السبت 19 جويلية 2025 الموافق لـ 23 محرم 1447
Accueil Top Pub

النصر ترافق عمال مراكز الردم بجيجل: مهندسو النظافة عيون ساهرة على المحيط في رمضان

يخرج عمال النظافة، أو مهندسو النظافة بجيجل، بعد أذان العشاء مباشرة و بعد ساعة من الإفطار تحديدا، حيث تجدهم منهمكين في عملهم عبر شوارع المدينة تجمعهم شاحنة رفع القمامة التي يتنقلون بها من حي إلى آخر ومن نقطة إلى أخرى لضمان رفع كل نفايات المنازل حتى تظل المدينة نظيفة ويمارس أفرادها حياتهم اليومية في ظروف جيدة، يسهر هؤلاء الرجال على تفصيل مهم من تفاصيلها.

كـ. طويل

يمارس عمال المؤسسة العمومية الولائية لتسيير مراكز الردم التقني بجيجل، وظيفة نبيلة ومهمة جدا رغم ما قد تبدو عليه من بساطة، حيث يسهرون على نظافة الأحياء والشوارع طوال ساعات الصيام وبعدها أيضا، ويغادرون موائد السهرات الرمضانية ليلتحقوا بمواقعهم التزاما بما تتطلبه المهنة من تفان،وهو ما عبروا عنه خلال جولة عمل ميدانية حضرتها النصر، وكانت جزءا من تفاصيلها.
نشاط مهم يضمن جودة الحياة في المدن
تزداد خلال أيام رمضان، كميات النفايات المنزلية، وذلك بحسب ما تؤكده الإحصائيات التي تقدمها الجهات المختصة، وتعكسه حالة الشوارع أين تكثر أكياس القمامة و تبلغ نقاط التفريغ ذروة استيعابها، وتتدخل في هذا المشهد عدة عوامل أهمها التبذير والإسراف في الاستهلاك، ما ينجم عنه عمل مضاعف وجهد أكبر لمهندسي النظافة التابعين لمراكز الردم التقني.
وقد أكد عمال بالمؤسسة العمومية الولائية لتسيير مراكز الردم التقني بجيجل، أن شهر الصيام يعتبر أكثر فترة تزيد خلالها وتيرة العمل بالنظر إلى حجم وكميات النفايات المنزلية التي ترمى يوميا.
وقالوا، إن نشاطهم يكثر ليلا ويستمر إلى غاية ساعات متأخرة، في وقت يغتنمه المواطنون في العادة للتوجه لصلاة العشاء أو التراويح، والاستمتاع بالسهرات العائلية ومع الأصدقاء، و الترفيه عن النفس بالجلوس أمام الشاشات بعد يوم شاق من الصيام.
وعكس الكثيرين، يبدأ عمال النظافة عملهم مباشرة بعد الإفطار بحيث يتوجه المعنيون نحو مراكز عملهم لضمان نظافة الأحياء ورفع كل ما تم التخلص منه نهارا، وقد رافقنا فرقة منهم تنشط على مستوى إقليم مدينة جيجل للوقوف على طبيعة هذا النشاط.
كان اللقاء بعد الإفطار بحوالي ساعة و بضع دقائق، أين اجتمع العمال في مركز الردم التقني ببني أحمد، لتلقي تعليمات من مسؤوليهم المباشرين حول عملية رفع النفايات المنزلية، والمستجدات التي تطرأ بناء على ملاحظات المواطنين و المسؤولين حول العملية التي تتم وفق مخطط عملي مدروس. استقل بعدها المعنيون شاحنتهم وانطلقت الفرق كل واحدة نحو خط سير محدد.
زيادة في حجم النفايات المنزلية يقابلها تجند الرجال
أخبرنا محمد إسلام سعيود، رئيس مكتب بالمؤسسة العمومية الولائية لتسيير مراكز الردم التقني بجيجل، بأن المؤسسة تتكفل برفع القمامة المنزلية على مستوى عدة قطاعات بالبلدية الأم، إذ يتم خلال شهر رمضان ضبط برنامج يتماشى مع خصوصيات الشهر الفضيل و العمل وفق نضام المناوبة، ففي الفترة الصباحية تمس التدخلات النقاط السوداء كما يتم استدراك عملية رفع القمامة ببعض القطاعات عالية الكثافة.
وتتركز المجهودات حسبه، في الفترة الليلية و بعد الإفطار مباشرة، بحيث تم ضبط توقيت يتماشى مع نظام العائلات، يبدأ تقريبا بعد الساعة الثامنة ليلا، أي عقب ساعة أو أكثر من الإفطار حتى يتسنى للأفراد إخراج النفايات المنزلية.
كما يحرص الأعوان على تطبيق البرنامج المحدد و المتفق عليه لرفع القمامة بشكل كامل، يتبع ذلك عمل رقابي من الإدارة للتأكد من رفع القمامة عبر مختلف القطاعات.
وأشار المتحدث، إلى حجم المجهودات التي يبذلها الرجال كل حسب تخصصه لأجل ضمان جمع النفايات المنزلية بالقطاعات التابعة للمؤسسة وقال، إن ذلك يتم بشكل مستمر دون خلل، واصفا تفاني العمال بـ « التضحية» خصوصا في رمضان. واعتبر بأنهم يحرصون كل الحرص على أداء مهامهم رغم الظروف المحيطة بعملهم، و التي تتعلق أساسا بخصوصيات شهر الصيام، وما يرتبط به من أجواء عائلية وروحانية.
الانطلاقة بعد الإفطار و العمل حتى منتصف الليل
رافقنا العمال المكلفين برفع النفايات المنزلية بحي الشمايم و العقابي لساعات، وقد كانوا يؤدون عملهم بسرعة فائقة، فيقفزون من الشاحنة بخفة بمجرد توقفها للشروع مباشرة في رفع النفايات المنزلية المتواجدة عند مداخل المنازل.
بينهم من كانوا يسيرون لمسافة على الأقدام لبلوغ القطاعات التي لا تصلها الشاحنة، أو لا توجد بها حاويات لتجميع القمامة، مما يجعل المواطنين يضعون الأكياس بجوار الأبواب.
لاحظنا أن العمل ليس بالسهولة التي قد يتصورها أحد، وذلك بالنظر إلى حجم الجهد المبذول في تجميع أكياس القمامة المرمية بشكل عشوائي لاسيما بجوار المساجد أين يتعذر على سائق الشاحنة التوقف، وهو ما يدفع العمال إلى المشي كثيرا و التنقل ضمن حلقات متداخلة لجمع كل ما تقع عليه أعينهم.أما الجزء الأصعب فيتعلق بالقمامة التي لا تجمع بشكل جيد في الأكياس وترمى على الأرض أو تبعثر فتحدث الفوضى التي تحتكم إلى عامل الاجتهاد أكثر لجمعها وتنظيف المكان، كما أن هناك مواطنين يخرجون أكياسهم بعد مرور الشاحنات.
مصاعب يخلفها نقص الوعي
أخبرنا مهندسو النظافة الذين رافقناهم، بأن العمل خلال شهر رمضان متعب جدا، لاسيما بعد قضاء يوم كامل من الصيام والانطلاق مباشرة بعد الإفطار.وعلمنا منهم خلال جولتنا، أن بعضهم يفضل تأجيل وجبة الإفطار إلى الساعة التي تلي نهاية العمل، إي إلى ما بعد منتصف الليل، وقال أحدهم « خلال شهر رمضان نجد صعوبة كبيرة في عملنا، الذي يتزامن مع تعب الصيام، و الانطلاق مباشرة بعد الإفطار، و بذل جهد مضاعف في رفع النفايات المنزلية الكثيرة، ولذلك نضطر أحيانا لتأجيل الإفطار».وأضاف متحدثون، بأن ما يحزنهم في مرات عديدة، هو الانسحاب من التجمعات العائلية وتفويت صلاة التراويح لأجل الالتحاق بالعمل، علما أنها أجواء لا تتكرر خلال السنة الواحدة. وعبر عامل بالقول :« لا أحس بطعم الأجواء في رمضان ماعدا مرة واحدة في الأسبوع، وهو يوم راحتي حيث أقضيه مع عائلتي و استمتع فعليا بكل تفصيل صغير، بل وأقدر قيمة الشهر ونفحاته وأجوائه الاستثنائية، لأني لا أعود إلى المنزل في باقي الأيام إلا متأخرا جدا، لكني لا أتوانى عن العمل خدمة للمواطن ولبلدي».
وذكر غيره، أنهم يجدون صعوبة في أداء عملهم بفعل بعض السلوكيات السلبية لمواطنين يركنون سيارتهم بعشوائية قبالة المساجد، فيغلقون الطريق على شاحنة القمامة ويضطرونهم للمشي كثيرا لجمع الأكياس ولبلوغ مواقع الحاويات.
من جهتهم، ثمن مواطنون تحدثنا إليهم، المجهودات التي يبذلها عمال النظافة في رفع النفايات المنزلية يوميا، و تضحياتهم خلال الشهر الفضيل لتحسين جودة الحياة في الأحياء.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com