الجزائر (0 ) – غانا(1)


تلقى المنتخب الجزائري هزيمة صعبة الهضم أمام نظيره الغاني في إطار الجولة الثانية من «كان 2015»، رغم أن آداء الخضر تحسن نسبيا مقارنة بما كان عليه في المباراة الأولى، خاصة على مستوى التغطية الدفاعية، لكن التأثر بالعوامل المناخية بدا جليا على بوقرة و رفاقه، بدليل تراجع المجهود البدني في الشوط الثاني، و لو أن التعادل كان سيد الموقف إلى غاية الأنفاس الأخيرة، حيث سارت المباراة على وقع «سيناريو» قاتل، لما نجح أصامواه جيان في التفوق في ثنائيته مع مجاني و القذف من زاوية شبه ميتة، لكن النتيجة كانت الهدف الوحيد لمنتخب غانا، و الذي خطف النقاط.
اللقاء عرف إنطلاقة حذرة من الجانبين، بمحاولة كل طرف السيطرة على منطقة وسط الميدان، و لو أن الناخب الوطني كريستيان غوركوف عمد إلى توجيه بن طالب نحو مهام دفاعية لمساعدة غولام على الجهة اليسرى، على إعتبار أن الغانيين بنوا كامل هجماتهم على الرواق الأيسر، حيث كان أفول كثير النشاط، لكن أول فرصة تستحق الذكر في المباراة كانت لبراهيمي في الدقيقة السادسة، إثر خطأ تقديري من الحارس رزاق برايما.
و الملفت للإنتباه أن الشوط الأول ميزه الإندفاع البدني الكبير و الصراعات الثنائية على الكرة في الدائرة المركزية، و ذلك بإعتماد غوركوف على كل من تايدر و لحسن في الإسترجاع، مع ترك المناورة في الخط الأمامي لبلفوضيل الذي وجد نفسه معزولا وسط الدفاع الغاني، في ظل تكفل فغولي و براهيمي بصنع اللعب و تشديد الخناق على المنافس في وسط الميدان، لتعرف الدقيقة 19 إهدار بن طالب لهدف محقق بعد عمل جبار قام به ماندي على الجهة اليمنى ختمه بتمريرة عرضية صوب بن طالب الذي كان في وضعية مناسبة لهز الشباك، إلا أن قذفته مرت جانبية.
بالموازاة مع ذلك فقد حاول منتخب غانا التكثيف من العمل على الجهة اليسرى، و الإعتماد على الفتحات العرضية، لكن تواجد بوقرة بخبرته و كذا مجاني بقوته أبقى جيان دون نشاط طيلة الشوط الأول
مع بداية المرحلة الثانية إرتسمت معالم تفوق الغانيين، خاصة بعد دخول واكاسو الذي كان بمثابة «الدينامو» في خط وسط ميدان غانا، و قد كان الشقيقان أيو أن يصنعان هدفا من عمل ثنائي بينهما لولا أن كرة جوردان بالكعب مرت جانبية، في الوقت الذي حاول فيه غوركوف تفعيل مردود القاطرة الأمامية بإقحام سليماني، لكن الخطورة كانت مرة أخرى من بن طالب الذي أهدر فرصة هدف محقق في الدقيقة 44 بعد عمل جماعي غير أن قذفته جانبت إطار المرمى بقليل.
إلى ذلك فقد بدت مؤشرات التراجع البدني للعناصر الوطنية و تأثرها بالعوامل المناخية، في حين كان الغانيون ينوعون من بناء هجماتهم سواء بحثا عن المرتدات على الرواق الأيسر أو الكرات الثابتة، الأمر الذي زاد من إرهاق الدفاع الجزائري، لكن بوقرة وظف خبرته الطويلة في الكثير من المناسبات في الصراعات الثنائية، الأمر الذي جعل الجميع يعتقد بأن المباراة ستنتهي بالتعادل السلبي، لكن و لما كان الحكم المالي كوليبالي يتأهب لإطلاق صافرة النهاية قاد المنتخب الجزائري حملة هجومية مرتدة أخفق على إثرها سليماني في التسجيل، ليبعد الغانيون الكرة بتمريرة طويلة نحو منطقة «الخضر» حيث كان النجم أصامواه جيان تحت مراقبة مجاني، لكن الصراع بينهما إمتد على مسافة بلغت منطقة العمليات، أين تخلص جيان من المراقبة و سدد في الزاوية البعيدة مخادعا الحارس مبولحي و موجها سهما قاتلا في قلوب كل الجزائريين، لأنه خطف نقطة التعادل من التشكيلة الوطنية في «سيناريو» دراماتيكي.
هذه النتيجة أخلطت حسابات الجزائريين، و وضعت الخضر أمام حتمية الفوز في اللقاء الثالث أمام السنغال لضمان التأهل رسميا بعيدا عن أية معطيات تتعلق بباقي المنتخبات  
ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى