أعلى نسبة نجاح سجلت بشعبة الرياضيات بنسبة 63.26 في المئة
أعلنت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، أمس الثلاثاء، أن نسبة النجاح في شهادة البكالوريا 2016 بلغت  49.79 في المئة، مسجلة تراجعا مقارنة بالسنة الماضية بـ 2 في المئة، جراء التسريبات التي طالت هذه الامتحانات، والتي أدت إلى تراجع نسبة النجاح، مثلما أكدت الوزيرة، فضلا عن التأثير السلبي للمواضيع المزيفة التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، التي شتت تركيز المترشحين.
وكشفت الوزيرة في حصة «ضيف التحرير» للقناة الإذاعية الثالثة، بأن أعلى نسبة نجاح سجلت بشعبة الرياضيات بنسبة 63.26 في المائة، ثم شعبة الآداب واللغات بنسبة 56.09 في المائة، مبررة تراجع نسبة النجاح التي بلغت السنة الماضية 51.36 في المائة، رغم استقرار الموسم الدراسي، بظاهرة التسريبات التي طالت مواد عدد من التخصصات، ووصفتها بالعمل الإجرامي، الذي كان يهدف حسبها إلى زعزعة ثقة وتركيز التلاميذ، الذين اطلعوا أمس بداية من الساعة الثامنة مساء، على نتائج شهادة البكالوريا عبر الموقع الرسمي للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، موضحة أن نسبة النجاح لدى المترشحين الأحرار بلغت 33.7 في المائة، مع العلم أن العدد الإجمالي للمترشحين بلغ 818 ألف و515 مترشحا، من بينهم 549 ألف و593 متمدرسا، و268 ألف و925 مترشحا حرا.
تنظيم دورة جزئية في ظرف 15 يوما كان تحديا حقيقيا
وقالت الوزيرة إن قطاعها عاش ظروفا استثنائية وصعبة، بسبب الاضطرار إلى تنظيم دورة جزئية غير مسبوقة، نتيجة تسريب مواضيع الامتحانات الخاصة ببعض الشعب في الدورة العادية التي جرت ما بين 29 ماي و2 جوان الماضيين، و هو ما مثل تحديا حقيقيا، مفسرة تراجع نسبة النجاح هذا العام، بكون العديد من التلاميذ الذين شاركوا في الدورة الاستثنائية، قضوا الليالي في مراجعة حلول غير حقيقية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما أفقدهم التركيز بعد أن أصابهم التعب، معتقدة بأن هذا من شأنه أن يكون بمثابة درس لكافة المجتمع.
و قالت الوزيرة، أن التحقيق متواصل لتحديد المسؤولين عن هذه الوضعية التي أضرت بكل المجتمع، مما أضحى يستلزم ضرورة مرافقة التلاميذ ليعتمدوا على أنفسهم أكثر، حتى لا يقعوا في مواقف مماثلة، تسعى إلى تشتيت تركيزهم، بسبب انشغال التلاميذ في اللهث وراء ما كان ينشر من مواضيع مزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، عوض الاعتماد على أنفسهم والاهتمام بمراجعة الدروس.
ونفت بن غبريط، حدوث أي تسريب في البكالوريا الجزئية التي شارك فيها 555 ألف مترشح، معظمهم تخصص علوم تجريبية، والتي نظمت بين 19 و23 جوان الماضي، داعية من يقول عكس ذلك إلى تقديم الدليل، موضحة أن التنسيق مع السلطات الأمنية، فضلا عن تجنّد جميع موظفي القطاع، مكّن من تنظيم البكالوريا الجزئية في ظرف 15 يوما وفي أحسن الظروف، كما أن إعادة إجراء بعض المواد التي ثبت تسريب المواضيع الخاصة بها، أظهر قدرة الدولة على اتخاذ القرار الصائب في ظرف قياسي، تم خلاله أيضا تجنيد كافة موظفي القطاع، وكذا الجماعات المحلية والجهات الأمنية، وأيضا المفتشين الذين التحقوا بالديوان الوطني للامتحانات والمسابقات لتحرير المواضيع، من أجل تنظيم الدورة الجزئية، وهذا يعني أن الدولة ما تزال في كامل قوتها،بحسب تعبيرها، موجهة شكرها لكل من ساهم في إنجاح الدورة الاستثنائية.
تقليص امتحانات البكالوريا إلى ثلاثة أيام و إدراج البطاقة التقييمية  في 2017
وأشارت الوزيرة إلى أن اللجنة التي نصبت منذ سنة تقريبا، على مستوى الوزارة والتي تعمل بالتنسيق مع الشركاء الاجتماعيين، تمخض عنها مجموعة من المقترحات، في ظل اتفاق الجميع على ضرورة تقليص عدد أيام إجراء امتحانات البكالوريا، وفي هذا الصدد تلقت الوزارة وجهات نظر عدة منها، تقليص البكالوريا إلى ثلاثة أيام، مع جعل بعض المواد اختيارية، كالاختيار ما بين اللغات الأجنبية بالنسبة للشعب التي تعد فيها هذه المواد غير أساسية، كما أجمع أعضاء اللجنة على انتقاد طبيعة شهادة البكالوريا، باعتبارها شهادة عامة، بسبب إدراج مواد أساسية وثانوية في هذه الامتحانات، وأعطت على سبيل المثال شعبة الرياضيات التي يبلغ مجوع المعاملات فيها 30، من بينها 23 للمواد الأساسية، و17 للمواد الثانوية، مما يعني أن الطالب بإمكانه أن يحصل على الشهادة خارج مواد التخصص، وتعد هذه إشكالية هامة في نظرها.
واقترح أعضاء اللجنة إدراج البطاقة التركيبية، أو التقويم المستمر، للمقارنة ما بين أداء الطالب في البكالوريا وخلال أيام السنة، على أن يتم العمل بها بداية من السنة الثانية ثانوي، أي عند توجيه الطلبة إلى التخصص المطلوب، وهو ما تم الاتفاق عليه مع النقابات والأولياء، بما سيسمح بتقليص عدد الساعات المخصصة للمواد خلال امتحانات البكالوريا، وطمأنت بن غبريط بأنها منحت الوقت الكافي لمناقشة كافة المقترحات والاستماع لكل الآراء، التي سيعاد طرحها في الورشة التي تنظم غدا الخميس، مع وزارة التعليم العالي، بمشاركة باحثين وخبراء من قطاع الجامعات، على أن يتخذ القرار النهائي على مستوى مجلس الوزراء، لتطبيقه ابتداء من سنة 2017.
و استبعدت الوزيرة اللجوء مجدد إلى نظام الإنقاذ، مفضلة أن يعتمد الطالب على قدراته، ويجتهد للحصول على المعدل، كما استبعدت تنظيم بكالوريا للجنوب وأخرى للشمال، متمسكة بالطابع الوطني لهذه الامتحانات، لأن التجربة السابقة لم تكن إيجابية، معتقدة أن توحيد الامتحانات الوطنية هو مطلب كل المجتمع، موضحة أن قطاعها حرص على ضمان كل الظروف الملائمة لإنجاح هذه الشهادة، منها تجهيز كافة مراكز الإجراء بالمكيفات.
البكالوريا المهنية ستقلّص من حدة التسرّب المدرسي
واعترفت نورية بن غبريط في ذات المناسبة، بأن القطاع ما يزال بعيدا عن تحقيق نسبة نجاح بـ 70 في المائة، وفق الأهداف التي سطرها القانون التوجيهي للتربية، معتقدة بأن النتائج كان بإمكانها أن تكون أفضل، نظرا لاستقرار العام الدراسي لولا التسريبات، و قالت:» للأسف تلقينا ضربة بسبب التسريبات، التي كانت عملا إجراميا»، وفسرت الوزيرة ارتفاع نسبة النجاح في شعبة الرياضيات التي يمثل طلبتها أقلية، بنسبة لا تتجاوز 3 في المائة، من مجموع طلبة باقي الشعب، بالجهود التي بذلها التلاميذ رغم صعوبة الشعبة.
وأضافت بن غبريط، أن إدراج البكالوريا المهنية من بين المقترحات التي سيتم طرحها في لقاء يوم غد، متأسفة للأفكار المسبقة التي يحملها البعض عن التكوين المهني، مما يستلزم حسبها، تكثيف الجهود لتغيير الذهنيات، بالنظر إلى ارتفاع نسبة التسرب المدرسي، وكذا عدد المرشحين الأحرار، الذين يمثلون أكثر من 30 في المائة من مجموع المترشحين لاجتياز شهادة البكالوريا، بسبب تمسك الجميع بالحصول على البكالوريا الكلاسيكية، ورفضهم الالتحاق بالتكوين المهني، معتقدة بصفتها مختصة في علم الاجتماع، أن تمكين الطلبة من الحصول على الليسانس المهنية، ثم الماستر المهني، سيغير النظرة إلى التكوين المهني، خصوصا وأن إحصاءات وزارة التكوين المهني تؤكد أن من يتبع هذا المسار، يحصل في ظرف وجيز على منصب عمل، مما يفند كافة المعتقدات.
تجنيد 2500 مفتش لتكوين الأساتذة في البرامج الجديدة
وكشفت الوزيرة عن تجنيد 2500 مفتش لتكوين الأساتذة على البرامج الجديدة، واستعمال كتب الأنشطة والدليل المدرسي، وكذا الكتب المدرسية الجديدة، في الفترة الممتدة بين نهاية أوت وبداية شهر سبتمبر، على أن يتم ابتداء من 11 أوت المقبل توزيع كتب السنتين الأولى والثانية ابتدائي، وكذا الأولى متوسط، فضلا عن تكوين الأساتذة الجدد، خلال شهر جويلية الجاري، كما سيتم تنظيم مسابقات أخرى داخل القطاع، معتقدة أن نجاح 145 ألف مترشح في مسابقة التوظيف، من ضمن أزيد من 700 ألف مشارك، يعكس مدى مصداقية الامتحانات والصرامة في انتقاء من لديهم الكفاءة، معلنة عن إمكانية الاستعانة بالناجحين في الامتحان الكتابي، لشغل المناصب الشاغرة مستقبلا، بدل الاعتماد على المتعاقدين.
كما سيتم تنظيم مسابقة خاصة بالأسلاك المشتركة، وتتعلق بأزيد من 11 ألف منصب، فضلا عن المسابقات المهنية للترقية الداخلية لحوالي 7500 منصب خلال شهر أوت المقبل، وكذا ترقية 45 ألف أستاذ إلى أستاذ مكون وأستاذ رئيسي، في المسابقة التي ستجري شهر أكتوبر القادم.
 وبحسب الوزيرة، فإن قطاع التربية له أولوية لدى الدولة، التي تحرص على ضمان التعليم الإلزامي، من خلال تأطير الهياكل الجديدة التي سيتم استلامها، سواء من حيث الأساتذة أو الإداريين، لتخفيف ظاهرة الاكتظاظ، غير مستبعدة اللجوء إلى نظام الدوامين على مستوى بعض المناطق التي شهدت حركية سكانية.
وتعتبر بن غبريط المدارس الخاصة مكملة للقطاع العام، لذلك تتحمل الوزارة تكوين الأساتذة العاملين في المؤسسات الخاصة، لضمان الخدمة العمومية، وكذا تساوي الفرص بين جميع التلاميذ، في إطار السير نحو تحقيق مدرسة نوعية، بدليل ـ كما قالت ـ  الديناميكية التي يشهدها القطاع، وكذا الصرامة في مسابقات التوظيف، والتكوين حول البرامج الجديدة.
لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى