كشفت فرقة حماية البيئة التابعة للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة، عن تجاوزات خطيرة في نقل وحرق النفايات الطبية دون رخصة، مع العثور على بقايا أعضاء بشرية يتم نقلها عبر شحنات بنظام تبريد معطل في ظروف غير لائقة ودون إتباع للإجراءات والبرتوكول البيئي في التخلص منها.
وحسب تصريح المكلف بالإعلام بالمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة، المساعد، فريد كرميش، أمس، فقد نفذ أفراد الفرقة العملية بدقة، على إثر استغلال معلومات مكنت من رصد وتتبع شاحنة تحمل شعار نفايات خاصة خطرة وبعد تفتيش الشاحنة ومراقبتها، تبين أنها محملة بنفايات أنشطة علاجية يتم نقلها برخصة منتهية الصلاحية وبنظام تبريد معطل.
ووفقا للمتحدث، فإن التحقيق الفوري والتنقل إلى مكان المنشأة، أفضى إلى معاينة براميل مبيدات حشرية منتهية الصلاحية مستلمة من إحدى المؤسسات، رغم أنها لا تندرج ضمن قائمة النفايات المعتمدة للجمع، مع معاينة أكوام من النفايات دون مراعاة القوانين المتعلقة بتسييرها ومراقبتها، كما تمت معاينة عدة شاحنات مركونة في محيط المنشأة، تبين أن إحداها محملة بأعضاء بشرية متمثلة في مشيمة تم جلبها من إحدى المؤسسات الاستشفائية خارج ولاية عنابة. وأضاف، كرميش، أنه ومواصلة للتحقيق وبعد اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة، تم تمديد الاختصاص إلى ولاية مجاورة، لغرض معاينة موقع رمي النفايات العلاجية الخاصة بالمؤسسة محل التحقيق، حيث تم التأكد حقيقة من أن النفايات المتواجدة بمركز الردم غير معالجة، حيث فتحت فرقة حماية البيئة للدرك الوطني بعنابة، تحقيقا معمقا في القضية وموافاة الجهات القضائية المختصة بالملف الكامل للقضية، حيث تتعلق التجاوزات باستغلال منشأة لمعالجة النفايات دون التقيد بالأحكام القانونية المنظمة، خلط النفايات الخاصة الخطيرة مع النفايات الأخرى ومخالفة المراسيم والقرارات المتعلقة بنقل النفايات الخاصة الخطرة، مع انعدام نظام التبريد في الشاحنات ورخصة نقل المواد الخاصة الخطرة غير سارية المفعول. وتتعلق التجاوزات التي رصدتها مصالح الدرك الوطني، بمخالفة المراسيم والقرارات التي تحدد كيفيات تسير نفايات النشاطات العلاجية (معالجة النفايات المتكونة من أعضاء جسدية متمثلة في مشيمة) ومخالفة الأحكام والمراسيم والقرارات المتعلقة بمواصفات محلات تجميع النفايات العلاجية (انعدام غرفة التبريد لتخزين النفايات العلاجية قبل معالجتها)، أيضا مخالفة الأحكام والمراسيم والقرارات المتعلقة بتسيير النفايات العلاجية وعدم تقديم شهادة القبول التي تحدد نوعية النفايات العلاجية التي تستقبل الوحدة لكل مؤسسة صحية متعاقدة مع الوحدة المعالجة (استقبال مبيدات حشرية منتهية الصلاحية).
وفي سياق متصل، عالجت ذات المصالح قبل فترة، قضية مماثلة تتعلق، بوجود نفايات طبيبة خطيرة على الصحة العامة، مرمية بقرية دراجي رجم في بلدية سيدي عمار، تخلصت منها عيادة خاصة، قبل وصولها لوحدة مختصة في معالجة النفايات، بيّنت التحريات أنها تتواجد داخل مستثمرة فلاحية، تنشط بطريقة غير قانونية بعد سحب رخصة النشاط. وتسجل المصالح المختصة، تجاوزات تتعلق بالتخلص من النفايات الطبية، باعتبار ولاية عنابة يتواجد بها عدد كبير من المصحات الخاصة، بالإضافة إلى المستشفيات الجامعية التي سجل بها في فترة سابقة، تكدس خطير للنفايات الطبية، وصل إلى نحو 500 طن، ما استدعى تحرك وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، لجمع ونقل وحرق النفايات المتراكمة منذ 6 سنوات.
وعلى إثر تسجيل مشكل في التخلص من النفايات الطبية، استفاد المستشفى الجامعي بعنابة، من مستودع مجهز بمعدات متطورة مطابقة للمواصفات العالمية، للتخلص من النفايات الطبيبة على مستوى 5 مستشفيات جامعية متخصصة.
وعملت مصالح الوزارة على تحويل عنابة إلى قطب جهوي لمعالجة النفايات الطبية، عن طريق تدعيم مستودع جمع نفايات نشاطات العلاج بالمستشفى الجامعي بوحدة جديدة، لاستقبال النفايات الطبية بالولايات المجاورة، بما فيها نفايات المصحات الخاصة، من أجل فرزها وإتلافها بطرق حديثة، حفاظا على صحة المواطن والبيئة، كما تحرص ذات المصالح على ضرورة تقيد المصحات الخاصة باتفاقية جمع النفايات بمراكز الجمع العمومية وعدم التخلص منها بشكل فردي وفي حال ثبوت مخالفة التعليمات يتعرض المخالفون لعقوبات قاسية.
حسين دريدح