
أكد أمس رئيس السلطة الوطنية لحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، سمير بورحيل، أن الإعلام يلعب أهمية بالغة في تعزيز ثقافة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، وقال إن الصحفي أصبح فاعلًا رقميًا، ويعد شريكًا للسلطة لا غنى عنه، في ترسيخ ونشر قواعد السلوك والأخلاقيات التي تخضع لها معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي، حيث يتعامل يوميًا مع كمٍّ هائلٍ من المعطيات الشخصية سواءً من خلال التغطية الميدانية أو من خلال استخدامه لمصادر رقميةٍ متعددةٍ.
وأضاف بورحيل في كلمته خلال افتتاح دورة تكوينية لفائدة الصحفيين بمقر وزارة الاتصال حول حماية المعلومات ذات الطابع الشخصي، أمس، بحضور وزير الاتصال، أن الصحافة تلعب دورًا محوريًا سواء في التوعية أو في احترام المبادئ القانونية والأخلاقية، مؤكدا أن حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي لم تعد مسألة إدارية أو تقنية فحسب، بل أصبحت موضوعًا يهم جميع شرائح المجتمع، لما له من صلة مباشرة بالحريات الفردية والكرامة الإنسانية والحياة الخاصة، لاسيما خصوصية المواطن وأمن معطياته الشخصية أثناء المعالجة الآلية في الفضاء الرقمي أو المعالجات الآلية التي قد ترد في ملفات يدوية، مشيرا إلى أن هذا اليوم التكويني يأتي ليشكل لبنة أولى في مسار شراكة يطمحون لتطويرها مستقبلاً، من خلال تنظيم ورشات ودورات وتكوينات مستمرة لفائدة الإعلاميين قصد تمكينهم من الآليات القانونية والممارسات الفضلى التي تضمن التوازن بين الحق في المعلومة، وواجب احترام خصوصية الأفراد من حيث معطياتهم الشخصية، وليشاركوا في صقل الوعي الجماعي بنشر ثقافة احترام حرمة المعطيات الشخصية وتعزيز السلوكيات المسؤولة عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
وأضاف أن التحول الرقمي الذي يشهده العالم، والتطور التكنولوجي المتسارع في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي، جعل المعطيات ذات الطابع الشخصي متداولة على أكبر نطاق وبسهولة مذهلة مع تطور وسائل الإرسال الإلكتروني للملفات، مشيرًا إلى أن القانون 18-07 المعدّل والمتمّم جاء ليكرّس مبدأ الحماية لهذا الحق الإنساني الأصيل من كلّ انتهاك غير مشروع، مؤكدا بأن الإطار القانوني المنظم لهذا المجال في الجزائر وضع المبادئ الأساسية والضمانات القانونية لحماية خصوصية الأفراد عند معالجة معطياتهم الشخصية، وقال إن هذا النص التشريعي يعد نقلة نوعية في مجال الحقوق والحريات أثناء المعالجات الرقمية وغير الرقمية، التي توليها الدولة بالغ العناية.
في السياق ذاته قال رئيس السلطة إنّ التحديات المرتبطة بالمعطيات الشخصية اليوم تزداد تعقيدًا في ظلّ التطور التكنولوجي السريع وتنامي استخدام المنصات الرقمية وبرمجيات معالجة البيانات الكبرى التي مكّنت شركاتٍ عالميةٍ من المتاجرة بالمعطيات الشخصية للأفراد، واستغلالها من أجل أهدافٍ معلنةٍ وأخرى غير معلنةٍ لأغراضٍ اقتصاديةٍ وحتى سياسية في بعض الأحيان، داعيًا إلى تكريس ثقافة احترام الحق في الخصوصية في حدود ما تنص عليه القوانين.
نورالدين ع