تفاجأ زوار و مرتادو منطقة «قسطل» السياحية ببلدية عين الزرقاء في ولاية تبسة، مؤخرا، بالخراب و الإهمال المتعمد الذي طال المكان، بعد تهيئته من طرف مديرية السياحة.
الخراب الذي طال هذا الموقع السياحي الهام، أثار استياء و غضب مرتاديه، الذين حملوا المسؤولية بالدرجة الأولى لسكان المنطقة، الذين لطالما طالبوا المسؤولين في الكثير من المرات، بالتفاتة منهم لتهيئة المكان بغرض استقطاب السياح و تنشيط الحركة التجارية بالجهة، غير أنه و بعد انجاز بعض المرافق السياحية، سرعان ما تعرضت للتخريب و الإهمال، على أمل أن تتدخل السلطات المعنية إلى ضرورة تفعيل عمليات الرقابة، من أجل المحافظة على ما تبقى من الوسائل التي أضحت مستهدفة في وجودها و هي التي كانت قبلة للمواطنين من أجل التنزه و الترفيه، غير أنها باتت مهددة بفعل ممارسات لا مسؤولة.
و كانت مديرية السياحة لولاية تبسة، قد خصصت، قبل سنوات، غلافا ماليا بقيمة 3 ملايير سنتيم لتهيئة منطقة قسطل، لتجعل منها منطقة سياحية بامتياز و ذلك من خلال تهيئة الطريق و توفير ألعاب للأطفال و بعض المرافق و الفضاءات و المنتزهات التي ستجد فيها العائلات متنفسا سياحيا متميزا.
منطقة قسطل ساحرة بطبيعتها الخلابة، الجميلة بثرواتها الطبيعية المتنوعة و الغنية بتاريخها العريق و أصالتها و تقاليدها و جاء اهتمام المديرية بها، كخطوة لبعث استثمار سياحي كبير في ولاية تبسة، لكون قسطل تبعد عن عاصمة الولاية تبسة بحوالي 26 كلم فقط، عبر بلدية عين الزرقاء و على طريق مرسط بحوالي 20 كلم مرورا بجبل الحوض و تتوفر على منتوج سياحي بتنوع المناظر منها الطبيعية و منها ما قبل التاريخ و منها الأركيولوجية، حيث تتيح قسطل لزوارها رحلة تاريخية و تحاول أن تحط الرحال في العصور الأولى، عصور ما قبل التاريخ و نهايته و ظهور فجر التاريخ عند أهل الباحثين و بالضبط في الحقبة القفصية، أين تظهر جلية شواهد من هذا العصر، من خلال النقوشات و منها النقش الكبير لثور على سفح جبل بوسمان و العديد من آثار المنطقة يغلب عليها المعمار الجنائزي و الذي يعبر على حقب مختلفة من قبور الدولمان و حوانيت و تيملوس و بازينات إلى حين قبور الرومان.
و لم يبق أمام سكان المنطقة و الغيورين على السياحة بتبسة، سوى رفع نداء لكل المسؤولين، بوجوب العناية بها و إعادة الاعتبار لها، حتى يتمكن الجميع من زيارتها و فتح مجال اقتصادي و امتصاص البطالة بتلك المنطقة التي تعاني الأمرين.
ع.نصيب