اختتمت ليلة أمس الأول، فعاليات الطبعة الثانية لأيام البيبان السينمائية بدار الثقافة محمد بوضياف بولاية برج بوعريريج، بتتويج فيلم الطيارة الصفرا لمخرجته هاجر سباطة بجائزة البلارج الذهبي. وتوزعت باقي الجوائز على الأفلام المتوجة من بين الأعمال المشاركة في مسابقة الأفلام القصيرة، وسط أجواء احتفالية وتنافس لافت، في التظاهرة التي أقيمت على مدار ثلاثة أيام متتالية.
ع/ بوعبدالله
20 فيلما قصيرا عكست التنوع والثراء في الرؤى والمواضيع
شهدت المسابقة الرسمية تنافساً قويا بين 20 فيلما قصيرا عكست التنوع والثراء في الرؤى والمواضيع، كما أبرزت مواهب شابة واعدة في سماء الفن السابع بالجزائر، وتم الكشف عن قائمة المتوجين في حفل الختام، بعد مداولات لجنة التحكيم التي ترأستها أستاذة الفنون الجميلة بجامعة الجلفة منى بن شيخ والسيناريست عيسى شريط، والأستاذ بشير بن سالم، والممثلين عمار ثايري ونسيمة لوعيل.
و قد عادت الجائزة الأبرز «البلارج الذهبي»، لفيلم «الطيارة الصفرا» لمخرجته هاجر سباطة، والذي استطاع بفضل قصته المؤثرة، أن يحقق اجماع لجنة التحكيم واعجاب الجمهور على حد سواء تدور أحداثه في فترة حساسة من تاريخ الجزائر إبان الحقبة الاستعمارية بين عامي 1956 و1957، حيث يروي الفيلم قصة جميلة الشابة التي تجد نفسها في حيرة بسبب والدهاء الذي يعمل لدى الشرطة الفرنسية، وشقيقها مصطفى الذي انضم إلى صفوف الجيش الفرنسي ليلقى حتفه.
تكتشف الشابة تفاصيل صادمة حول وفاة شقيقها، وصراعها الداخلي بين حبه وضرورة نصرة الوطن، ما يدفعها نحو تحول جذري في مواقفها وتصوراتها، وتتصاعد الأحداث لتعكس صراع الانتماء.
جائزة لجنة التحكيم لفيلم «سينابس»
وتوزعت بقية الجوائز حسب التخصص، إذ منحت جائزة لجنة التحكيم لفيلم «سينابس» لمخرجه زروقي نورالدين، وعادت جائزة أحسن صورة لفيلم «موعد». أما جائزة أحسن إخراج فنالها المخرج سفيان بن يوسف عن فيلمه «موعد» أيضا، في حين كانت جائزة أحسن سيناريو من نصيب فيلم «وايت نايت» للمخرج عصام تاعشيت.
وقررت اللجنة أن تمنج جائزة أحسن أداء رجالي مناصفة لكل من الممثل عمار دامة، والممثل بلال لعرابة، عن دورهما في فيلم «صرخة صمت».
وعادت جائزة أحسن أداء نسائي للممثلة جيجيغا مخمومخن، عن دورها المميز في فيلم «صرخة صمت»، فيما منحت جائزة أحسن موسيقى لفيلم «إعدام»، كما نوهت لجنة التحكيم بشكل خاص بالممثلة الواعدة أبرميل دينا، مشيدة بموهبتها وحضورها اللافت في فيلم صرخة صمت، متوقعة لها مستقبلا واعدا في عالم التمثيل.
دعوة لترقية الفعالية إلى مهرجان وطني
وبالاعلان عن الجوائز، أسدل الستار على أيام البيبان السينمائية في طبعتها الثانية، والتي شكلت على مدار ثلاثة أيام فضاء لعرض الأفلام والنقاش وتبادل الخبرات بين صناع الأفلام والجمهور، ما جعل الحضور يجمع على أهمية دعم وتشجيع الإنتاج السينمائي و الفعالية تحديدا لترقيتها إلى مهرجان وطني .
وأكد السيناريست ومقرر لجنة التحكيم، عيسى شريط، صعوبة الاختيار بين الأعمال المشاركة، مشددا أنه «لا يمكن إرضاء الجميع». ومشيدا بالجهود الكبيرة التي بذلها كل السينمائيين المشاركين، معتبرا أن «مجهوداتهم موجودة ويجب أن يشكروا عليها، وأن عدم تتويج فيلم لا يعني أنه لا يستحق التكريم».
وقدم شريط، باسم لجنة التحكيم عدة توصيات أبرزها دعوته لترقية «أيام البيبان السينمائية» إلى «مهرجان وطني»، نظرا لأهميتها في تنشيط المشهد الثقافي بمدينة برج بوعريريج، والإقبال الجماهيري اللافت الذي شهدته، بالإضافة إلى ما تزخر به المدينة من «جمهور ذواق ومحب للسينما وطاقات متمكنة في المجال». كما شدد على ضرورة دعم المؤسسات الاقتصادية وغيرها لهذه التظاهرة، وتوفير فرص تكوين للشباب المهتم، والتنسيق مع المعهد الوطني العالي للسينما وأقسام الفنون بالجامعات. ووجهت اللجنة توصيات للسينمائيين الشباب بالتركيز على مرحلة تطوير الفكرة إلى سيناريو، والاهتمام بعنصر الحوار ومواءمته مع أبعاد الشخصيات والحالات الدرامية، بالإضافة إلى الأهمية البالغة لعملية التركيب (المونتاج) في ضبط الإيقاع السردي للفيلم. مبرزة المجهود المقدم في بعض الأفلام التي اعتمدت على إنتاج صورة سينمائية، بينما لاحظت اللجنة أن بعض الأعمال وظفت الصورة تقنيا على حساب اللغة السينمائية، داعية إلى الفصل مستقبلا بين مسابقتي الفيلم الوثائقي والروائي.
عمار دامة وبلال لعرابة يتقاسمان جائزة أفضل ممثل
عبر الممثلان عمار دامة وبلال لعرابة عن سعادتهما، بعد فوزهما مناصفة بجائزة أحسن ممثل عن دوريهما في الفيلم القصير «صرخة صمت» للمخرج جابر ذياب، وذلك ضمن فعاليات «أيام البيبان السينمائية».
وأكد عمار دامة، أن فرحته لا توصف خاصة وأنها أول جائزة سينمائية له وقد حصل عليها في ولايته. فيما عبر لعرابة عن سعادته بهذا التكريم المشترك، مشيرا إلى أن الفيلم استحق جوائز التمثيل، ووجه كلاهما الشكر للجنة التحكيم لاعترافها بمجهودهما، وطاقم العمل والمشرفين على التظاهرة، مبرزين أملهما في تحقيق المزيد من النجاح والتألق للفيلم والسينما الجزائرية.
قالوا عن أيام البيبان السينمائية
المخرجة هاجر سباطة
نجاح الفيلم انطلق من ديكور طبيعي لقرية سينمائية بالبرج
عبرت المخرجة هاجر سباطة، بعد التتويج بجائزة البلارج الذهبي، عن سعادتها بنجاح فيلمها القصير «الطيارة الصفرا»، موجهة شكرها للجنة التحكيم على تقديرها لعملها، واعتبرته دعما وتشجيعا لمشاريعها القادمة.وأهدت هذا التتويج لفريق عملها من تقنيين وفنانين، مؤكدة أن هذا الفوز يأتي تخليدا لذكرى شهداء الجزائر الأبرار، وخاصة جميلاتها (جميلة بوباشة، جميلة بوحيرد، جميلة بوعزة) اللائي عايشن قصف الطائرات، لاسيما وأن الجائزة تأتي بعد أيام فقط من ذكرى مجازر الثامن ماي. ولم تنس سباطة اعترافها بجميل ولاية برج بوعريريج، وسكان قرية أفيغو بهذه الولاية، التي قالت إنها كانت من أسباب نجاح فيلمها لما تلقته من دعم من سكانها والسلطات الولائية، بالإضافة إلى ما تتوفر عليه القرية التي لاتزال في جزء منها تحافظ على الطابع العمراني القديم، فضلا عن ديكورها الطبيعي الذي يجعل منها قرية سينمائية بامتياز. كما أثنت على دعم أهل القرية وبلدية ثنية النصر، والمركز الجزائري لتطوير السينما ووزارة الثقافة والفنون.
المخرج عصام تاعشيت
الجائزة مشجعة ومحفزة على الإبداع
أبدى المخرج عصام تاعشيت سعادته وفخره، بحصول فيلمه «وايت نايت» على جائزة أفضل سيناريو ضمن فعاليات «أيام البيبان السينمائية»، معربا للنصر، عن أمله في أن تتطور هذه الأيام السينمائية وتكبر لتصبح حدثا يستقطب المزيد من الأفلام الجزائرية الكبرى والفنانين من مختلف أنحاء الوطن. مضيفا، أن هذه الجائزة تمثل له الكثير، مثنيا على الجهود المبذولة لتقديم أيام سينمائية وصفها بـ»الرائعة» في ولاية برج بوعريريج.
حسان بن زراري
التظاهرة منحت تكوينا حقيقيا للشباب
قال الممثل حسان بن زراري، إن تكريمه ضمن فعاليات «أيام البيبان السينمائية»، اعتراف وشهادة على أهمية التواصل بين الأجيال، خاصة وأن هذه التظاهرة يشرف عليها شباب.مضيفا للنصر على هامش الحدث، أن مثل هذه التظاهرات بمثابة «التكوين الحقيقي للسينما الجزائرية»، مشيدا بدورها في صقل مواهب «الشباب» الطموح، بما في ذلك الحاصلون على شهادات عليا والذين يخوضون تجاربهم في صناعة الأفلام القصيرة والطويلة والوثائقية. واعتبر الفنان تكريمه تقديرا لمسيرته، معربا عن أمله في «مستقبل واعد للسينما في الجزائر»، وأن تساهم هذه المبادرات في تقديم صورة جميلة عن الإنتاج الوطني.
نورة بن ناصر
هي إضافة للثقافة الجزائرية وتظاهرة نأمل استمرارها
من جهتها، أكدت الممثلة نورة بن ناصر، أنها كانت حريصة على تلبية الدعوة لحضور فعاليات «أيام البيبان السينمائية» في طبعتها الثانية، مشيرة إلى أهمية التظاهرة الثقافية التي عادت بعد انقطاع، ومتمنية استمرارها لأعوام قادمة خدمة للفن السابع والفنانين.وأبدت الفنانة، إعجابها بحفاوة الاستقبال وتعطش الجمهور المحلي خاصة الشباب لمثل هذه الفعاليات الفنية، معبرة « اكتشفت حب البرايجية للفن ورأيت شبابا متعطشا لمثل هذه التظاهرات».كما أشارت، إلى نجاح أعمالها الرمضانية الأخيرة مثل «دار لفشوش»، و»البطحة»، و»الحصاد»، مؤكدة على أهمية تنوع أدوار الفنان، كاشفة عن مشاريع تلفزيونية قيد التحضير تأمل أن تبدأ تصويرها قريبا، في انتظار أن تعود إلى السينما مستقبلا.
الممثل ربيع أوجاووت
اكتشفنا مواهب شابة و واعدة
قال الممثل ربيع أوجاووت، إنه عادة ما يلبي الدعوات للتظاهرات الثقافية بولاية برج بوعريريج، باعتبارها «ولاية فنية بامتياز» لما تزخر به من فنانين خاصة في مجال المسرح.
وأكد أوجاووت في تصريح للنصر، أن هذه الفعالية تحديدا أصبحت «سنة حميدة» وفرصة هامة لعرض أعمال الشباب في مجال الأفلام القصيرة، مبرزا حاجة الساحة الفنية لمخرجين وكاتب سيناريو وممثلين جدد، مضيفا أن حضوره يهدف إلى «مرافقة» ودعم المبادرة الفنية، متمنيا أن تشهد الطبعات القادمة تطورا أكبر ومشاركة أوسع، وأن تساهم في إعطاء «دفع كبير» للحركة السينمائية في المنطقة والوطن.
الممثل عمر ثايري
المبادرة تسهم في اثراء المشهد الثقافي
وأكد للنصر، الممثل عمار ثايري، أحد منظمي التظاهرة، أن الفعالية فضاء يهدف إلى سد فراغ ثقافي، خاصة فيما يتعلق بـ»السينما الشبانية» حسب وصفه.واعتبر، أن مثل هذه المبادرات تساهم في إثراء المشهد الثقافي مبديا أمله في أن تتكرر المبادرات وألا تكون نادرة، داعيا إلى ضرورة مواكبة الفعاليات الثقافية للحركة التنموية الصناعية والسياحية التي تشهدها الولاية، وأن تكون إضافة نوعية لها.
رضا حميميد يشيد بالتظاهرة ويؤكد على أهمية ترقيتها
أشاد الممثل والمنتج رضا حميميد، بالتظاهرة لما قدمته من خدمة للفن السابع والشباب في الولاية، مشيرا إلى أن سر نجاحها يكمن في الطاقات الشبانية الهائلة التي سخرت لها وللتنظيم المحكم كذلك.
وأكد، على دوره كمواطن يسعى لدعم مثل هذه المبادرات عن طريق تجربته التي وصفها بالمتواضعة، ومن خلال الحضور أيضا. معربا، عن أمله في أن تعمر الفعاليات من هذا النوع طويلا، مشددا على أهميتها في إتاحة الفرص للشباب وتطوير المشهد الثقافي والفني في الجزائر عموما، داعيا إلى ترقيت أيام البيبيان إلى مهرجان وطني أو دولي في المستقبل .