أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، أمس، الدور المحوري الذي تلعبه الجامعة في بناء «الجزائر الجديدة»، مشددا على أنها أصبحت القلب النابض والمحرك الأساسي للاقتصاد الوطني، مستدلا بالنموذج الذي تقدمه جامعة برج بوعريريج في التحول إلى مؤسسة منتجة للثروة ومولدة للشركات الناشئة والمصغرة.
و في كلمة للوزير ألقاها على هامش تكريم الأساتذة والطلبة المتفوقين بعد زيارة تفقدية قادته إلى جامعة محمد البشير الإبراهيمي بولاية برج بوعريريج، قال إن الرهان الحالي على الطلبة لبناء الجزائر»المنتصرة والنظيفة»، بسواعد شبابها وهم مستقبل هذه الدولة الناشئة باقتصادها وبرصيدها الثقافي وانفتاحها.
وكشف في هذا السياق عن حصيلة وصفها بالمشرفة لجامعة الابراهيمي خلال السنة الجارية فقط، حيث تم تأسيس 58 مؤسسة اقتصادية مصغرة، و35 مشروعا مبتكرا مؤهلا ليصبح مؤسسة ناشئة، بالإضافة إلى 3 مؤسسات ناشئة تنشط حاليا في السوق المحلي، مشيرا في ذات السياق إلى تسجيل 35 طلب براءة اختراع وثلاث مؤسسات فرعية منبثقة عن الجامعة، معتبرا أن هذه الأرقام تجعل منها بحق «موردا للمؤسسات الناشئة وموطنا للأفكار» التي يحولها الطلبة إلى مشاريع ناجحة تساهم في الاقتصاد الوطني.
وجدد الوزير التأكيد على الهدف الوطني الطموح المتمثل في بلوغ 20 ألف مؤسسة ناشئة بحلول عام 2029، معربا عن ثقته في أن هذا الهدف سيتحقق بفضل عقول وسواعد طلبة الجامعات الجزائرية، وقال مخاطبا الطلبة»بأفكاركم وعقولكم وسواعدكم سنصل إلى 20 ألف مؤسسة ناشئة مع بلوغ 2029. بكم سنحقق مسار الجزائر الناشئة».
وأوضح أن الجامعة الجزائرية، ومن خلال التحول من مجرد مستهلك للمعرفة إلى منتج لها، قد منحت الطالب مكانته في السوق المحلي والوطني، ليصبح فاعلا في تغيير مواقع المجتمع وإضافة قيمة مضافة للاقتصاد الوطني من خلال استحداث المؤسسات.
وأضاف الوزير على أن جامعة برج بوعريريج أصبحت مثالا لجامعة الجيل الرابع، التي تتجاوز دورها التقليدي في التعليم لتصبح «جامعة التمكين»، مبرزا أن هذا النموذج يجسد التحول من «التعلم واكتساب المعرفة إلى الإنتاج» من خلال تحويل الأفكار الابتكارية للطلبة إلى قيمة مضافة للاقتصاد.
واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أن كل هذه الإنجازات والآفاق الواعدة تتحقق بالعلم والمعرفة، مشيدا بالجهود المبذولة من كافة مكونات الأسرة الجامعية من أساتذة وطلبة وباحثين وإداريين، الذين يتنافسون جميعا كما أضاف من أجل إضفاء قيمة مضافة للاقتصاد الوطني وتحقيق التحول المنشود.
وقبلها قام الوزير بوضع حجر الأساس لمشروع ملحقة المدرسة العليا للأساتذة، مشيرا إلى أن هذا التوجه يعكس سعي القطاع لتوسيع هياكل التكوين النوعي وتحسين ظروف التأطير البيداغوجي.
كما تفقد معرضا خاصا لإنجازات الجامعة، أين كان له نقاش مع الطلبة المبتكرين خلال اطلاعه على مشاريع مبتكرة لمؤسسات ناشئة ناجحة في مجالات حيوية كالفلاحة والصحة ونماذج لمؤسسات مصغرة أنشأها خريجو الجامعة وعقود الشراكة الموقعة مع القطاع الصناعي، فضلا عن اطلاق مشاريع استراتيجية، من بينها تجهيز كليات الطب بطاولات تشريح حديثة.
واختتمت الزيارة بتكريم أستاذين متميزين في البحث العلمي وستة طلبة فائزين بجوائز وطنية في المسابقات الثقافية والعلمية، كما تم خلال اللقاء إمضاء اتفاقيات شراكة استراتيجية بين الجامعة ومتعاملين اقتصاديين.
ع/بوعبدالله
