أخصائيون يؤكدون للنصر
هكذا يوجه الصيدلي مرضى السكري خلال رمضان
أكد صيادلة وأطباء، على أهمية دور الصيدلي في تحسين رعاية مرضى السكري، وأوضحوا أن التربية العلاجية تلعب دورا أساسيا في توجيه المرضى خلال شهر رمضان نحو اختيارات غذائية سليمة، تمكنهم من التمتع بالصيام دون تعريض صحتهم للخطر. وأشاروا إلى أن الاعتدال والتوازن في تناول الطعام، إلى جانب الالتزام بتوصيات الأطباء والصيادلة، هما مفتاح التحكم في المرض خلال هذا الشهر الفضيل.
لينة دلول
اختر الأطعمة المناسبة
أكدت الأخصائية الاستشفائية الجامعية في علم الصيدلة، بجامعة باجي مختار عنابة، البروفيسور وداد سعيدي، على أهمية تحسين التغذية خلال شهر رمضان لدعم ميكروبيوت الأمعاء، مما يساهم في الوقاية من مرض السكري أو التحكم فيه، وتحسين الصحة العامة.
وأوضحت المتحدثة، أن العلاقة بين ميكروبيوت الأمعاء وداء السكري خلال شهر رمضان معقدة، إلا أنه يمكن دعم صحة الأمعاء من خلال إتباع نظام غذائي متوازن، يشمل الألياف، والبريبايوتك، والبروبيوتيك، والدهون الصحية، والبروتينات الخالية من الدهون.
وأشارت، إلى أن الالتزام بهذا النظام لا يساعد فقط في تحسين التوازن الميكروبي للأمعاء، بل يسهم أيضا في إدارة مرض السكري بشكل أفضل. وأضافت البروفيسور سعيدي، أن شهر رمضان يمكن أن يكون فرصة لاستعادة التوازن الداخلي وتحسين صحة الأمعاء، بشرط أن يختار الشخص المصاب بداء السكري الأطعمة المناسبة، مع استشارة طبيب أو أخصائي تغذية. كما أكدت، أن الصيادلة مثلهم مثل غيرهم من المهنيين في المجال الصحي، يلعبون دورا مهما في رعاية المرضى المصابين بالأمراض المزمنة، وليس فقط من خلال صرف الأدوية، بل أيضا عبر تقديم الإرشادات والنصائح اللازمة لمرضى السكري. وأشارت المتحدثة، إلى أن التدابير الصحية والغذائية تشكل أساس العلاج، لافتة إلى أن العديد من النباتات الطبية تحتوي على مواد فعالة تساهم في تنظيم وظائف الجهاز الهضمي وتعزيز التوازن البكتيري. وشددت البروفيسور، على أن للصيادلة دورا محوريا في توعية مرضى السكري، وأن الممارسات التقليدية رغم فوائدها، لا يمكن أن تحل محل الأدوية الموصوفة طبيا، مؤكدة ضرورة الحد من سوء استخدام هذه العلاجات.وفي سياق آخر، أشارت سعيدي إلى إمكانية الاستفادة من المكونات الفعالة الموجودة في النباتات الطبية كمادة خام لتطوير وتصنيع منتجات صيدلانية مساندة للأدوية، مما قد يساهم في تعزيز الصناعة الصيدلانية في الجزائر. مشددة على أهمية أن يتم الأمر وفق ممارسات تنظيمية صارمة ومعتمدة من قبل الجهات المختصة.
الصيدلي مستشار مهم للمريض
من جهته، أكد نائب رئيس الجمعية الوطنية للصيادلة الجزائريين، عبد الله بولقرون، أن الصيدلي في قطاع الصحة العمومية يُعتبر المستشار الأول الذي يلجأ إليه مريض السكري للاستفسار عن مرضه وعلاجه، مشددا على أهمية احترام نصائح الطبيب وتوجيهاته فيما يخص الصيام والنظام الغذائي المناسب.
وأوضح بولقرون، أن الصيدلي يلعب دورا محوريا في توجيه مرضى السكري خلال شهر رمضان، من خلال تقديم الإرشادات اللازمة حول كيفية إدارة المرض أثناء الصيام، والتأكد من التزام المرضى بخطط العلاج الموصوفة لهم.
وأضاف المتحدث، أن مرض السكري من الأمراض الشائعة، لذلك يتم باستمرار تطوير بروتوكولات وعلاجات جديدة لتحسين إدارة المرض مشيرا إلى ضرورة وضع برنامج غذائي متكامل ومتوازن يتناسب مع احتياجات مرضى السكري، لضمان استقرار حالتهم الصحية أثناء الشهر الفضيل.
كما شدد، على أهمية تحسين مستوى الرعاية الصحية لمرضى السكري من خلال تعزيز دور الصيادلة في التوعية والتوجيه، إلى جانب العمل على تطوير استراتيجيات علاجية وغذائية أكثر فعالية تلبي احتياجات المرضى وتساعدهم على التكيف مع ظروف الصيام دون تعريض صحتهم للخطر.
توعية المرضى بمخاطر الصيام والإفراط في تناول السكريات
وقالت الصيدلانية سعاد نعيمي، بأن الدور الأساسي الذي يقدمه الصيدلي لمرضى السكري، خاصة خلال شهر رمضان، يتمثل في التربية العلاجية، حيث يسهم في توجيه المرضى وتوعيتهم بمخاطر الصيام والإفراط في تناول السكريات خلال وجبتي السحور والإفطار.
وأوضحت نعيمي، أنه في إطار برنامج التربية العلاجية الذي ينظم لفائدة مرضى السكري خلال رمضان، تتم توعيتهم بالمغذيات التي تحتوي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات، مع التأكيد على ضرورة استهلاكها بعقلانية للحفاظ على استقرار مستوى السكر في الدم.
كما تم إعداد لائحة طعام خاصة تشمل وجبات الإفطار والسحور والسهرة، وفق معايير مضبوطة تضمن الحفاظ على نسبة سكر معتدلة في الدم، وذلك وفق المبادئ الأساسية لخطة التغذية في رمضان.
وأشارت، إلى أن مبادئ الخطة تحدد الحد الأقصى لاستهلاك الكربوهيدرات لمريض السكري خلال شهر رمضان، بحيث لا يتجاوز 90 غراما في وجبة الإفطار، و75 غراما في السحور، وأقل من 30 غراما من السكريات في وجبة السهرة.
وضربت مثالا على ذلك بحبة «قلب اللوز»، التي تحتوي على حوالي 80 غراما من السكريات، مؤكدة أن مريض السكري لا يمكنه تناول حبة كاملة، لأنها قد تعرضه لخطر ارتفاع نسبة السكر في الدم، لذا يُفضل أن يكتفي بثلث الحبة فقط حفاظا على توازنه الصحي.
تنسيق بين المهنيين لتقديم إرشادات لمرضى السكري
وأوضح المختص في السكري والتربية العلاجية، الدكتور لطفي زغلول أن التربية العلاجية تلعب دورا حاسما في تمكين مرضى السكري من فهم مرضهم والتكيف معه في مختلف مراحل حياتهم، خاصة خلال شهر رمضان، حيث يواجهون تحديات صحية تتطلب وعيا وإدارة دقيقة.
وأشار المتحدث، إلى أن بعض مرضى السكري الذين لا يتمكنون من الصيام قد يشعرون بالعزلة الاجتماعية، لذا من الضروري أن يتعاون الصيدلي، والطبيب، وأخصائي التغذية، وخبير السكري وحتى الأخصائي النفسي، لتقديم نصائح موحدة تساعد المرضى على اتخاذ قرارات صحية سليمة.
وشدد زغلول، على أهمية التنسيق بين جميع العاملين في القطاع الصحي لضمان شرح الإرشادات الضرورية لمرضى السكري، بما في ذلك التحضيرات الأولية للصيام، ومراقبة نسبة السكر في الدم بانتظام، ومعرفة الحالات التي تستوجب التوقف الفوري عن الصيام.
وأوضح المتحدث، أن الطبيب هو المسؤول عن تحديد جرعات الأدوية المناسبة خلال شهر رمضان، مشيرا إلى أن الصيدلي يلعب دورا مهما في متابعة حالة المرضى، وقد يتشاور مع الطبيب في بعض الحالات إذا لاحظ تفاقم وضع المريض بسبب نقص الدواء أو تأثير بعض الأطعمة.
وأكد الطبيب، على ضرورة أن يقوم مريض السكري بزيارة طبيبه قبل حلول رمضان لضبط خطته العلاجية، وأن يكون على دراية بأعراض ارتفاع وانخفاض السكر الحاد، كما ينصح المرضى باللجوء إلى الصيدلي للحصول على الإرشادات الدوائية المناسبة، وتجنب السكريات والمشروبات الغازية، مع الإكثار من شرب الماء، وتفادي ممارسة الرياضة في المساء لتجنب انخفاض مستوى الغلوكوز في الدم.
أما بخصوص الفئات التي يُنصح بعدم صيامها، فقد أوضح زغلول أنها تشمل مرضى السكري من النوع الأول، النساء الحوامل اللواتي يعانين من عدم استقرار نسبة السكر، ومرضى الكلى، والمصابين بأمراض القلب، وفي حال قررت هذه الفئات الصيام، شدد على ضرورة استشارة الطبيب المعالج ليكون الصيام تحت إشراف طبي دقيق.
على مريض السكري الالتزام بمبدأ الاعتدال والتحكم
أكدت رئيسة جمعية «نحلة للإعلام والتكوين حول داء السكري»، وردة بن سقني، أن شهر رمضان قد يكون مليئا بالمخاطر الصحية بسبب الإفراط في تناول الطعام، وهنا تأتي أهمية التربية العلاجية، التي تساعد الفرد على معرفة ماذا يأكل وكيف يأكل بطريقة صحية ومتوازنة.
وأوضحت المتحدثة، أنه لا يمنع على مريض السكري تناول الأطعمة التي يشتهيها، لكن عليه الالتزام بمبدأ الاعتدال والتحكم في الكميات، فمثلا، لايُنصح بتناول الجزر والشمندر معا في وجبة واحدة، لأنهما يحتويان على نسبة عالية من السكر.
كما شددت سقني، على ضرورة بدء الإفطار بالماء دون إفراط، لأن المعدة تكون متوقفة عن العمل لفترة طويلة، وبعد ذلك، يُفضل تناول التمر، نظرا لغناه بالألياف، ثم التوقف قليلا عن الأكل قبل استهلاك الفواكه، مما يسمح بعملية هضم تدريجية ومريحة لمريض السكري.
وأكدت بن سقني، على أهمية دور العائلة في دعم الفرد المصاب بالسكري، من خلال تحضير وجبات مناسبة للجميع، فمثلا عند إعداد البوراك، يُفضل طهيه في الفرن بدلا من قليه، سواء للمريض أو لأفراد الأسرة الآخرين، للحفاظ على نمط غذائي صحي.
وفيما يخص الفواكه، أوضحت أن مريض السكري يجب أن يكتفي بحبة واحدة فقط في كل وجبة، مع ضرورة تجنب المشروبات الغازية تماما، نظرا لمحتواها العالي من السكر، مؤكدة على أهمية وجبة السحور لمريض السكري، حيث تساعده على الحفاظ على استقرار نسبة السكر في الدم خلال فترة الصيام، مما يجنبه الهبوط الحاد ويمنحه طاقة كافية لساعات النهار.