
يلتحق ابتداء من اليوم نحو 2 مليون طالب جامعي بمقاعد الدراسة، من ضمنهم أزيد من 300 ألف حائز على شهادة البكالوريا دورة جوان 2025، في ظل تحضيرات مسبقة قامت بها الوزارة الوصية لتهيئة الهياكل البيداغوجية والإقامات الجامعية لتوفير الظروف الملائمة للدراسة والبحث العلمي.
ويتميز الدخول الجامعي الجديد بجملة من المستجدات التي ترمي في مجملها إلى جعل الجامعة الجزائرية قاطرة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، كما يشهد هذا الموعد الهام مواصلة مسار الإصلاحات لأجل ضمان تكوين نوعي للطلبة بما يمكنهم من المساهمة الفعالة في دعم الاقتصاد الوطني.
وتندرج هذه الجهود في إطار تجسيد التزامات رئيس الجمهورية الذي أكد بمناسبة إحياء الذكرى 69 لليوم الوطني للطالب، حرص الدولة على الدفع بالجامعة الجزائرية ومنظومة التكوين للارتباط بالواقع الاقتصادي ومسارات التحول نحو اقتصاد المعرفة، مؤكدا أيضا الحرص على تسهيل مرافقة الشباب الجامعي لإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، من أجل اقتصاد متنوع ومتفتح وتنافسي.
وحرصت وزارة التعليم العالي في التكفل بالجانب البيداغوجي وضمان التأطير الشامل للمؤسسات الجامعية على رفع تعداد هيئة التدريس إلى أكثر من 75 ألف أستاذ جامعي، بهدف بلوغ المؤشر العالمي للتأطير البيداغوجي بتخصيص أستاذ لكل عشرين طالب، علما أن القطاع استفاد بعنوان السنة الجامعية الجديدة من 4112 منصب مالي خصص لتوظيف أساتذة جدد، ويتعلق الأمر بنحو 2900 أستاذ باحث، و719 أستاذ استشفائي جامعي، و185 باحث بعقود.
ويواصل قطاع التعليم العالي مسار رقمنة المؤسسات الجامعية من أجل الرفع من مستوى أدائها وتحقيق الجودة العلمية و توفير الظروف المناسبة للدراسة لصالح الطلبة، من خلال استخدام الذكاء الرقمي في تسيير الخدمات التي تضمنها الهياكل التابعة للقطاع، علما أن وزير التعليم العالي أكد بأن الدخول الجامعي الجديد سيكون آمنا وذكيا.
وسعت الوزارة من أجل تلبية متطلبات سوق العمل ومهن المستقبل إلى تحديث عروض التكوين، وإلى تطوير مهارات الطلبة في المجالات الحيوية كالذكاء الاصطناعي والرقمنة، مع استحداث 50 عرض تكوين جديد، من بينها 14 تخصص في المجال التقني والعلمي لفائدة طلبة شعبة الآداب والفلسفة، بهدف توسيع آفاق التكوين الأكاديمي والمهني لحاملي البكالوريا، كما عرف القطاع أيضا استحداث شهادة مزدوجة لدراسة الطب باللغة الإنجليزية.
وينتظر أيضا أن يشرع القطاع ابتداء من هذا الموسم في تكوين أساتذة في الأطوار التعليمية الثلاثة لتلبية الطلب المعبر عنه من طرف وزارة التربية الوطنية، وذلك عبر مختلف الملحقات التي تم استحداثها على مستوى عديد المؤسسات الجامعية عبر الوطن، بما يضمن حسن استغلال المرافق التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
كما مكنت الجهود القائمة على مستوى وزارة التعليم العالي الرامية إلى إقحام الجامعة في المحيط الاقتصادي، من إنشاء 422 مؤسسة فرعية موزعة على مختلف المؤسسات الجامعية، تكمن مهامها أساسا في تثمين نتائج البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، من ضمنها 250 مؤسسة فرعية انطلقت في ممارسة النشاط الاقتصادي.
ويحصي قطاع التعليم العالي أيضا إنشاء 117 مسرعة أعمال جامعية تساهم في استحداث مؤسسات ناشئة لفائدة الطلبة، إلى جانب إنشاء نفس العدد من مراكز تطوير المقاولاتية، مع تسجيل شروع 76 مؤسسة ناشئة في النشاط، في ظل توقعات بأن يرتفع العدد إلى 235 مؤسسة هذا الموسم، بما يساهم في استحداث أزيد من 15 ألف منصب عمل، مع بلوغ رقم أعمال يفوق 19 مليار دج.
وشهد قطاع التعليم العالي تعزيز المرافق البيداغوجية وتحديثها للتكفل بنحو 2 مليون طالب جامعي، وقد تم تسخير العطلة الصيفة لإطلاق أشغال الصيانة عبر مختلف المؤسسات الجامعية، مع القيام بحملة مماثلة عبر الأحياء الجامعية التي كانت محل زيارات ميدانية من قبل وزير القطاع، أسدى خلالها تعليمات مشددة بتحسين ظروف الإيواء وكافة الخدمات الموجهة للطلبة.
كما أمر الوزير بتجهيز الإقامات بالوسائل اللازمة مع تجديد الأفرشة وتجهيز العيادات الطبية التابعة لها بالوسائل الضرورية، إلى جانب تهيئة المساحات داخل الإقامات الجامعية، والحرص على توفير الأمن بتركيب كاميرات مراقبة وتحسين مخطط الأمن داخل الأحياء الجامعية.
كما تم إثر اللقاءات التنسيقية التي أشرف عليها وزير القطاع التأكيد على ضرورة تحديث مخطط النقل وتحيينه لضمان كفاءته، مع الحرص على متابعة عملية الرقمنة على مستوى مختلف المصالح التابعة لكافة الإقامات الجامعية، من أجل ضمان دخول جامعي ناجح عبر كامل المؤسسات الجامعية التي تفتح أبوابها اليوم أمام الطلبة الجامعيين.
لطيفة بلحاج