لكل محطة أمير وقصة عنوانها الرعب    • درودكال وعناصر من كتيبة القرش احتموا بمركز الشنقيطي بتسدات
سردت امرأة تائبة قضت أكثر من 20عاما تتنقل بين الجبال العالية و المسالك الوعرة فصولا من معاناتها الطويلة لدى مثولها أمام محكمة الجنايات بجيجل في  نهاية الأسبوع كما سرد ابنها الذي ولد و نشأ و ترعرع وسط قسوة الطبيعة و الظروف بعض الذكريات العصية عن النسيان التي عاشها ، قبل أن تقرر والدته العودة إلى الحياة الطبيعية ، معلنة القطيعة مع ماض أليم. و أسفرت الجلسة عن إصدار محكمة الجنايات بجيجل، حكما أول أمس يقضي بتسليط عقوبة السجن في حق الإرهابية التائبة (ق.نورة) 37 سنة ، المكناة “أم سلمى”، لمدة ثلاث سنوات موقوفة النفاذ، فيما استفاد ابنها القاصر (غ.ع) 16 سنة من البراءة. تعود وقائع القضية إلى تاريخ 2 جوان 2017 في حدود الساعة التاسعة ليلا، أين  تسلمت مصالح القطاع العسكري بمنطقة بومديون برج الطهر بالشقفة في ولاية جيجل  المسماة (ق.نورة)، و المكناة أم سلمى، و التي كانت متزوجة من الإرهابي (غ. م)، المكنى أبو ياسر، حيث نزلت من الجبل رفقة أبنائها الثلاثة، (غ.ع)،يحي و أسامة، دون أن تحمل أي سلاح أو ذخيرة .

الإرهابية التائبة ق- نورة
  أُجبرت على الصعود إلى الجبل وابني قتل أثناء نقل المؤونة
و لدى الاستماع لأم سلمى، عند الحضور الأول، اعترفت بالتهمة المنسوبة إليها المتمثلة في جناية الانخراط في صفوف جماعة إرهابية مسلحة من شأنها بث الرعب في أوساط السكان و خلق جو من انعدام الأمن على الأشخاص، و تعريض حياتهم و حريتهم و أمنهم للخطر.
و لدى استجوابها، أكدت أنها التحقت بالجماعات الإرهابية المسلحة الناشطة بمعاقل جبال سدات في 03 أوت 1996،  نظرا للضغوطات التي كانت تتعرض لها عائلتها بمنزلها الواقع بمنطقة جيرمة بالشقفة، فقرر أخوها الإرهابي المدعو (ق.م)، المكنى سعد ، نقلها معه إلى معاقلهم ،رفقة ابنة عمها (ق.ل)، وذكرت بأنهما استقرتا بمعسكر العائلات الذي كان يحتوى على ست عائلات، و بعد حوالي شهر تزوجت بالإرهابي المدعو العمري (ا.ع) المكنى أبو عاصم، و الذي قضي عليه بعد قرابة شهر من زواجهما، دون أن تنجب معه .بعد حوالي خمسة أشهر من وفاته، تزوجت بالإرهابي المدعو (غ.م ) المكنى أبو ياسر، و تمركزت معه بمعسكر العائلات بسدات و أنجبت منه ابنها البكر( غ.ع) الذي توفي بعد شهر .
وخلال سنة 1998 انتقلت مع زوجها و عناصر المجموعة إلى معاقل العنصر، نظرا لعمليات التمشيط التي كانت تقوم بها قوات الأمن المشتركة، و مكثوا هناك حوالي خمسة أشهر، فأنجبت ابنها الثاني محمد خلال سنة2000 ، ثم عادوا إلى معاقل جبال سدات و أنجبت هناك باقي أبنائها، و في سنة 2006 وصل إلى مسامعها خبر القضاء على بعض العائلات الإرهابية بغار الغولة بسدات، من طرف عناصر الجيش الوطني الشعبي، وذلك بعد محاصرة المغارة قرابة شهر ، في ذلك الوقت انتقلت مع عائلات أخرى إلى منطقة بوثابت ببرج الطهر و هناك أنجبت أصغر أبنائها في  سنة 2011.
في أفريل 2014 بلغها مقتل ابنة أخيها الإرهابي ( ق.م )عندما كانت تقوم بنقل المؤونة من معسكر العائلات، كما  أصيب ابنها المدعو ( غ م) في كتفه ، وفي شهر ماي من نفس السنة، انتقل زوجها الإرهابي (غ.م ) من معسكر العائلات الى مكان تمركز باقي عناصر كتيبة سدات، و هناك انفجر لغم تقليدي بمنطقة الشبوطة، أدى إلى بتر مشط رجله اليسرى ، فأجرى  له الإرهابي (ل.ف) المكنى النعيم عمليتين جراحيتين.
في سبتمبر من نفس السنة، تم القضاء على ابنها(غ م ) و الإرهابي ( م.ع) بمنطقة بويوسفبسدات، لما كانا يقومان بعملية جلب المؤونة ، و في نوفمبر من نفس السنة، و نظرا لاشتداد الوضع الأمني في المنطقة ، انتقلت رفقة باقي عائلات الإرهابيين إلى معاقل إرجانة، و مكثت هناك بضعة أيام قبل أن يتم نقل زوجها إلى منطقة بوراوي بلهادف من أجل العلاج، و مكثوا هناك حوالي سنتين.
و ذكرت المتحدثة بأنه و بعد اكتشاف مركزهم من طرف صيادي المنطقة، انسحبوا إلى إحدى الشعاب الموجودة بذات المنطقة، و في أواخر شهر ماي  2016،  تنقلت مع زوجها و أولادها إلى معاقل إرجانة، و بعدها بأيام قليلة تنقل ولداها إلى منطقة بوثابت ببرج الطهر، لبناء مركز خاص إلا أن مخططهما ألغي نتيجة إلقاء القبض على الإرهابي المدعو (م.ي) المكنى أبو عمر، فقرر زوجها عدم مغادرة منطقة إرجانة لمدة 04 أشهر ، و في سبتمبر 2016 انتقلت مع زوجها و أولادها إلى معاقل بوميدون ببرج الطهر و استقروا هناك إلى غاية 2 جوان2017 ، تاريخ تسليم نفسها.
 وأضافت التائبة بأنه خلال تواجدها بمعاقل الجماعات الإرهابية التي كانت تنتمي إليها ، لم يسبق لها و أن ارتكبت أي عمل إرهابي ، لأن مهمتها كانت تنحصر في رعاية زوجها و أولادهما ، رغم أنه و خلال سنة 2014، قام أمير الكتيبة الإرهابي المقضي عليه ( ن.ن ) المكنى جليبيب بتسليح ابنها(ع.ا) ببندقية مضخية، و أرغمه على حملها، رغم عدم موافقة زوجها المكنى أبو ياسر الذي كان رافضا لهاته الفكرة تماما، و أكدت بأن ابنها لم يستعمل البندقية، ثم انتزعها والده منه و أخفاها، قبل أن يقوم والده بإعادة تسليمها الى الإرهابي الناشط المكنى (ه.أ) عضو لجنة الإعلام بكتيبة القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ، و بتاريخ 02جوان 2017  سلمت نفسها هي و أولادها المذكورين إلى عناصر الأمن الوطني بمنطقة بوميدون ببرج الطهر ،و ذلك بعد موافقة زوجها الإرهابي (غ.م).

الطفل القاصر  /غ ع/
  ولدت بجبال تسدات والإرهابي “جليبيب” أجبرني على حمل بندقية
أما المتهم الطفل القاصر (غ.ع)، فأدلى بتصريحاته بحضور مسؤوله المدني و محاميه المعين تلقائيا، فاعترف بالتهمة المنسوبة إليه و المتمثلة في الانخراط في صفوف جماعة إرهابية مسلحة من شأنها بث الرعب في أوساط السكان و خلق جو من انعدام الأمن على الأشخاص و تعريض حياتهم و حرياتهم و أمنهم و ممتلكاتهم للخطر .لدى استجوابه صرح أنه ولد بمعاقل الجماعات الإرهابية المسلحة بجبال سدات بتاريخ 15 مارس 2001 و والده هو الإرهابي المدعو ( غ.م )و والدته الإرهابية التائبة المسماة (ق.ن) ، و قد ترعرع ضمن معاقل الجماعات الإرهابية المسلحة بجبال سدات، و تحديدا بالمعسكر، رفقة  بعض عائلات باقي الإرهابيين بعيدا عن مكان تمركز باقي عناصر الكتيبة المسلحة ، و كانوا ينتقلون من حين لآخر عبر عدة معسكرات خاصة بالعائلات، بمناطق بوراوي بلهادف و إرجانة، في حال عمليات تمشيط من طرف عناصر الجيش الوطني الشعبي، وعند تواجده هناك كانوا يتلقون دروسا في الكتابة و القراءة و حفظ القرآن الكريم على يد الإرهابي (ق.ي)المكنى المثنى، الذي أوكلت له مهمة تعليمهم، نظرا لمعاناته من إعاقة على مستوى مشط رجله ، و كان من حين لآخر يذهب مع والده و بعض العناصر الإرهابية و أولادهم لجلب المؤونة المخبأة بالقرب من معسكر العائلات.  خلال سنة 2014، وقعوا في كمين لعناصر الجيش الشعبي الوطني و تم فيه القضاء على ابنة خاله الإرهابي التائب (ق.م)، المسماة (ق.أ) ،في حين تمكنوا هم من الفرار، و بعد حوالي شهر، أنشئ معسكر جديد للعائلات يسمى مركز الشبوطة بمنطقة سدات، في تلك الفترة قدم أمير التنظيم الإرهابي درودكال مع مجموعته الإرهابية من منطقة الوسط ، و كذا عناصر إرهابية تابعة لكتيبة القروش، و أقاموا بمركز الشنقيطي بسدات أيضا.
 و في شهر ماي 2014، عندما تنقل والده الإرهابي (غ.م) المكنى أبو ياسر من معسكر العائلات إلى مكان تمركز باقي عناصر الكتيبة ، انفجر لغم تقليدي بمنطقة الشبوطة فأدى إلى بتر مشط رجله الأيسر ، و في 20 سبتمبر 2014 من نفس السنة، و حينما كان مع إخوته و الإرهابي (م.ع) و تائبين، في مهمة لجلب المؤونة، وقعوا في كمين و قضي على أخيه، و على الإرهابي (م.ع) المكنى أبو حازم، فيما تمكن من الفرار دون أي مقاومة،و دون أن يكون حاملا لأي سلاح  حربي، إلى غاية انتقاله مع والده و عائلته  إلى منطقة بوراوي بلهادف من أجل أن يتلقى والده العلاج جراء الإصابة التي تعرض لها على مستوى رجله.و بعد مرور حوالي شهر أمر أمير الكتيبة آنذاك، بضرورة تسليمه سلاح من نوع بندقية مضخية، و هو ما تم فعلا رغم معارضة والده ، وبعد مدة قصيرة قام والده بانتزاعه منه دون أن يستعمله، وتولت والدته مهمة تخبئته إلى أن قام والده بإرجاعه، و منذ ذلك الوقت لم يحمل أي سلاح حربي و لم يستعمله في أي عمل إرهابي، رغم تواجده ضمن صفوف الجماعات الإرهابية
المسلحة.                                           
كـ طويل

الرجوع إلى الأعلى