حول جيش الاحتلال الصهيوني مستشفيات غزة إلى مقابر جماعية، وتكشفت جرائم المحتل في المستشفيات مع عثور مصالح الدفاع المدني بشكل شبه يومي على عشرات الجثامين لشهداء أعدمهم المحتل أثناء اقتحام عدد من مستشفيات القطاع قبل أن ينسحب منها، وكشف في هذا الإطار مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن ارتفاع حصيلة جثامين الشهداء الذين تم العثور عليهم في باحات مستشفى ناصر بخانيونس إلى 280 شهيدا، كما لا يزال المئات من المواطنين في عداد المفقودين، ويرجح حسب نفس المصدر  أن يكونوا في عداد الشهداء، وقام الاحتلال بمواراتهم بالجرافات في مقابر جماعية لا تزال مجهولة.
وقبل جريمة مستشفى ناصر كان جيش الاحتلال قد ارتكب مذبحة مماثلة في مجمع الشفاء منذ أسابيع قليلة، حيث عاث جنود الاحتلال فسادا وخرابا في هذا المستشفى المدني الذي لجأ إليه آلاف النازحين بحثا عن الأمن، لكن المحتل لاحقهم وارتكب في حقهم مجازر مروعة، وتشير تقديرات المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان إلى أن عدد الضحايا في مستشفى الشفاء قد يصل إلى 1500 شهيد، وأغلب الشهداء سواء في مستشفى ناصر أو الشفاء أعدمهم جيش الاحتلال بدم بارد ونكل بجثثهم، ومن بينهم أطفال ونساء، كما تحدث مدير المكتب الإعلامي في غزة عن استخدام جيش الاحتلال مواد كيماوية ضد المدنيين، مشيرا إلى أن جثامين بعض الشهداء تحولت إلى رماد ولم يبق منها شيء. ومنذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة وضع الاحتلال المستشفيات ضمن أولويات أهدافه رغم أنها كانت مكتظة بالنازحين الذين لجأوا إليها بحثا عن الأمن المفقود في منازلهم، ورغم أن الاحتلال لم يتمكن من تقديم دليل واحد يثبت أن المستشفيات استخدمت لأغراض عسكرية من طرف المقاومة، إلا أنه واصل تدميرها وارتكب مذابح مروعة لم يتكشف الكثير منها لحد الساعة، وقبل أن يقتحمها المحتل كان قد استهدف عددا منها بالقصف الصاروخي، ومنها مستشفى المعمداني شمال القطاع الذي ارتكب فيه الاحتلال مجزرة بشعة وسط النازحين الذين لجأوا إليه في الأسابيع الأولى للعدوان، راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد ومئات المصابين.
وتعكس هذه الممارسات البشعة ضد المدنيين في مستشفيات قطاع غزة نية الكيان الصهيوني الخبيثة لتدمير المنظومة الصحية بشكل كامل في إطار تنفيذ مخططاته الإجرامية لجعل قطاع غزة غير قابل للحياة وتهجير جميع سكانه قسريا، وكشفت في هذا الإطار تقارير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن تدمير الاحتلال 153 مرفقا صحيا بالقطاع، منها 32 مستشفى خرجت كلها عن الخدمة، وكان من بينها مجمع الشفاء الذي يعد أحد أكبر المستشفيات في فلسطين، ويعود تاريخ إنجازه إلى ثلاثينات القرن الماضي، وخرب الاحتلال جميع محتويات ودمر أجهزته و جميع هياكله، وحوله إلى خراب.
ورغم كل هذه الجرائم التي ترتكب في المستشفيات بقطاع غزة وحرب الإبادة التي يمارسها الاحتلال ضد النازحين والطواقم الطبية، إلا أن المجتمع الدولي لم يحرك ساكنا أمام هذه الجرائم، ولا يعلو صوته عن بعض البيانات والتقارير التي لا تغير من واقع الحال شيئا، وبالمقابل يواصل الاحتلال ارتكاب المزيد من الجرائم، ورفع في الأيام الأخيرة من سقف التهديدات بنقل العدوان إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة المكتظة بالنازحين بعد أن أمرهم المحتل بالهجرة نحوها باعتبار أنها منطقة آمنة، وتشير التقديرات إلى أن مدينة رفح التي تعد أصغر المدن في قطاع غزة يتواجد فيها حوالي 1.4 مليون نسمة، كما كثف الاحتلال خلال الأيام الأخيرة من قصف المدنيين في هذه المدينة، وارتفعت نبرة التهديدات من طرف المسؤولين السياسيين والعسكريين الصهاينة بنقل العدوان إلى رفح، رغم التحذيرات الدولية والأممية من خطورة هذه الخطوة على المدنيين، خصوصا وأن أي عدوان على رفح سيخلف آلاف الشهداء والمصابين من المدنيين الذين يتواجدون في كل شبر من هذه المدينة الصغيرة، وحذرت في هذا الإطار وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس من تنفيذ الاحتلال لوعوده باجتياح محافظة رفح، وأكدت بأن ذلك سيؤدي إلى القضاء على القليل المتبقي من منظومة العمل الصحي وحرمان السكان من أي خدمات صحية، بالإضافة إلى تعرض المئات من السكان لخطر الموت.
وفي سياق تطورات الوضع الميداني في غزة كشفت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتكاب جيش الاحتلال 6 مجازر خلال 24 ساعة الأخيرة راح ضحيتها 54 شهيدا و104 مصابين، ليرتفع عدد ضحايا العدوان إلى 34151 شهيدا و77084 مصابا منذ السابع أكتوبر الماضي.                           نورالدين ع

الرجوع إلى الأعلى