الأحد 20 جويلية 2025 الموافق لـ 24 محرم 1447
Accueil Top Pub

الجودة والصدفة

أثارت برامج تلفزيونية التعليقات الغاضِبة طيلةَ رمضان، إلى درجة أن القنوات المغضوبِ عليها، أصلاً، خصّصت حيّزاً معتبراً لهجاءِ جاراتها.
و «النقد العارف»  الذي لا يكتفي بالغضب ضروريّ، في مثل هذه الحالات، لأنّ الأمر يتعلّق ببرامج «تعتدي» على الجمهورِ الواسعِ في فترات الذّروة خصوصاً وأن هذا الجمهور ليس لديه ما يفعله في حياته، على ما يبدو، سوى مُمارسة حريّة مشاهدة التلفزيون المشروطة، وهو يحتاج إلى دليلٍ غير مخادعٍ في وضعيّته المأسوف عليها.
الآن وقد ذهب الظمأ وخفتَ النّقاشُ علينا أن ننتبه إلى أنّ مطلبَ الجودةِ يحتاجُ إلى تعميمٍ، فإجازة عملٍ فنيٍّ ضعيفٍ تُحيل إلى خللٍ في التقديرِ يُحيل بدوره إلى مشكلةٍ تحتاجُ إلى حلٍّ.
و المؤكد أنّ البرامج لم تنبت تلقائياً، مثلما لم تنبت هذه التلفزيونات تلقائياً وإنما تمّ استنباتها بطريقةٍ خاطئةٍ وعُهد برعايتها إلى غير مختصّين في شؤون النبات وأحواله، والوضع لا يخصّ التلفزيون وحده بل يشمل قطاعات كثيرة انفتحت على غيرِ العارفين المتلهّفين لجنيِ الثمراتِ وتحصيل المجد و زبدته، حتى أصبح اقتحامُ مجالٍ يتوقّف على “جرأة” المُقتحمِ وليس على كفاءته ومدى إجابته على الشّروط التي يقتضيها الانتساب إليه.
لذلك نحتاج إلى “ضبطٍ” على جميع المستويات: من ممارسةِ السيّاسة إلى إنتاج الكاميرا الخفيّة، ولا حاجة في ذلك إلى جهدٍ أو ابتكارٍ لأنّ قواعد السّير معروفة عالميّاً، ولعلّ المشكلة الأخطر التي لم تُعقد حولها نقاشات في التلفزيونات، هي مستوى النّخب السياسيّة التي يُفترض أن تتولّى إنتاج الأفكار وتقديم الحلول للمشكلات الطارئة والتشريع، لأن أصل المشكلة قد يكون هناك! إذ يكفي الانتباه إلى الخطابِ السّائدِ لإثارةِ المخاوفِ، لأن الخطاب يُحيل إلى نوعيّة التدبير.
أجل، يجب تعميم مطلبِ الجودة وإخراجه من دائرة الكاميرا الخفيّة والنّاخب الوطني ليشمل جميع مناحي حياتنا، لأن رفض «العملة الرديئة» هو السبيل الوحيد لمنعها من التداول، ولأن الجودة منظومة تبنى و تتكرّس مع الوقت والإصرار، وحين تسري نواميسُها لن يجد عديمُ أهليّة الفرصة والوجه لاقتحام مجالٍ غير مجاله ولن يصرّ أحدٌ على الترشّح لتولي مهامٍ يُحاسب على أدائها بقسوةٍ، ولن يتمسّك أحدٌ بتدريب المنتخب!

المزيد من الأعمدة

لا يصدأ !

تعبّر النّخب "الحقيقيّة" عن عبقريّة أممها وتتحوّل إلى رصيدٍ رمزي ووسيطٍ في الحوار مع الشعوب...

  • 14 جويلية 2025
سحت

يحاولُ حملةُ أقلامٍ يكتبون في الصّحافة الفرنسيّة الزج بالجزائر في محاور مُستهدفة، بل ويجتهدون في...

  • 30 جوان 2025
لُقــــاح

سليم بوفنداسةتحوّل تغليفُ الباطل برداء الحقّ إلى صِناعة مضمونة الرّواج، بسبب فوضى فكريّة ناجمة عن...

  • 24 جوان 2025
حربٌ تُخفي أخرى

  سليم بوفنداسةتُخفي الحربُ الدائرة حربًا مُضمرة، قد تُسمى باسمها خارج الدوائر الرسميّة والأدبيّات السياسيّة...

  • 17 جوان 2025
بروتوكول فانون

يُعيد الخطاب النيوكولونيالي الذي تُنتجه النّخب الغربيّة، هذه الأيام، فرانز فانون إلى واجهة...

  • 09 جوان 2025
لا تلعب معهم!

تدفعُ "نوايا حسنة" بعض الأكاديميين الجزائريين للمشاركة في برامج سجاليّة في قنوات عربيّة وأجنبيّة...

  • 12 ماي 2025
حقدٌ مُزمن

تُظهر فئة من الكتّاب الفرنسيين حقدًا أسودَ على الجزائر، لخّصه الكاتب جون بول انتوفان بالقول إنّه...

  • 28 أفريل 2025
حرجُُ المُنافح

حاولت فرنسا في حملتها المتواصلة على الجزائر تجنيد كتّاب جزائريين تحت عناوين حريّة الإبداع والدفاع...

  • 21 أفريل 2025
ظُلمات

تعرفُ العلاقات الدوليّة مقدّمات أزمة أشبه ما تكون بحربٍ كونيّة جديدة تعيدُ توزيع الأدوار بين سكّان غابتنا،...

  • 14 أفريل 2025
اسمي حمزة

اسمي حمزة، كان لي رأسٌ. كانت لي عينان و أحلامٌ صغيرة لا أعلنها. ربما أشبه أحمد الذي لم يعثـروا على رأسه،...

  • 07 أفريل 2025
هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على...

  • 24 فبراير 2025
«واقعيّة قذرة»

لن تهنأ الإنسانيّة بعائدات التطوّر العلمي الذي يفترض أن يساعد في حلّ المشكلات ويجعل الحياة أيسر...

  • 17 فبراير 2025
العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com