الأحد 20 جويلية 2025 الموافق لـ 24 محرم 1447
Accueil Top Pub

إيذاء المستقبل

أصبح "بعض الناشرين" يلقون بكتب كلّ خريف ويطلقون عليها التسميات، دون التحقّق من جنسها وصفاتها، بل ولا يكلّفون أنفسهم حتى عناء قراءتها.
الظاهرة بدأت في سنوات الريع، حيث استفاد المستفيدون من ملايير جرى تقسيمها على أصحاب "قوائم" الكتب، الذين بلغوا من اللهفة حدّ مطالبة كتّاب محتملين بعناوين كتب ينوون كتابتها، قبل انقضاء آجال تسليم القائمة!
وفي الزحام ضاع الناشرون الحقيقيون الذين يحرّكهم حب الكتاب، وظهر "أثرياء" سيختفون، قطعا، في السنوات العجاف، لكن المؤكد أن هذه المهنة النبيلة والخطيرة، قد استبيحت بشكل أتى على تقاليدها وقواعدها، في مرحلة كان يفترض فيها تمكين هذا النشاط من أدوات ازدهاره.
والنتيجة أن تقرأ كلمة شعر على الغلاف ولا تجد الشعر بين الدفتين وأن تقرأ  كلمة رواية  و لن تجد الرواية، وقد لا تجد شيئا في بعض الحالات.
ويتحمّل الناشر مسؤولية كبيرة، هنا، لأنه وافق على نشر ما لا ينشر، لكن المشكلة تكمن في موسمية الفعل و عدم ديمومة الفاعل الذي تعامل مع صفقة نزلت كمائدة من السماء، وسوف يتحوّل إلى مائدة أخرى، لأن الأدب لا يعنيه، والتاريخ أيضا.
و بالتالي فإنه لن يكون في حاجة إلى إحراج نفسه بلجنة قراءة مختصة تفرز له أجناس الكتب،مثلا، أو بمصححين ومدققين يرمّمون الأثر قبل إلقائه للقراء، وليس ذلك بالأمر الصعب لو عرف الصانع صنعته وأتقنها.
و لا بد، في النهاية، من مساءلة الضمير المستتر، أي، مقسّم الأرزاق الذي أضرّ بالنشر بإفساد مقاصد دعم الدولة للكتاب وتحويلها إلى غنيمة، ففي كلّ دول العالم تستفيد بعض النشاطات "ذات القيمة" من الدعم لحمايتها من شروط السوق القاسية التي قد تدفعها نحو الابتذال، فتستفيد دور نشر وصحف وفق معايير معلنة، لأن الأمر يتعلّق بخدمة المجموعة الوطنية بل وبخدمة الإنسان وليس بمجرد طرح سلعة للبيع. كما أن "حراس الذائقة" من نقاد وصحفيين مختصين لن يتساهلوا أبدا  مع كاتب الكتاب وناشره والساعي بينهما، لو وقفوا مثلا على سبعين خطأ في الصفحات الأولى من رواية!
ملاحظــة
استباحة مهن خطيرة كنشر الكتب والصحف، اعتداء على الحاضر وتخريب للمستقبل!
سليم بوفنداسة

 

المزيد من الأعمدة

لا يصدأ !

تعبّر النّخب "الحقيقيّة" عن عبقريّة أممها وتتحوّل إلى رصيدٍ رمزي ووسيطٍ في الحوار مع الشعوب...

  • 14 جويلية 2025
سحت

يحاولُ حملةُ أقلامٍ يكتبون في الصّحافة الفرنسيّة الزج بالجزائر في محاور مُستهدفة، بل ويجتهدون في...

  • 30 جوان 2025
لُقــــاح

سليم بوفنداسةتحوّل تغليفُ الباطل برداء الحقّ إلى صِناعة مضمونة الرّواج، بسبب فوضى فكريّة ناجمة عن...

  • 24 جوان 2025
حربٌ تُخفي أخرى

  سليم بوفنداسةتُخفي الحربُ الدائرة حربًا مُضمرة، قد تُسمى باسمها خارج الدوائر الرسميّة والأدبيّات السياسيّة...

  • 17 جوان 2025
بروتوكول فانون

يُعيد الخطاب النيوكولونيالي الذي تُنتجه النّخب الغربيّة، هذه الأيام، فرانز فانون إلى واجهة...

  • 09 جوان 2025
لا تلعب معهم!

تدفعُ "نوايا حسنة" بعض الأكاديميين الجزائريين للمشاركة في برامج سجاليّة في قنوات عربيّة وأجنبيّة...

  • 12 ماي 2025
حقدٌ مُزمن

تُظهر فئة من الكتّاب الفرنسيين حقدًا أسودَ على الجزائر، لخّصه الكاتب جون بول انتوفان بالقول إنّه...

  • 28 أفريل 2025
حرجُُ المُنافح

حاولت فرنسا في حملتها المتواصلة على الجزائر تجنيد كتّاب جزائريين تحت عناوين حريّة الإبداع والدفاع...

  • 21 أفريل 2025
ظُلمات

تعرفُ العلاقات الدوليّة مقدّمات أزمة أشبه ما تكون بحربٍ كونيّة جديدة تعيدُ توزيع الأدوار بين سكّان غابتنا،...

  • 14 أفريل 2025
اسمي حمزة

اسمي حمزة، كان لي رأسٌ. كانت لي عينان و أحلامٌ صغيرة لا أعلنها. ربما أشبه أحمد الذي لم يعثـروا على رأسه،...

  • 07 أفريل 2025
هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على...

  • 24 فبراير 2025
«واقعيّة قذرة»

لن تهنأ الإنسانيّة بعائدات التطوّر العلمي الذي يفترض أن يساعد في حلّ المشكلات ويجعل الحياة أيسر...

  • 17 فبراير 2025
العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com