عادات أصيلة تتحدى الزمن
«صحن الحنة» وإكرامية لأول يوم صيام للأطفال
تحتفل عديد العائلات الجزائرية بصيام الطفل لأول مرة، وتختلف طقوس الاحتفال من منطقة إلى أخرى، وهي في الغالب تقاليد لا تزال مكرسة إلى يومنا خصوصا في منطقة الصحراء، أين تقدس العائلات هذا اليوم و تخلده بطريقة جميلة لتظل الذكرى راسخة في ذهن الصغير.
ووفق الحرفي المهتم بالعادات والتقاليد السيد قاديري حسين من تيميمون، فإن خصوصية فرحة أول يوم صيام للطفل في مدن الجنوب الجزائري مميزة، وهو تقليد قديم جدا يحافظ عليه أهل المنطقة إلى غاية اليوم، فعندما يصوم الطفل « أنثى أو ذكر» الذي بلغ عمر الاستطاعة، توضع الحناء في يده «يحني»، ثم يحمل الصحن الذي حضرت فيه الحناء ويجوب به الشوارع المحاذية لسكنه أي «الحومة»، ويمر على الجيران وكأنه يعلم الجميع بالخبر السار وهو صيامه لرمضان أول مرة وذلك كي يشاركوه الفرحة.
ويعكس هذا التقليد تمسك أهل الصحراء الجزائرية بقدسية الصيام وتعاليم الدين الحنيف، فخلال مرور الطفل على الجيران يقدمون له إكرامية لتشجيعه والافتخار به ليكون قدوة صالحة لنظرائه. كما يتم على مدار شهر رمضان التكفل بإفطار الأطفال الصائمين لأول مرة، وهذا مثلما أضاف محدثنا، إذ يأتي الجيران أو الأهل والأقارب والأحباب، بوجبة إفطار لذيذة إلى بيت الصغير الصائم ويتناوبون على فعل ذلك، طوال أيام الشهر، إذ يتم إخطار العائلة يوميا بهوية من سيتكفل بطبق اليوم طوال ثلاثين يوما كاملة.
وأوضح السيد قاديري، أنه غالبا ما يرافق الطفل والده للسوق ويشتري الفواكه والتمر، وبعد الإفطار يرافقه إلى المسجد لأداء صلاة التراويح، بينما ترتدي الطفلة الصائمة لأول مرة الزي التقليدي في البيت، وبعد الإفطار يزورها الأهل والجيران لتهنئتها بالصوم الذي هو عندهم دلالة على أنها أصبحت بالغة ويمكن الاعتماد عليها في البيت.
بن ودان خيرة