أفاد وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية، عبد القادر جلاوي، أمس، بأن المعوقات التي كانت تعترض تسريع وتيرة إنجاز الميناء الفوسفاتي بعنابة، قد تم رفعها، بعد اللقاء الذي عقد يوم، السبت، في مقر الوزارة، بحضور مختلف المؤسسات المشرفة على المشروع، إذ تسير الأشغال حاليا بوتيرة مقبولة.
وذكر، جلاوي، لدى معاينته سير أشغال انجاز الميناء الفوسفاتي بعنابة، أن مصالحه قامت بحل مشكل تراخيص استغلال محاجر جديدة، لتغطية العجز المسجل في مادة الحصى، كما تم عقد لقاء مع والي الطارف، للتكفل بتسهيل التزود بمادة الرمل التي تدخل في إنتاج الخرسانة المسلحة وكاسرات الأمواج.
كما حرص الوزير على حث شركة «ألفابايب»، للالتزام بالتعهدات المتعلقة بتزويد شركات الإنجاز بالأعمدة والأنابيب المعدنية، كما عقدت لقاءات مع شركة «توسيالي»، من أجل ضمان توفير المادة الأولية لصناعة الأنابيب المعدنية ذات السمك الكبير، الذي يدخل في تثبيت وإنجاز الرصيف الرئيسي.
وأشار الوزير إلى وجود 14 باخرة متخصصة في إزالة الأتربة من الأعماق بحوض الميناء الجديد، حيث تم خلال الأيام الماضية، استقبال معدات خاصة، لتثبيت وانجاز الأعمدة الحديدية في الأعماق بنحو 80 مترا تحت الماء، استجابة للتصميم الجديد الذي يمكن من تثبيت الرصيف ومنحه قوة وصلابة وفترة حياة أطول.
وحسب مدير مشروع الميناء الفوسفاتي، سيتم إنجاز الرصيف وفقا للمواصفات العالمية، حيث جاءت التغييرات في مخطط العمل، بعد التوصل إلى نتائج دقيقة لتحليل التربة وحركة البحر، حيث خلصت الدراسات التنفيذية المتقدمة، إلى استدراك الدراسات التي تمت في 2018 بشكل سريع وتم إقرار ملحق المشروع وتسليمه لمؤسسات الإنجاز قبل نحو 3 أسابيع، حيث شرعت في العمل بناء على المخطط الجديد.
وأكد المصدر، أن التعديلات التي طرأت على مخطط العمل، لا تؤثر على آجال التسليم، حيث سيتم تسليم جزء من المشروع قبل نهاية العام المقبل 2026، فيما تنتهي الأشغال بشكل كلي سنة 2027.
وتتركز الأشغال حاليا، على الرصيف وكاسرات الأمواج، بالاعتماد على الأعمدة المعدنية، لتعزيز صلابة الرصيف الفوسفاتي على طول 1600 متر وبعمق 18 مترا، استجابة لتقرير التنقيب والتحليل الجيولوجي للأعماق.
وفي السياق، تم التعاقد مع الشركة الوطنية «ألفابايب»، من أجل تصنيع هذه الأعمدة المعدنية التي تأخذ شكل الأنابيب، و تعهدت المؤسسة بتسليمها في الآجال وبالكميات المطلوبة.
ووفقا للمصدر، فإن أشغال الميناء الفوسفاتي منسجمة ومتكاملة مع المشروع الضخم لاستغلال الفوسفات انطلاقا من منجم بلاد الحدبة بتبسة، مرورا بوحدة الإنتاج بواد الكبريت في سوق أهراس، وصولا إلى المرحلة الأخيرة من التحويل وتحلية مادة الفوسفات على مستوى الوحدة التي سيتم إنجازها فوق الرصيف المنجمي.
وفي هذا الشأن، يعمل مجمع سوناطراك على إنهاء تعاقداته لإبرام صفقات تركيب المُعدات، حيث يتولى فرعه مجمع أسمدال تشغيل وإنتاج المواد المحولة عبر مختلف الوحدات .
وتحرص السلطات المركزية، على إنهاء الأشغال البحرية في موعدها، ليتمكن المستثمرون من تنفيذ مشاريعهم على مستوى توسعة الميناء وإنهائها بالتزامن مع تسليم ازدواجية خط السكة الحديدية، لتكون جميع أجزاء المشروع مندمجة مع بعضها وجاهزة للنشاط في الوقت المحدد.
وحسب الشروحات التي قدمت لوزير الأشغال العمومية، سيتم تسليم 3 أرصفة جاهزة للاستغلال، من قبل الشركة المنفذة لمشروع تحويل وتصدير الفوسفات نهاية 2026، في انتظار استكمال رصيفين من مجموع 5 أرصفة مخصصة لشحن المواد المنجمية.
وقد أُسندت أشغال هذا المشروع الهام، للوكالة الوطنية لإنجاز المنشآت المينائية، باعتبارها صاحب المشروع المفوض، يجري تنفيذه من قبل مجمع شركات جزائري-صيني، يضم شركة «شاك» الصينية لهندسة الموانئ وشركة كوسيدار للأشغال العمومية والشركة الوطنية المتوسطية للأشغال البحرية التابعة لمجمع الأشغال البحرية المستحدث، إذ حث الوزير على أهمية نقل الخبرة الأجنبية للمؤسسات والإطارات الوطنية.
ووفقا للعرض التقني، يجري مشروع توسعة ميناء عنابة على 3 مراحل، الأولى تتعلق بإنجاز الرصيف الفوسفاتي والثانية إنجاز رصيف البضائع العامة والحاويات، حيث سيمكن ازدواجية الخط المنجمي من تبسة إلى عنابة وربط المناطق الصناعية بالميناء، لتسهيل عملية التصدير ووصول البضائع المعدة للتصدير عبر السكة الحديدية مباشرة للرصيف والمرحلة الثالثة تخص إنجاز مصنع لتحويل الفوسفات على الرصيف المنجمي.
وسيسمح هذا المشروع الهام لتوسعة الميناء والمرتبط بالخط المنجمي عنابة بلاد الحدبة، بتصدير 7 ملايين طن من المواد الفوسفاتية ومواد أخرى بعد التحويل، بدل تصدير نحو 20 مليون طن من المواد المنجمية خام .
حسين / دريدح