وجد الناخب الوطني المحلي مجيد بوقرة، نفسه في موقف لا يُحسد عليه، وهو يواجه ضغوطا متصاعدة، قبيل الكشف عن القائمة النهائية المعنية بالمشاركة في بطولة أمم إفريقيا للمحليين «شان 2024»، المقررة بين 2 و30 أوت المقبل، في كل من كينيا وأوغندا وتنزانيا، حيث أخلطت تقلبات الميركاتو الصيفي كل حساباته، بعد تأخر حسم العديد من الصفقات التي قد تحدد مستقبل بعض الركائز في المنتخب المحلي، وتُبعدهم من القائمة المرتقبة، بالنظر إلى الطابع المحلي الخالص للمنافسة.
وزادت حيرة «الماجيك» مع اقتراب موعد 22 جويلية الجاري، الذي حددته الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، كآخر أجل لإرسال القوائم النهائية للمنتخبات المشاركة، ومع بقاء يومين فقط، لم يتلق بوقرة بعد تأكيدا رسميا بشأن وضعية بعض اللاعبين الذين يتابعهم عن قرب، وهو ما دفعه حسب مصادر النصر العليمة، إلى إجراء اتصالات شخصية مباشرة مع كل من فريد الملالي وزين الدين فرحات وأيمن محيوص وزين الدين بلعيد، للاستفسار عن صحة الأخبار التي تتحدث عن قرب انضمامهم إلى أندية محلية، ما قد يسمح له بإدراجهم ضمن القائمة النهائية ل«الشان».
ويتابع بوقرة بحذر شديد وضعية عدد من لاعبيه المميزين، الذين تلقوا عروضا احترافية من الخارج، مما يضعهم خارج حساباته فور ترسيم انتقالهم، وعلى رأس هؤلاء، المهاجم القناص أيمن محيوص، هداف نادي شباب بلوزداد، الذي يوجد محل اهتمام من ناديي «ضمك» و«الحزم» السعوديين، في وقت يحاول فريقه الاحتفاظ به بعرض جديد لتجديد عقده. ويُعوّل بوقرة كثيرا على استمرار محيوص في البطولة المحلية، بالنظر إلى مكانته كقلب هجوم متميز وقيمته الفنية، خاصة بعد مساهمته الكبيرة في تتويج اتحاد الجزائر بكأس الكونفدرالية الإفريقية.
وفي الوقت نفسه، يترقب بوقرة مستجدات ملفات لاعبين آخرين قد يُعاد إدماجهم في قائمة المنتخب المحلي، في حال عودتهم إلى البطولة الجزائرية، على غرار زين الدين بلعيد وزين الدين فرحات، وفريد الملالي، وهي أسماء ذات خبرة كبيرة، ويأمل بوقرة في استغلالها إذا ما عادت إلى البطولة قبل تاريخ 22 جويلية، ما يتيح له تسجيلها قانونيا.
ويواجه المدرب أيضا احتمال خسارة أحد أبرز مهاجمي الموسم، ويتعلق الأمر بالشاب الواعد رضوان بركان (22 سنة)، صاحب 8 أهداف و3 تمريرات حاسمة ( موسم 2024/2025)، والذي يدرس عروضا من دينامو ماخاتشكالا الروسي، وشارل لوروا وزولت فارغيم البلجيكيين، مع قيمة سوقية تصل إلى 800 ألف أورو، وفي حال انتقاله لأحد هذه الأندية، فإنه سيغيب رسميا عن «الشان»، بحكم اقتصار المشاركة على اللاعبين المحليين فقط.
ولم تتوقف الخسائر عند هذا الحد، إذ تأكد غياب هداف البطولة، عادل بولبينة، المنتقل من نادي بارادو إلى نادي الدحيل القطري، بعد موسم استثنائي، سجل خلاله 20 هدفا في 26 مباراة، إذ يُعد بولبينة أحد الأسماء التي تألقت بشكل كبير في تصفيات «الشان»، مما يجعل تعويضه أمرا معقدا في المنظومة التكتيكية لبوقرة، كما يعيش متوسط ميدان مولودية الجزائر أكرم بوراس (23 سنة) وضعا مشابها، وسط اهتمام واضح من نادي شارل لوروا البلجيكي، ما يجعله مترددا بشأن مستقبله، وهو ما يضع بوقرة في حالة ترقب قبل تحديد قائمة 23 لاعبا المشاركين في البطولة.
وإلى جانب الهاجس الفني المرتبط بالميركاتو، هناك مخاوف أخرى تحيط بالمنتخب الوطني، أبرزها تلك المتعلقة بالظروف المناخية الصعبة في شرق إفريقيا، حيث ستُلعب المباريات في فترات الظهيرة، وفي درجات حرارة مرتفعة قد تُرهق اللاعبين وتُؤثر على الأداء، وهو الأمر الذي دفع الطاقم الفني إلى الاهتمام أكثر بالجانب البدني، للتكيف مع مثل هذه الأجواء.
ورغم كل هذه التحديات، فإن بوقرة يبدو عازما على تكرار إنجاز النسخة السابقة، حين قاد المحليين إلى نهائي «شان 2023»، وخسر بشرف أمام السنغال بركلات الترجيح، ولو أن طموحه هذه المرة لا يقتصر على بلوغ النهائي، بل يسعى للتتويج، معولا على عزيمة لاعبيه واستعدادهم للتضحية.
سمير. ك