بدوي يتفقد مركز الاستقبال و يأمر بتعجيل إعادة إيواء المتضررين
هلك 18 رعية أفريقية بينهم طفلان، كما أُصيب 43 شخصًا، بينهم 7 وصفت حالاتهم بالخطرة، إثر اندلاع حريق مهول في مخيم يأوي اللاجئين الأفارقة بولاية ورقلة، متبوع بانفجار قارورات للغاز، وتم تشكيل خلية أزمة على مستوى ولاية ورقلة مع اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لترحيل بقية الرعايا من المركز محل الحادثة و الذي كان يضم حوالي 200رعية.
خلف حريق اندلع فجر الثلاثاء بمركز استقبال رعايا أفارقة بمدينة ورقلة وفاة 18 شخصا من جنسيات مختلفة. وقد تدخلت فرق للحماية المدنية فور وقوع الحادث لإجلاء الضحايا فيما فتح تحقيق من قبل الشرطة العلمية للأمن الولائي لتحديد الأسباب الحقيقية للحادث، حيث قالت مصادر محلية، بان الحريق جاء عقب شرارة كهربائية، فيما تم تشكيل خلية أزمة على مستوى وزارة الشؤون الخارجية على تنسيق عملها مع مجموع المؤسسات الوطنية المعنية على إثر هذا الحريق.
كما خلف الحادث إصابة 43 آخرين بجروح منهم المصابون بحروق من مختلف الدرجات، وقال مدير مستشفى محمد بوضياف بورقلة، أن إصابة 7 منهم معقدة، مشيرا بان اغلب المصابين تمكنوا من مغادرة المستشفى بعد تلقيهم العلاج، وقال بان اغلب الإصابات لم تكن نتيجة الحروق، بل جاءت بسبب حالة التدافع والهلع التي انتابت المهاجرين المتواجدين داخل المركز لحظة اندلاع الحريق.
وسارعت مصالح الأمن والحمالة المدنية لإجلاء كل اللاجئين من المخيم، غير أن انفجار 7 قارورات غاز صعّب من مهمة أعوان الحماية، و في هذا الصدد أوضح المدير الولائي للحماية المدنية المقدم كريم زيدان أن الحريق اندلع في مركز اللاجئين الأجانب على مستوى مدينة ورقلة و قد خلف 18 ضحية و حوالي 40 جريح بمختلف الإصابات. و أضاف أنه تم إجلاء كل الرعايا المتواجدين بالمخيم، مشيرا أن العملية صعّبتها إنفجارات قارورات الغاز، وقال بأنّ الجرحى تختلف درجة خطورة إصابتهم حسب الحالات.
وسارعت السلطات المحلية إلى تشكيل خلية أزمة لمتابعة الوضع، وتضم هذه الخلية التي يترأسها والي الولاية، عدد من المسؤولين الولائيين المعنيين، وقامت اللجنة بمعاينة موقع جديد لاستقبال الرعايا الأفارقة يتواجد على مستوى حي عتبة بضواحي مدينة ورقلة، الذي يقوم حاليا بتقديم وجبات غذائية لفائدة الرعايا الأفارقة المقيمين بهذا المركز الذي تم افتتاحه سنة 2014.
وقد تفقد وزير الداخلية و الجماعات المحلية، نور الدين بدوي، بعد ظهر أمس و بالمناسبة حثّ بدوي الذي كان مرفوقا بكل من وزير الصحة و السكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف، و المدير العام للحماية المدنية مصطفي لهبيري، على ضرورة التكفل التام بجرحى هذا الحادث و الإسراع في إعادة إيواء المتضررين في مركز جديد بمدينة ورقلة.
كما أشاد وزير الداخلية والجماعات المحلية بسرعة تدخل أعوان الحماية المدنية مما مكن من تجنّب وقوع المزيد من الضحايا.
ونوّه بدوي في نفس الوقت،بالهبة التضامنية لسكان مدينة ورقلة الذين سارعوا بدورهم إلى تقديم يد المساعدة التي شملت مواد غذائية وأغطية وأفرشة، مؤكدا بأن ذلك ليس بالشيء الغريب عن الشعب الجزائري المعروف بالشيم النبيلة و كرم الضيافة.
 الخارجية تتحرى جنسيات الضحايا
وأفاد بيان لوزارة الخارجية، أنه تم تنصيب خلية أزمة على مستوى الوزارة تشرف على تنسيق عملها مع مجموع المؤسسات الوطنية المعنية على إثر الحريق الذي شب بمركز استقبال رعايا أفارقة، و أشارت وزارة الشؤون الخارجية إلى أن «خلية الأزمة لوزارة الشؤون الخارجية التي تعمل على قدم و ساق منذ الإعلان عن الحادث تنسق عملها مع مجموع المؤسسات الوطنية المعنية لمتابعة تطور الوضع و التعرف على هوية الضحايا».
و جاء في البيان أن وزارة الشؤون الخارجية  «تنوه بفعالية و احترافية المصالح المختصة لوزارة الداخلية و الجماعات المحلية لا سيما أعوان الحماية المدنية الذين تمكنوا من إخماد الحريق بسرعة مما سمح بإنقاذ حياة العديد من الرعايا». و كما تقدمت وزارة الخارجية تعازيها لعائلات الضحايا معربة عن تضامنها مع حكومات بلدانهم.
   

 خلية أزمة و نقل باقي اللاجئين الأفارقة إلى مراكز أخرى
من جانبها أكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، أن الأسباب الأولية المتوصل إليها حول حادثة وفاة 18 رعية إفريقية بينهم طفلين في مركز اللاجئين بولاية ورقلة، تعود إلى اندلاع حريق مهول متبوع بانفجار قارورات غاز تستخدم لتحضير الطعام. و قالت بن حبيلس لدى حلولها ضيفة على برنامج «ضيف الصباح» على القناة الأولى، إنه تم تسجيل 27 جريحا لا زالوا على مستوى المستشفيات، كما تم تشكيل خلية أزمة على مستوى ولاية ورقلة مع اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لترحيل بقية الرعايا من المركز محل الحادثة و الذي كان يضم حوالي 200 رعية.
و ذكرت أن الهلال الأحمر الجزائري بالتنسيق مع السلطات العمومية قد كثف من عمليات التّحسيس مع حلول فصل الشتاء لحث الرعايا على اللجوء إلى المراكز المخصصة لإيوائهم في الجنوب. و قالت إن الحكومة الجزائرية لم تستعمل البتة سياسة القوة لإجبار اللاجئين على المكوث في المراكز المخصصة لهم،بالنظر إلى طبيعة و نمط حياة الأفارقة حيث اعتادوا التنقل باستمرار إلى أماكن مختلفة، غير أن الهلال الأحمر والسلطات العمومية يعملان باستمرار على تحسيسهم بمخاطر تواجدهم في الشوارع و المبيت في العراء و التعرض لمخاطر الحوادث و الأمراض بسبب برودة فصل الشتاء.
وفي السياق ذكرت المتحدثة انه تم ترحيل أكثر من خمسة آلاف رعية في ظروف جيدة و لا تزال العملية جارية وفق الشروط المعمول بها دوليا. و ذكرت أن عمليات الترحيل في الفترة الحالية تخص الرّعايا النيجيريين استجابة إلى طلب من حكومتهم، وانه تم الشروع في ترحيل 600 رعية نيجيري من بلدية الدار البيضاء بالجزائر، على أن يتم التكفل بالباقين تباعا.
 أنيس ن

الرجوع إلى الأعلى