جسد نشطاء فرحتهم بحلول السنة الجديدة، عبر الفضاء الافتراضي، فاستغلوه لتبادل التهاني و الأماني، و تقاسموا صورا و فيديوهات توثق للحظات احتفالهم برأس السنة الميلادية، فصنعت صور الجنوب الجزائري الاستثناء هذه السنة، و خطفت تاغيت قلوب الجزائريين، فرفضوا قضاء المناسبة خارج الوطن، و استسلموا لسحر بلادهم.
أبرز الفضاء الافتراضي مظاهر الاحتفالات التي أحياها كل شخص على طريقته، فوثقوا للساعات الأخيرة من 2021 ، و بداية 2020 ، بصور و فيديوهات مباشرة، لمشاركة الاحتفال مع الأصدقاء و الأحبة، و إبراز الطريقة و الوجهة التي اختاروها لإحياء رأس السنة، و كشفت بأن الكثيرين فضلوا إحياءها بالجنوب الجزائري، و صنعت صور ملتقطة بمنطقة تاغيت بولاية بشار الاستثناء، حيث أظهرت توافدا منقطع النظير للسياح، عشية الاحتفال بالسنة الجديدة، و الازدحام المروري.
و تداول فايسبوكيون على نطاق واسع، فيديو لاحتفالهم بتاغيت، حيث أنارت الألعاب النارية سماء المنطقة، فيما نشر آخرون صورا لتمتعهم بالتزلج في الكثبان الرملية، و ركوب الجمال و دراجات كواد، و ارتشاف الشاي على أنغام الموسيقى الصحراوية، و فضل البعض إبراز المعالم الأثرية و المقومات الثقافية، فيما اختار البعض الآخر مناطق أخرى بالجنوب الجزائري، كتميمون و غرداية، و يعتبر الغرب الجزائري، الوجهة الثانية بعد الجنوب، للاحتفال بالمناسبة.
و في أوج فرحة الاحتفال و التداول الواسع للصور الجميلة لجنوبنا الكبير عبر مختلف مواقع التواصل الإجتماعي، أطلق نشطاء هاشتاغ « اتركوا تاغيت نظيفة»، نظرا لما سجلوه من مخلفات و نفايات ألقى بها الزوار خلال الاحتفال على الكثبان الرملية، و رسومات و خدوش على الصخور، شوهت المناظر الطبيعية ، حسب صور تم تناقلها، بينت خربشات و خدوش على جدران بيوت القصر القديم و فوق الآثار و الرسومات المنقوشة على الصخور، و أعرب أحد النشطاء عن غضبه من هذه المظاهر، و علق « لاحظنا سلوكات معادية لمكونات البيئة الصحراوية، تتجلى في رمي القمامة في الكثبان و الكتابة على الآثار و مواقع قديمة» ، و أضاف « تاغيت تشهد حركة سياحية متزايدة ، لكن غير مراقبة و غير مؤطرة بالشكل اللازم، طريقة السياحة الحالية، يمكنها أن تعرضها لأخطار يجب تفاديها، يجب التوعية للحد من السلوكات السلبية التي تؤثر على الموارد الطبيعية والثقافية والاجتماعية في المناطق السياحية، و تثقيف الزوار بأهمية المحافظة عليها».
عائـلات تفضل البحر لتوديع سنة 2021
في المقابل اكتفى مواطنون بإحياء رأس السنة في المنزل، و التحضير للمناسبة بطريقتهم الخاصة، فحضرت ربات بيوت ديكورا خاصا بالمناسبة، فوجدن في أغصان أشجار البلوط و قطع الخشب، ما يمكنهن من صنع ديكور جميل بزوايا البيت و أجواء مميزة، كما اعتمدن على مهارتهن في الطبخ، لتحضير قالب حلوى «لابوش» لاستقبال السنة الجديدة بحلة جميلة.و اعتمدت الكثيرات، كما لاحظنا، على انستغرام و ما ينشره خبراء في الشؤون المنزلية بالموقع، من حيل و تدابير و أفكار لإحياء رأس السنة بأقل التكاليف، و إدخال الفرحة على قلوب أبنائهن .و استغل آخرون الطقس المشمس، و ارتفاع درجات الحرارة إلى 20 درجة مئوية، للتوجه إلى المدن الساحلية، و قضاء يومهم على الشاطئ، حيث تداول بعضهم صورا و فيديوهات مباشرة من شواطئ سكيكدة ، التي احتفلوا بها بانقضاء سنة و استقبال أخرى جديدة، و قضوا وقتا ممتعا في اللعب و الترفيه و التسلية مع أفراد عائلاتهم و أبنائهم أو أصدقائهم، حسبما بينت صورا تم تداولها على موقعي أنستغرام و فايسبوك. أ ب