جددت جامعة 8 ماي 1945 بقالمة اتفاقية تعاون مع مركب الدراجات و الدراجات النارية و تطبيقاتها (سيكما) تهدف إلى تدريب طلبة الميكانيك و تخصصات أخرى و تطوير الإنتاج من خلال البحث و تقديم الأفكار المجدية، لإنقاذ المركب العملاق الذي يعاني من الركود و الانهيار المالي منذ عدة سنوات.
و في هذا الإطار استقبل مدير الجامعة البروفيسور محمود دبابش خلال الساعات الماضية الرئيس المدير العام للمركب، و رئيس مشروع للبحث و التطوير، لتجديد الاتفاقية بين المؤسستين ومناقشة سبل تعاون جديدة تفتح آفاقا جديدة أمام الطلبة و الباحثين من جامعة قالمة.
و حسب بيان الجامعة فإن اتفاقية التعاون أثمرت لجنة مشتركة تضم عدة قطاعات وأساتذة و باحثين من مخابر الهندسة الميكانيكية بالجامعة.
و تأتي هذه الخطوة تماشيا مع برنامج رئاسة الجمهورية و وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حول تفعيل دور الجامعة كحاضنة للابتكار، وربطها بالمتطلبات الاقتصادية والتكنولوجية الحديثة، و تثمين مخرجات التعليم العالي والبحث العلمي، و تحويل المعرفة والابتكار إلى منتجات وخدمات قابلة للتسويق و إنشاء الثروة و مناصب العمل.
و كان مركب الدراجات و الدراجات النارية و تطبيقاتها، قد أبرم اتفاقا مع جامعة 8 ماي 1945 قبل 7 سنوات تقريبا، لتطوير دراجة نارية من نوع «سكوتار»، لكن المشروع لم يتحقق
على أرض الواقع حتى الآن بسبب عقبات كبيرة بينها التمويل.
و تأتي خطوة إعادة بعث هذه الاتفاقية من جديد كبادرة أمل للاستفادة من البحث العلمي لإنتاج أنواع جديدة من الدراجات النارية و فتح مجال للمنافسة و التسويق و إنعاش خزينة المركب و إنشاء مناصب عمل جديدة.
و يعيش مركب الدراجات بقالمة، على طلبات الدوائر الوزارية التي تستعمل منتجات سيكما مثل مديريات البريد و مديريات الشؤون الاجتماعية و قطاعات أخرى تستعمل بعض أنواع الدراجات الموجهة للنشاطات التجارية و الحرفية و ذوي الاحتياجات الخاصة.
و قد دخل المركب مرحلة الإنتاج في بداية السبعينيات، بتعداد تجاوز الألف عامل و قدرة إنتاجية كبيرة غطت السوق الوطنية بالدراجات الهوائية و الدراجات النارية الصغيرة و كانت دائرة التطوير بالمركب، تعمل على مواكبة السوق الوطنية و مواجهة المنافسة الأجنبية، من خلال برامج التطوير المتواصلة و بعد أن تراجع الاهتمام بهذه الدائرة التي كانت تضم خيرة المهندسين، توقف مشروع التطوير و بقي الإنتاج القديم سائدا لعدة سنوات، مما أدى إلى تراجع المبيعات و بداية مرحلة العجز المالي و الركود و إعادة الهيكلة و الإعانات المالية و تراكم الديون و تسريح الموظفين، و كاد عملاق الدراجات النارية أن يتحول إلى هيكل بلا روح و هو ينتظر اليوم شراكة حقيقية تعيده إلى الحياة من جديد بمنتوج تكنولوجي متطور.
و تتوفر جامعة قالمة على مخابر متطورة في مجال الميكانيك و الإليكتروميكانيك و كوادر بشرية يعول عليها كثيرا في مشروع التطوير بمركب سيكما، الذي انتظر سنوات طويلة للخروج من الأزمة، من خلال مساعي البحث عن شركاء وطنيين و أجانب، بينهم الصينيون الذين يعتزمون الدخول في شراكة مع سيكما عن طريق المناولة .
فريد.غ