أجمع خبراء وأصحاب مشاريع مبتكرة، أمس، في المؤتمر الوطني للحاضنات ومسرعات المؤسسات الناشئة بعنابة، بأن مناخ الاستثمار وإنشاء المؤسسات الناشئة، تجاوز إطار خلق قوانين تنظيمية، وتوفير مؤسسات للمرافقة ومقرات لاحتضان الشباب المقاول وحاملي الأفكار المبتكرة، بعد تحقق قفزة نوعية، وهو ما يستدعي– حسبهم- تلبية المتطلبات الراهنة،  ذات الصلة بتأطير الخبراء في الميدان، وكذا إيجاد صيغ للتمويل.
وأوضح رئيس لجنة تنظيم عمليات البورصة و مراقبتها"كوصوب"يوسف بوزنادة، في كلمته خلال فعاليات المؤتمر الوطني للحاضنات ومسرعات المؤسسات الناشئة بفندق سيبوس الدولي، والمنظم من قبل مُسرعة وحاضنة الشركات الناشئة بالشراكة مع مركز الابتكار، بأن أصحاب المؤسسات الناشئة يبحثون عن آليات للتمويل البديل خارج البنوك، وتماشيا مع التطورات الحاصلة في الميدان، حيث عملت لجنة تنظيم عمليات البورصة، تطبيقا لتوجيهات وزارة المالية، على إجراء تعديلات على القوانين وتحيين بعضها في قوانين المالية الأخيرة، والتي سمحت بإنشاء منصات رقمية، للتمويل التساهمي لفائدة المؤسسات الناشئة، والتي تسمح بالربط المباشر بينها وبين المستثمرين الراغبين في توفير الموارد المالية، وذلك بهدف دعم المبادرات المقاولاتية. وأضاف بأن المنصة تسمح باستفادة أكبر فئة من الجمهور من التمويل التساهمي من خلال منصات رقمية، عبر الاتصال المباشر والشفاف بين الشركات الناشئة التي تسعى إلى التمويل، والمستثمرين الراغبين في توفير هذه الموارد المالية. وأفاد المتحدث، بأن التطور الذي تشهده المقاولاتية في الجزائر فرض إيجاد صيغ تمويل تتلاءم مع خصوصية المؤسسات الناشئة والمبتكرة ومن بينها التمويل التساهمي. وأوضح بوزنادة بأن التمويل بشكل عام يعد مشكل تواجهه معظم المؤسسات الناشئة، لا سيما لدى البنوك التي تشترط توفير ضمانات لا تتحملها الشركات حديثة النشأة، حيث يُمكن التمويل التساهمي الذي كرسه قانون المالية الشركات من جمع الأموال من الجمهور عبر منصة رقمية، وتعتبر طريقة التمويل هذه مناسبة بشكل خاص للمشاريع المبتكرة وللمؤسسات الناشئة أو المشاريع ذات التأثير الاجتماعي .
في ذات السياق أشار بوزنادة، إلى أن المؤسسات الناشئة تحتاج أيضا، للتأطير من قبل الخبراء وكذا رواد الأعمال في مجال الابتكار، وتبسيط الإجراءات وشرح القوانين، بهدف التقليل من المخاطر، بالإضافة التي تسهيل التواصل مع الشركات وحاملي المشاريع، وإصغاء الحاضنات والمسرعات لحاملي المشاريع.
من جهته كشف كريم بروري ممثل وزير اقتصاد المعرفة وعضو اللجنة الوطنية لمنح علامة مؤسسة ناشئة، بأن الوزارة أحصت على المستوى الوطني 100 حاضنة للمؤسسات الناشئة، مثمنا الاهتمام بإنشاء المؤسسات الناشئة عبر كامل التراب الوطني، وبالأخص بشرق البلاد، حيث تحولت عنابة إلى قطب في إنشاء حاضنات للابتكار، وكذا تواجد مؤسسات ناشئة رائدة وطنيا ودوليا على غرار مؤسسة " وجيز" التي اقتحمت السوق الافريقية، بعدة دول على غرار السينغال ونيجيريا.
 كما نشط بروري ورشة أبرز فيها واقع المقاولاتية في الجزائر، والتطور الذي تعرفه وكذا العوائق التي تواجه الشباب المقاول، وكيفية تجاوزها، بقراءات متعددة.  
كما عرض المؤسس والرئيس التنفيذي لوجيز تكنولوجيز،محمد صالح تراب، تجربة تأسيس "فود بييبر" سابقا لتصبح الآن "وجيز"، حيث استغل كفاءته في تطوير المواقع الالكترونية، في إنشاء منصة لتوصيل وطلب الطعام من المطاعم، لتستطيع فرض مكانتها جهويا و وطنيا، واستثمار التجربة في عدة دول افريقية، كما أكد على ضرورة حصول الشباب المقاول على المرافقة والتأطير، لأن توفير ظروف العمل من معدات ومقر لا تكفي.
من جهته أكد الخبير الفرنسي، نيكولاس كولين رائد أعمال، مؤسس شريك في" دو فملي"، ومؤلف لعدة أعمال و كاتب مقالات حول الاقتصاد الرقميأ، أن المؤسسات الناشئة يجب أن تحظى بالمرافقة، وتوفير الجو الملائم ، وفي السياق عرض تجارب حول العالم في استحداث مؤسسات ناشئة.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى