أعلن مهدي لعفيفي عن انسحابه من رئاسة ترجي قالمة، وذلك خلال أشغال الجمعية العامة العادية المنعقدة أول أمس الخميس، ولو أنه أوضح بأن هذا القرار جاء تمهيدا لخطوة أخرى، تتمثل في التنازل عن الرئاسة لنائبه صليح خلة، لكن الجانب القانوني يستوجب المرور عبر الجمعية العامة، لترسيم انتخاب رئيس جديد للنادي، مما جعل الفترة الانتقالية إجبارية، قبل استكمال إجراءات تجديد المكتب المسير.
هذا القرار كان من أهم مخرجات الدورة العادية التي انعقدت أول أمس، بقاعة سينما الانتصار، بحضور 47 عضوا من أصل 65 مسجلا، وهو ما يعني توفر النصاب القانوني، طبقا لنص المادة 20 من القانون الأساسي، ولو أن الملفت للانتباه أن إدارة الترجي القالمي ارتأت تنظيم دورتين في ظرف 24 ساعة، من أجل عرض حصيلتي نشاطات الفريق خلال الموسم الرياضي المنصرم، وبالتالي تقديم صورة واضحة عن وضعية النادي، خاصة من الناحية المادية، في ظل إعلان لعفيفي عن انسحابه من الرئاسة.
وعرفت أشغال الجمعية العامة العادية ليوم الخميس، عرض التقريرين الأدبي والمالي للسداسي الأول من سنة 2025، وقد تم التركيز في الحصيلة الأدبية على مشوار «السرب الأسود» في بطولة ما بين الجهات، حيث اعترف لعفيفي، بالفشل في تجسيد حلم الأنصار المتمثل في عودة الترجي إلى الرابطة الثانية، وأكد بأنه وبصفته المسؤول الأول عن النادي يتحمل كامل المسؤولية في هذا الإخفاق، بعد التنافس على ورقة الصعود مع نجم بني والبان، لكن خسارة الرهان كانت في آخر منعرج، باتضاح هوية البطل في الجولة ما قبل الأخيرة من الموسم.
كما عرج لعفيفي في حصيلته على نتائج الأصناف الشبانية، وأكد بأن مشروع مدرسة كرة القدم، الذي تجسد ميدانيا للسنة الثانية تواليا بينما من أهم المكاسب التي حققها ترجي قالمة في عهدته، واستدل في ذلك بالانجاز التاريخي الذي حققه فريق الأصاغر، الذي توج بلقب البطولة الوطنية، في نهائي دورة «البلاي أوف»، وأهدى النادي أول لقب وطني في تاريخه، وقد استغلت الإدارة فرصة تنظيم الجمعية العامة لتكريم الأبطال، من خلال حضور كامل التعداد، من لاعبين وطاقم الفني، ولو أن العمل المنجز على مستوى الفئات الشبانية، ساهم بشكل مباشر في إعادة الفريق إلى مكانته، لأن الأشبال خسروا اللقب الجهوي في آخر منعرج، بينما كانت ترقية 8 لاعبين من الأواسط إلى الأكابر في النصف الثاني من الموسم الماضي، من بين المكتسبات التي جعلت الأنصار يطمئنون أكثر على مستقبل الفريق، في وجود خزان من المواهب.
أما بخصوص الجانب المالي، فإن حصيلة ترجي قالمة خلال السداسي الثاني من سنة 2024، كانت قد تمثلت في ارتفاع مؤشر الديون، بسبب تأخر ضخ إعانات مختلف الهيئات العمومية، وفقا لجملة من الإجراءات الإدارية، وعليه فقد كان وضع القطار على السكة بالاعتماد على المال الخاص لرئيس النادي ونائبه، فقدرت المصاريف الإجمالية لمرحلة الذهاب بنحو 2,4 مليار سنتيم، كانت حصة الأسد منها لتسديد مستحقات اللاعبين ومختلف الطواقم، بمبلغ قارب 1,8 مليار سنيتم، في حين كان السداسي الأول من سنة 2025 مغايرا، لأن النادي استفاد من دعم السلطات المحلية، بقيمة 3 ملايير سنتيم من الولاية، و500 مليون سنتيم من البلدية، إضافة إلى 350 مليون سنتيم من الصندوق الولائي لدعم مبادرات الشباب، ولو أن اقتطاع نحو 900 مليون سنتيم على مستوى الخزينة، كان بسبب الحجوزات التي كانت قد صدرت ضد الفريق لفائدة العديد من الدائنين من سنوات ماضية.
وفي ظل هذه المعطيات، فقد تم تقديم صورة واضحة بلغة الأرقام عن وضعية النادي، لتكون المصادقة بالإجماع على الحصيلتين المالية والأدبية، دون تسجيل أي تحفظ، ليعلن بعدها لعفيفي عن قرار تنازله عن رئاسة النادي، وقد جسد ذلك من خلال رسالة وجهها إلى الأنصار وأعضاء الجمعية العامة، مما استوجب الاحتكام إلى المصادقة على هذا القرار، فكانت التزكية بالأغلبية الساحقة، مع تسجيل رفض وحيد لهذه الخطوة، ففتح بعدها باب النقاش بخصوص مستقبل الترجي، جراء الفراغ الإداري الذي نتج عن انسحاب الرئيس، بعد ترسيم انسحابه من الرئاسة، لأن شغور المنصب وضع المادة 24 من القانون الأساسي كمخرج وحيد، وعليه فقد تم تكليف نائب رئيس النادي صليح خلة، بتولي مسؤولية تسيير الفريق لفترة انتقالية لا تتجاوز 45 يوما على أقصى تقدير، مع السهر على برمجة جمعية عامة استثنائية، تخصص لانتخاب رئيس جديد للنادي، ولو أن لعفيفي كان في كلمته الموجهة لأعضاء الجمعية العامة قد كشف عن مشروع خارطة طريق، يقضي بتنازله عن الرئاسة لنائبه خلة.
ص / فرطاس
