
قرر القائمون على الشركة الناشئة «قريب» المختصة في توفير الحلول التكنولوجية المدمجة، الدخول في مرحلة تصنيع التجهيزات الإلكترونية والحاسوبية التي تعتمد عليها في الجزائر، حيث برزت في الأيام الماضية من خلال تفوقها الكاسح في المسابقة المنظمة خلال معرض التجارة الإفريقية البينية في العاصمة، إذ حصلت على المرتبة الأولى من بين أكثر من 600 مؤسسة ناشئة إفريقية في مجال الابتكار التكنولوجي، في حين استطاعت في ظرف عامين منذ تأسيسها تسويق منتجاتها لزبائن من كبار المتعاملين داخل الوطن وخارجه.
وتحدثنا إلى المهندس الفلاحي في المؤسسة الناشئة «قريب» المختص في الموارد المائية الزراعية، محمد الأمين عرابي، الذي التقينا به في الصالون الدولي للفلاحة والصناعات الغذائية والتغليف للشرق بقسنطينة، حيث أكد أنها تضم مجموعة من التقنيين المتخرجين من الجامعات الوطنية وتأسست منذ سنتين. وشاركت المؤسسة الناشئة «قريب» في المعرض الإفريقي للتجارة البينية الذي انعقد في الجزائر العاصمة مؤخرا، حيث حصدت المرتبة الأولى من بين 600 مؤسسة ناشئة إفريقية في مسابقة أحسن شركة ناشئة في مجال الابتكار التكنولوجي بفضل منتجها الموجه لقطاع الفلاحة «كيو فارمينغ» «Q farming».
وتوفر شركة «قريب» حلولا تكنولوجية موجهة لمجالات نشاطات مختلفة، على غرار المجال الفلاحي والمراقبة بالكاميرات وغيرها، حيث تقوم على مقاربة استعمال الذكاء الاصطناعي والأنظمة المدمجة، في حين شرح محدثنا أن المستفيدين من منتجات الشركة في مجال الفلاحة يشملون بالخصوص أصحاب مشاريع الفلاحة الصحراوية، حيث يتم تثبيت نظام من التجهيزات الحاسوبية والإلكترونية، مثل المُستشعرات المثبتة في التربة والجو على مستوى المستثمرات الفلاحية، فيما تعمل التجهيزات المذكورة على التقاط جميع المعلومات الخاصة بالنشاط الفلاحي وإرسالها للمُتحكم عبر منصة إلكترونية، فضلا عن أن المنصة تتميز بالقدرة على البقاء حيز الخدمة في مناطق تكون فيها التغطية بالشبكة شبه منعدمة.
إمكانية برمجة عملية السقي آليا ومعالجة المعطيات الميدانية
وأوضح المهندس أن الفلاح يستطيع الحصول على جميع المعلومات الآنية الخاصة بنشاطه الفلاحي في أي مكان من الجزائر أو خارج الوطن، فضلا عن أن المنتج لا يوفر المعلومات الخام فقط، وإنما تعالج المعلومة رياضيا من أجل ضمان الاستخدام الأمثل لها، حيث تصل إلى الفلاح بعد تأويلها وتحضيرها لتسمح له باتخاذ القرار المناسب. وضرب محدثنا المثال بأن المعلومات الخاصة بكمية المياه الموجودة في التربة تربط مع كمية التبخر في المنطقة بما يتيح للفلاح الاطلاع مباشرة على كمية المياه التي يجب أن يزود بها مزروعاته في اليوم المعني، في حين نبه أن المعلومات تعرض بشكل جاهز وقابل للاستعمال من خلال المنصة الخاصة بالمستخدم.
وأضاف المصدر نفسه أن المنظومة المثبتة من قبل شركة «قريب» تتضمن تجهيزات تتيح التحكم عن بعد في السقي، فضلا عن إمكانية برمجتها لتشتغل بطريقة آلية دون أي تدخل يدوي بحيث ينطلق السقي بمجرد استشعار ضرورة ذلك، في حين تتضمن حلول الشركة الذكاء الاصطناعي في مرحلة أخيرة، حيث يتم تحديد نوعية التربة ودرجات الرطوبة ليتدخل الذكاء الاصطناعي في مراحل من العملية من أجل استخلاص التدخل الواجب اتخاذه، فضلا عن إمكانية التنبؤ بناء على حجم كبير من المعطيات المُجمّعة من خلال محطة مراقبة الجو على امتداد سنوات بما يسمح بمعرفة الظروف التي ستكون عليها عملية الزراعة.
وتعاملت الشركة الناشئة مع العديد من الزبائن الذين اقتنوا الحلول التي توفرها، على غرار «كوسيدار للفلاحة»، حيث أكد محدثنا أن الشركة توفر خدماتها ومنتجاتها لشركات كبرى داخل الوطن وخارجه. ويصل عدد أفراد الشركة في الوقت الحالي إلى حوالي 60 مهندسا، حيث أوضح محدثنا أن «قريب» دخلت مرحلة تصنيع التجهيزات المذكورة داخل الوطن، على غرار المستشعرات ومحطات الرصد الجوي من أجل الوصول إلى نسبة استقلالية عالية في نشاطها، خصوصا في ظل عدم وجود متعامل يصنع المستشعرات على المستوى المحلي.
وأكد المتحدث أن هندسة مكونات التجهيزات التكنولوجية التي تعتمد عليها الشركة مطورة من قبل مهندسي «قريب»، حيث أوضح أن البطاقات الأم التي تستعملها تحمل شعار الشركة الناشئة «قريب»، في حين انتقلت اليوم إلى مرحلة العمل على تصنيع التجهيزات داخل الجزائر.
سامي .ح