تنتهي مساء اليوم المهلة القانونية التي حددها المكتب الفيدرالي لإيداع ملفات الترشح، تحسبا لانتخابات رئاسة الفاف، المزمع تنظيمها يوم 20 مارس الجاري، لكن «السيسبانس» يبقى قائما بخصوص التركيبة الجديدة للطاقم الذي سيقود الاتحادية خلال العهدة الأولمبية القادمة، و ذلك في ظل العزوف الجماعي لأعضاء الجمعية العامة عن الترشح، و بقاء باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه في آخر 24 ساعة من فترة الترشيحات، سيما و أن الرئيس المنتهية عهدته محمد روراوة فضل التزام الصمت إزاء التزكية العلنية المسبقة، التي كان قد حظي بها من طرف الأغلبية الساحقة من الأعضاء الذين يحوزون على حق الانتخاب، لأن السيناريو الذي شهدته أشغال الدورة العادية المنعقدة أواخر شهر فيفري الفارط، كان بمثابة تعبيد الطريق أمام روراوة للتأكيد على نيله الثقة، ردا على الحملة التي استهدفته عقب إخفاق الخضر في دورة «كان 2017»، و بالتالي المطالبة بضرورة بقائه لعهدة ثالثة على التوالي.
تواجد روراوة بالبقاع المقدسة يطيل السيسبانس
بقاء قائمة المترشحين شاغرة، قابلته الفاف بنشر بيان عبر موقعها الرسمي، أكدت من خلاله على أن الجمعية الانتخابية ستعقد في موعدها المحدد، مع الكشف عن المخطط الذي ستتم به التغطية الإعلامية لهذا الحدث، و هو البيان الذي كان بمثابة مؤشر أولي على أن اليوم الأخير لإيداع ملفات الترشح سيعرف المفاجأة، و ذلك إما بإيداع روراوة لملفه، أو دخول فارس آخر السباق، و هي المعطيات التي من شأنها أن تضع الفاف في فراغ قانوني، كون العزوف الجماعي عن الترشح سيجبر اللجنة المكلفة بتنظيم الانتخابات إلى استغلال فرصة الجمعية العامة المبرمجة ليوم 20 مارس الحالي، لاتخاذ إجراءات جديدة، تقضي بتمديد آجال الترشح، مقابل تنصيب لجنة مؤقتة تتولى تسيير شؤون الفاف لفترة انتقالية، في ظل شغور منصب الرئيس، و انتهاء عهدة المكتب الفيدرالي.
المعلومات التي تحصلت عليها النصر من مصدر جد موثوق، تفيد بأن روراوة متواجد منذ الثلاثاء الفارط بالبقاع المقدسة، لتأدية مناسك العمرة رفقة زوجته، بعد سفرية في أدغال القارة السمراء، قادته إلى زامبيا  و السودان، و عودته إلى أرض الوطن مقررة  حسب نفس المصدر يوم الجمعة القادم، على اعتبار أنه سينتقل مباشرة إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبيبا، من أجل المشاركة في أشغال الجمعية العامة للكاف، خاصة و أنه معني بإنتخابات عضوية المكتب التنفيذي لهذه الهيئة، بعد ترشحه كممثل لمنطقة شمال إفريقيا.
و أضاف مصدرنا  بأن رئيس الفاف المنتهية عهدته، أبدى الكثير من التردد بخصوص مواصلة مهامه على رأس الفيدرالية لعهدة أخرى، و قد برر موقفه المبدئي بالمعارضة التي لقيها من أفراد أسرته، و الذين رفضوا فكرة بقائه كرئيس للإتحادية، بعد الحملة الإعلامية التي استهدفته مؤخرا، فضلا عن حالته الصحية، كونه مضطرا  لمتابعة العلاج بصورة دورية على مستوى إحدى المصحات بالعاصمة الفرنسية باريس.
و استنادا إلى نفس المصدر، فإن روراوة تحدث هاتفيا نهاية الأسبوع مع بعض الأطراف الفاعلة في الساحة الكروية الوطنية من أعضاء الجمعية العامة، و أبدى الكثير من التحفظ بخصوص فكرة ترشحه لعهدة أخرى، لأنه كان قبيل تنقله إلى زامبيا قبل 10 أيام، قد ضبط قائمة من 12 عضوا، طلب منهم إعداد ملفاتهم الإدارية تحسبا للترشح، إلا أنه ارتأى التريث و تمديد «السيسبانس»، و طلب منهم جس النبض قبل اتخاذ القرار النهائي.
و خلص مصدر النصر إلى التأكيد على أن روراوة ضبط كافة الإجراءات المتعلقة بترشحه، سيما منها الملف الإداري، و كذا القائمة التي سيراهن عليها في عهدته الثالثة على التوالي، و ترشحه قد يكون في اللحظات الأخيرة من المهلة القانونية المحددة لإيداع الملفات، مادامت القوانين المعمول بها تخول لأي مرشح لرئاسة الفاف، إيداع ملفه بواسطة الإرسال عن طريق البريد الإلكتروني، أو من خلال تفويض أحد الأعضاء من القائمة.
العايب ينفي نيته في العودة إلى رئاسة الفاف
بالموازاة مع ذلك فإن تنصيب روراوة في خانة مرشح الإجماع خلال الدورة العادية الأخيرة، كان السبب المباشر في عدول بعض الأسماء عن فكرة الترشح، و التي كانت قد راودتها فكرة منافسة روراوة قبل الجمعية العامة العادية، كما هو الحال بالنسبة لرئيس فريق إتحاد الحراش محمد العايب، الذي صرح في هذا الصدد للنصر قائلا: «لا يمكنني الحديث عن الترشح لرئاسة الإتحادية في الوقت الراهن، لأنني كنت قد ربطت ترشحي بانسحاب روراوة، و كل ما تم تداوله مؤخرا بخصوص رغبتي في العودة إلى رئاسة الاتحادية لا أساس له من الصحة، لأن قناعتي الشخصية تزكي الاستقرار، من دون الخوض في قضية شرعية الترشح و ما تمليه القوانين المعمول بها».
و في سياق ذي صلة، كانت النصر قد اتصلت أمس برئيس لجنة الترشيحات علي با عمر، و هذا للاستفسار عن جديد الترشيحات، فكان رد المعني بأهن يرفض التعليق أو الرد على سؤالنا، و ذلك بحكم التزامه بمبدأ التحفظ، مكتفيا بالتأكيد على أنه و بقية أعضاء لجنته، سيجتمعون بعد انتهاء المهلة المخصصة لإيداع ملفات الترشح، و أن الأمانة العامة للفاف هي الهيئة المخولة بتلقي الملفات طيلة المهلة القانونية.
على صعيد آخر و لئن كان «السيسبانس» يبقى قائما بخصوص المترشحين، فإن بعض الأطراف الفاعلة في الساحة الكروية الوطنية، تتحدث عن الجانب القانوني لتسيير الاتحادية إذا ما بقيت دار لقمان على حالها، و تواصل العزوف الجماعي عن الترشح، سيما و أن المادة 26 من القانون الأساسي للفاف تكشف عن لجوء المكتب الفيدرالي إلى الحالات الاستثنائية لتسيير هذه المرحلة، كون هذا النص القانوني يحدد موعد تنظيم الانتخابات بـ 60 يوما بعد انعقاد الدورة العادية، كما أن الترشيحات يجب أن تودع قبل شهر على الأقل من الموعد الانتخابي، و هي الأمور التي لم يتم أخذها بعين الاعتبار عند برمجة الدورة الإنتخابية منتصف الأسبوع القادم.                       
صالح فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى