الأحد 20 جويلية 2025 الموافق لـ 24 محرم 1447
Accueil Top Pub

«المتاهة»

يطرحُ «الولعُ» بالعسكريّ، أسئلة مُحيّرة، خصوصاً حين يصدر عن الخصوم «المفترضين» للعسكراتيّة، لكنه يُؤشّر إلى حالةٍ معروفةٍ في كلاسيكيات المختصّين الذين يشتغلون على محنةِ الفردِ ونكساتِ الجماعاتِ.
في تسعينيات القرن الماضي بلغ الولع بالعسكريّ، في الجزائر، أوجه إلى درجةِ أن بعض الوجوهِ المحسوبةِ على النّخبة باتت تتظاهرُ بحملِ السّلاح، حين لا تفلحُ في حملهِ فعلاً!
و يذكرُ الذين لم يفقدوا الذاكرة بعد، حملات التسفيه التي استهدفت حاملي الأفكار السياسية والنّخب التي رفضت الانخراط في حمّام الدّم، وكيف كان إعلاميّون يُشيعون بأنهم لا يمارسون الصّحافة فحسب ولكنّهم على اتصالٍ دائمٍ بالأرواح الخفيّة التي تطلعهم على ما سوف يحدث غدا. ولم يكن كشفُ الحقيقة هو معيار النّجاح المهنيّ، بل البراعة في طمسها!
ويبدو أن هذا الولع  لم ينطفئ لدى البعض، كما يتضح من خلال الاصطفاف خلف جنرالٍ اكتشف بعد أن خلع بزّته أن الحياة لا تجري على الوجه الصّحيح، حتى وإن كان من حقّه أن يرى ويفعل ما يريد، بما في ذلك استدعاء تجربة أمريكا اللاتينية، التي خلّد – يا للمفارقة- نهايات جنرالاتها، خيرُ الحكّائين، غابو العظيم.
لكن أن تبشّر «نخبٌ» تناضل من أجل الحريات وحقوق الإنسان بالعسكريّ كمخلّص، فتلك مشكلة، تستدعي الانتباه والخوف، مع الاحترام الكامل لحريّة كلّ شخصٍ في اختيار ما يريد، عن قناعةٍ مثيرةٍ للأسى أو عن طمعٍ، لا بدّ أن نعترف بأنّه أفسد طباع الجزائريين.
ولا تبرّر هذا الموقف، حالة التصحّر التي تعرفها الساحة السياسية الوطنيّة، والتي من نتائجها انسحاب النّخب الحقيقيّة، وظهور أبطال الكوميديا السوداء، لأن بناء دولة حديثة وديمقراطية يتمّ بأدوات باتت معروفة لدى الشعوب والأمم، ولا تحتاج إلى إعادة اختراعٍ.
وإذا كان المحلّلون النفسانيون ينظرون إلى «حمل السلاح» كتعزيز لذكورة مضطربة، فإن نظرتهم إلى المفتون بحامل السلاح تُحيل إلى وضعيّة مشؤومة لا ضرورة لتفصيلها هنا !
و بعــد
بعد أن جرت دماء كثيرة أسفل الجسر، و ظهرت أجيالٌ جديدةٌ من رحمِ «الصّدمة» ، واحتلّ واجهةَ الوجاهةِ أثرياءُ الحربِ، ولم يعد للخوف أيّ معسكر، فقد «العسكريّ» الحظوة القديمة ولم يعد مطلوباً في سوقِ النّساء، مثلاً، لكنّه لازال مرغوباً في سوقِ الصّحافةِ وسوق الحريّات !  

سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

لا يصدأ !

تعبّر النّخب "الحقيقيّة" عن عبقريّة أممها وتتحوّل إلى رصيدٍ رمزي ووسيطٍ في الحوار مع الشعوب...

  • 14 جويلية 2025
سحت

يحاولُ حملةُ أقلامٍ يكتبون في الصّحافة الفرنسيّة الزج بالجزائر في محاور مُستهدفة، بل ويجتهدون في...

  • 30 جوان 2025
لُقــــاح

سليم بوفنداسةتحوّل تغليفُ الباطل برداء الحقّ إلى صِناعة مضمونة الرّواج، بسبب فوضى فكريّة ناجمة عن...

  • 24 جوان 2025
حربٌ تُخفي أخرى

  سليم بوفنداسةتُخفي الحربُ الدائرة حربًا مُضمرة، قد تُسمى باسمها خارج الدوائر الرسميّة والأدبيّات السياسيّة...

  • 17 جوان 2025
بروتوكول فانون

يُعيد الخطاب النيوكولونيالي الذي تُنتجه النّخب الغربيّة، هذه الأيام، فرانز فانون إلى واجهة...

  • 09 جوان 2025
لا تلعب معهم!

تدفعُ "نوايا حسنة" بعض الأكاديميين الجزائريين للمشاركة في برامج سجاليّة في قنوات عربيّة وأجنبيّة...

  • 12 ماي 2025
حقدٌ مُزمن

تُظهر فئة من الكتّاب الفرنسيين حقدًا أسودَ على الجزائر، لخّصه الكاتب جون بول انتوفان بالقول إنّه...

  • 28 أفريل 2025
حرجُُ المُنافح

حاولت فرنسا في حملتها المتواصلة على الجزائر تجنيد كتّاب جزائريين تحت عناوين حريّة الإبداع والدفاع...

  • 21 أفريل 2025
ظُلمات

تعرفُ العلاقات الدوليّة مقدّمات أزمة أشبه ما تكون بحربٍ كونيّة جديدة تعيدُ توزيع الأدوار بين سكّان غابتنا،...

  • 14 أفريل 2025
اسمي حمزة

اسمي حمزة، كان لي رأسٌ. كانت لي عينان و أحلامٌ صغيرة لا أعلنها. ربما أشبه أحمد الذي لم يعثـروا على رأسه،...

  • 07 أفريل 2025
هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على...

  • 24 فبراير 2025
«واقعيّة قذرة»

لن تهنأ الإنسانيّة بعائدات التطوّر العلمي الذي يفترض أن يساعد في حلّ المشكلات ويجعل الحياة أيسر...

  • 17 فبراير 2025
العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com