الأحد 20 جويلية 2025 الموافق لـ 24 محرم 1447
Accueil Top Pub

صلاة الاستجفاف

لم يعد الفساد في قطاع الثقافة من الأسرار. ما كان يتبادله المثقفون في المجالس الخاصة أصبح ينشر على الصفحات الأولى للصحف. وسبب المشكلة هو «الريع» كالعادة.
صحيح أن دعم الدولة للثقافة  أمر محمود، لكن المشكلة تبقى في الطريقة والوجهة التي يأخذها الدعم في نهاية المطاف.
لا يمكن أن ننكر أن النشر عرف حركية هامة في السنوات الأخيرة وكذلك المسرح  والسينما  ونشاطات أخرى استفادت من سخاء عام مسّ جميع القطاعات، وعوض أن يساهم هذا السخاء في بناء قاعدة صلبة للإنتاج الثقافي والفني تحوّل إلى منح تعود على “القائمين عليها” من غير المبدعين والفنانين وأنتج صراعات وحروب على أبواب الريع وأنجب أثرياء “ذنبهم» الوحيد أنهم انتسبوا إلى «الثقافة» و خبروا كواليسها المظلمة.
ولو قارنا بين الأعمال التي ظهرت في سنوات القحط والأعمال التي ظهرت في سنوات الريع لوجدنا الفرق واضحا، لأن الأعمال الفنية الحقيقية هي ابنة مكابدة ذاتية وليست ثمرة نشاط عام، وإذا ما استمر الدعم بالطريقة الحالية فإنه سيتسبب في أضرار يصعب جبرها، لأن التجارب أثبتت أنه يحجب المبدعين الحقيقيين ويقوي سلالة المنتفعين التي تحاول أكل البلاد.
نعم، الكتب التي تنشر الآن تنام في مستودعات المؤسسات الثقافية و لا يقرأها أحد ولا بأس أن نورد هنا طرفة ثقيلة حدثت لكاتب جزائري اكتشف بالصدفة وهو يتصفح موقع مكتبة الاسكندرية المصرية  أن كتابه الذي سلمه لوزارة الثقافة الجزائرية صدر، وكثير من أمثال هذا الكاتب اكتشفوا أن كتبهم صدرت بعد أشهر وحتى بعد سنوات.  أما المسرحيات التي تنتج فلا يشاهدها سوى بعض المسرحيين في المهرجانات، في حين لم تعد للسينما قاعات في الجزائر وحتى القاعات الموجودة تجاوزها الزمن ولا تتوفر على التجهيزات اللازمة لعرض فيلم أُنتج في زماننا، ومع ذلك فإن العجلة تدور  والسينمائيون منصرفون للأفلام الثورية التي تموّلها الدولة ولا تعرض إلا في المناسبات، في حين يحصد فيلم للمخرج مرزاق علواش أنتج بميزانية صغيرة مولها من عائدات الجوائز وبعض التلفزيونات جوائز هامة.
لهذا نتمنى أن تجف الغيوم  ويحلّ الجفاف القاتل للفئات المشار إليها أعلاه كي تترك التربة للمبدعين الحقيقيين.

سليم بوفنداسة

 

 

 

المزيد من الأعمدة

لا يصدأ !

تعبّر النّخب "الحقيقيّة" عن عبقريّة أممها وتتحوّل إلى رصيدٍ رمزي ووسيطٍ في الحوار مع الشعوب...

  • 14 جويلية 2025
سحت

يحاولُ حملةُ أقلامٍ يكتبون في الصّحافة الفرنسيّة الزج بالجزائر في محاور مُستهدفة، بل ويجتهدون في...

  • 30 جوان 2025
لُقــــاح

سليم بوفنداسةتحوّل تغليفُ الباطل برداء الحقّ إلى صِناعة مضمونة الرّواج، بسبب فوضى فكريّة ناجمة عن...

  • 24 جوان 2025
حربٌ تُخفي أخرى

  سليم بوفنداسةتُخفي الحربُ الدائرة حربًا مُضمرة، قد تُسمى باسمها خارج الدوائر الرسميّة والأدبيّات السياسيّة...

  • 17 جوان 2025
بروتوكول فانون

يُعيد الخطاب النيوكولونيالي الذي تُنتجه النّخب الغربيّة، هذه الأيام، فرانز فانون إلى واجهة...

  • 09 جوان 2025
لا تلعب معهم!

تدفعُ "نوايا حسنة" بعض الأكاديميين الجزائريين للمشاركة في برامج سجاليّة في قنوات عربيّة وأجنبيّة...

  • 12 ماي 2025
حقدٌ مُزمن

تُظهر فئة من الكتّاب الفرنسيين حقدًا أسودَ على الجزائر، لخّصه الكاتب جون بول انتوفان بالقول إنّه...

  • 28 أفريل 2025
حرجُُ المُنافح

حاولت فرنسا في حملتها المتواصلة على الجزائر تجنيد كتّاب جزائريين تحت عناوين حريّة الإبداع والدفاع...

  • 21 أفريل 2025
ظُلمات

تعرفُ العلاقات الدوليّة مقدّمات أزمة أشبه ما تكون بحربٍ كونيّة جديدة تعيدُ توزيع الأدوار بين سكّان غابتنا،...

  • 14 أفريل 2025
اسمي حمزة

اسمي حمزة، كان لي رأسٌ. كانت لي عينان و أحلامٌ صغيرة لا أعلنها. ربما أشبه أحمد الذي لم يعثـروا على رأسه،...

  • 07 أفريل 2025
هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على...

  • 24 فبراير 2025
«واقعيّة قذرة»

لن تهنأ الإنسانيّة بعائدات التطوّر العلمي الذي يفترض أن يساعد في حلّ المشكلات ويجعل الحياة أيسر...

  • 17 فبراير 2025
العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com