجة صفرية، حيث بدأت بعضها في مراجعة حساباتها.
ولفت المتدخل، إلى أن منطقة الشرق الأوسط، تشهد حالة تحولات عميقة على المستوى الاستراتيجي والسياسي، أضف إلى ذلك تمسك الشعب الفلسطيني وإصراره على الحرية.
وذكر المحلل السياسي، أن الشعب الفلسطيني، مدرك أن معركة افتكاك الحرية تكون عن طريق السلاح و الدبلوماسية والسياسة واصطفاف ودعم الدول الصديقة.
ونوه المحلل السياسي، بمواقف ومكانة الجزائر الدبلوماسية ، مشيرا إلى أهمية الاستثمار في هذا الوضع الذي وصلنا إليه، مؤكدا أن المواقف الجزائرية هي مشرفة لكل الشعب الجزائري.
وأضاف أن الجزائر صنعت و هندست للمواقف في مجلس الأمن ولم تقدم أي تنازلات، منوها بالعودة القوية للدبلوماسية الجزائرية، واعتبر أن عضوية الجزائر في مجلس الأمن جعلت الدبلوماسية الجزائرية ترجع بقوة وفي ظرف وجيز و حساس وخطير وفي ظرف كان فيه التموقع إلى جانب القوي على حساب الضعيف، وأكد أن الجزائر اختارت هذا التموقع إلى جانب الضعيف والذي هو صاحب الحق.
و أضاف أن المعركة الدبلوماسية التي دخلناها على الأوراق كانت خاسرة حسابيا ولكن الجزائر استطاعت أن تدير هذا الملف بالنظر إلى صبرها وموقفها وخبرة وحنكة الدبلوماسية الجزائرية، مضيفا أنها ليست المعركة الوحيدة والتي نجحنا فيها بل هناك ملفات أخرى، حققت فيها الجزائر نجاحات بامتياز ومنها ما تعلق بأزمة العلاقات مع فرنسا، دون أن ننسى الحضور الجزائري والمرافعة عن القضايا الإفريقية في مجلس الأمن والتمسك ببعث الشراكة الإفريقية، منوها في هذا الإطار بالنتائج التي تحققت خلال الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية التي احتضنتها الجزائر من 4 إلى 10 سبتمبر الجاري.
وقال إن الرهان في البداية كان صعبا، لكن عندما تكون القضايا عادلة لا يهم من يكون معك ومن هو ضدك، فلما تكون متمسكا بعدالة القضايا التي تدافع عنها، سينصفك الزمان والتاريخ والشعوب.
ويرى المحلل السياسي، أن الرهان والتحدي هو كيف نحافظ على هذا الإنجاز والمرتبة التي وصلنا إليها والتي جاءت بفضل جهود وتضحيات وعناء، مؤكدا في هذا السياق، على أهمية الحفاظ على هذه المواقف وهذا النسق العالي في الأداء والتحرك والتنسيق ودعم هذه الدبلوماسية، لأنها دبلوماسية الدولة الجزائرية وسمعة الجزائر في الأخير.
مراد -ح