
تعكف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على إتمام التحضيرات الخاصة بالانتقال إلى جامعة الجيل الرابع، القائمة على الرقمنة والابتكار والمقاولاتية والتشبيك مع المحيط الاقتصادي، وذلك بتكثيف العمل والتنسيق مع شركاء اقتصاديين عالميين في مجال التكنولوجيا الحديثة.
عقد وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري أمس لقاء على مستوى القطب التكنولوجي بسيدي عبد الله بالعاصمة خصص لتبادل الخبرات مع عدد من الجامعات إلى جانب شركاء اقتصاديين عالميين في مجال التكنولوجيا الحديثة، لأجل التحضير للانتقال إلى جامعة الجيل الرابع القائمة على الابتكار والرقمنة والمقاولاتية والتشبيك مع المحيط الاقتصادي، وفق ما ورد في بيان للوزارة.
ويندرج اللقاء في إطار تنفيذ مخطط العمل الذي وضعته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للرقي بالجامعة الكلاسيكية إلى جامعة من جيل الرابع عبر اعتماد عدة معايير دولية، سيما ما تعلق بتعميم الرقمنة في التسيير الإداري، إضافة إلى القيام بمشاريع رقمية عدة لتحسين الأداء البيداغوجي لمؤسسات القطاع، والرقي بجانب التكوين.
وأكد بهذا الصدد مدير البحث العلمي بالوزارة الأستاذ محمد بوهيشة «للنصر» بأن المعيار الأساسي المعتمد في تصنيف الجامعات من الجيل الرابع يتمثل في الرقمنة الشاملة للخدمات التي توفرها المؤسسة الجامعية، وكذا في مسارات التكوين المتاحة امام الطلبة الجامعيين، فضلا عن الظروف التي تسمح بتكوين مناخ بيئي ملائم للمقاولاتية والابتكار.
وأضاف المتدخل بأن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تطمح من خلال الجهود التي تقوم بها لبلوغ جامعة الجيل الرابع، إلى ربط الجامعة بالمحيط الاقتصادي والاجتماعي، وتلبية احتياجات المتعاملين الاقتصاديين لتحقيق النمو، عبر تزويد المؤسسات الاقتصادية والصناعية بالكفاءات القادرة على إحداث قفزة نوعية في مجال تحسين الإنتاج كما ونوعا، بما يغني عن الاستيراد من الخارج لسد الحاجيات. كما يتضمن برنامج العمل الخاص بالولوج إلى جامعة الجيل الرابع التنسيق مع مؤسسات جامعية عالمية من خلال التوأمة وعقود شراكة من أجل التأسيس لجامعة جزائرية مربوطة بالمحيط الخارجي ومواكبة للثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم.
ويشار في هذا السياق إلى انتقاء 23 مؤسسة جامعية نموذجية لتجسيد مسار جامعة الجيل الرابع انطلاقا من الموسم الجامعي الماضي، من ضمنها 15 جامعة و8 مدارس عليا، تم اختيارها بناء على معايير محددة، من بينها اعتماد التكنولوجيا الحديثة على غرار استخدام الوسائل الذكية والمنصات الرقمية في التعليم، من ضمنها الهواتف الذكية واللوحات الرقمية والحواسيب.
وتظهر ملامح جامعة الجيل الرابع التي تعمل الوزارة الوصية على بلوغها في أقرب الآجال، في الرقمنة الشاملة للتسجيلات الجامعية فضلا عن استحداث عديد المنصات الرقمية ذات طابع بيداغوجي وخدماتي وبحثي، بهدف مواكبة التحولات التي تشهدها أنظمة التعليم العالي عبر العالم، فضلا عن التطورات المتسارعة التي يشهدها سوق العمل.
وتطمح الوزارة الوصية إلى نقل الجامعة الجزائرية من المرحلة الكلاسيكية القائمة على نقل المعرفة النظرية للطالب، إلى جامعة قائمة على الرقمنة محفزة على الإبداع والابتكار، تسهر على تكوين خريجين بكفاءات عالية قادرين على رفع التحدي للنهوض بالاقتصاد الوطني.
وتختلف جامعة الجيل الرابع عن الجامعة الكلاسيكية وفق مختصين في المجال، في كونها تستخدم بشكل أساسي التكنولوجيا الحديثة في التعليم وفي التسيير الإداري، وتحرص على تشجيع روح المبادرة لدى الطلبة وتحفيزهم على الإبداع والابتكار، وتعمل على تكوين علاقات شراكة وثيقة مع المتعاملين الاقتصاديين من أجل ربط الجامعة مع محيطها الاجتماعي والاقتصادي.وتسهر الوزارة على المرافقة المستمرة للتجسيد الميداني لجامعة الجيل الرابع، بالتنسيق مع اللجنة المكلفة بتنفيذ هذا المشروع على مستوى 23 مؤسسة جامعية نموذجية، عبر عقد لقاءات دورية مع المشرفين على تنفيذ هذا البرنامج الواعد الذي سيجعل من الجامعة الجزائرية قاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتم في هذا المجال استحداث عدد من المسارات التكوينية التي تتماشى مع الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية الجديدة مع بداية الموسم الجامعي الحالي، فضلا عن تحيين البرامج التعليمية من أجل تحقيق جامعة الجودة.
لطيفة بلحاج