المبلغ الحقيقي الذي تلقيته كمستشار مالي من المجمع الصيني لم يتعد 1,5 مليون دولار

نفى أمس المتهم الرئيسي في قضية الطريق السيار، شاني مجذوب المزدوج الجنسية أي صلة له بملف الفساد المتعلق بهذه القضية وقال أن كل ما ورد على لسانه من "اعترافات " في قرار الإحالة، أُجبر على الإدلاء بها تحت الضغط والتعذيب خلال فترة استجوابه على مستوى الضبطية القضائية التي دامت 20 يوما وبكى بحرقة وهو يستعرض ظروف التحقيق الأولي معه التي قال أنها جرت في ظروف قاسية وغير إنسانية.
ودافع المتهم وهو صاحب مكتب للاستشارات المالية في لكسمبورغ عن نفسه خلال استجوابه من طرف رئيس محكمة الجنايات الطيب هلالي في الفترة المسائية أثناء استعراض علاقته بالمجمع الصيني " سيتيك سي أر سي سي"، مؤكدا بأن عمله كمستشار مالي لفائدة المجمع تم في إطار قانوني وشفاف بعقد مع الشركة الأم التي قال أن علاقته بها ليست وليدة مشروع الطريق السيار شرق غرب، وأضاف " لم أتلق من المجمع أي رشاوى أو عمولات سوى حقي المتفق عليه والمقدر بـ 1,5 مليون دولار نظير وضع حيز التنفيذ إجراءات الضمانات البنكية لفائدة المتعامل الصيني، التي طلبتها السلطات الجزائرية.
المتهم شاني مجذوب الذي بدا عليه التعب والإرهاق خلال بداية استجوابه في حدود الساعة الرابعة، أبدى استعداده الكامل للإجابة على أسئلة هيئة المحكمة، وعاد في بداية استجوابه إلى أنه تعرض إلى مكيدة خلال المرة الأولى التي استثمر أموالا في الجزائر خلال رده على أول سؤال للقاضي.

القاضي: ما هي خلفية سوابقك العدلية في الجزائر باعتبار أنك سبق وأن تمت محاكمتك في قضية سابقة؟

المتهم شاني م: هذه القضية تعود خلفياتها إلى أول مرة استثمرت في الجزائر سنة 2002 عندما اشتريت أسهما في " هاوزينغ بنك" ولكنني تعرضت لمكيدة من طرف من إئتمنته على أسهمي وكلفته بالإشراف عليها فخدعني ودفعت الثمن عندما انفجرت تلك القضية وذهبت ضحية الفاكي.
ويضيف " أنا خبير مالي معروف و أحظى بمكانتي وبكل احترام وتقدير في الخارج، لكنني عندما أتيت إلى أرض الوطن ردوني شيفونة".

القاضي: ما علاقتك بقضية الساعة التي تحاكم اليوم بسبب تورطك فيها.

المتهم شاني م: أنا خبير مالي ( مساعد مالي ) لدي مكتب استشارات مالية في لكسومبورغ التي أحوز على جنسيتها وأنا معروف لدى سلطات بلادي وكل مصالح الأمن منذ التسعينيات وأنا أول جزائري وعربي مسلم تمكن من فتح مكتب استشارات في لوكسومبورغ المعروفة بنجاحها في هذا الميدان... ولدي زبائن في أوروبا وآسيا وإفريقيا وفي الشرق الأوسط وزبائن جزائريون قلائل وطفت مختلف البلدان واستقبلني العديد من الرؤساء الأفارقة وفتحت مكاتب في دبي وهونغ كونغ ولندن.. ولدي علاقات قديمة مع الشركة الصينية ... وسبق لي أن ترأست وفد من رجال الأعمال الصينيين عندما توجهوا لإبرام صفقة في الغابون واستقبلت في هذا الإطار من طرف الرئيس الراحل عمر بانغو الذي سعد بكوني جزائري.. قبل أن تكلفني ذات الشركة بالتكفل بملف الضمانات البنكية لفائدة المجمع " سيتيك سي أر سي سي".

وأضاف: عندما أتيت في سبتمبر 2009 إلى الجزائر في زيارة عائلية تفاجأت بالقبض علي من طرف " دياراس " في المطار وسألوني عن علاقتي بالمتهم المسمى العقيد خالد قبل أن يقتادوني إلى الحجز أين استجوبوني ومارسوا علي التعذيب المعنوي وحتى الجسدي".

القاضي: لقد اعترفت بكل الوقائع التي وردت في قرار الإحالة وأقررت بتلقي عمولات ورشاوى في قضية الطريق السيار بنسب مختلفة وعلى مراحل.

المتهم شاني م: الحيثيات التي تم سردها في قرار الإحالة كلها كذب في كذب... وغير صحيحة لقد أرغمني الذين استجوبوني على الإدلاء بها تحت الضغط والتعذيب... لقد كانوا يملون عليا ما أصرح به ... لقد أرغموني في كل مراحل التحقيق على التجرد بشكل تام من ملابسي وأرغموني على الجلوس في وضع القرفصاء متوجها نحو الحائط... لقد أهانوني وضربوني بلكمات ولو تمكنت في تلك اللحظات من قتل نفسي لفعلت ... لم اتحمل ما لحقني من إهانات ومعاملات غير إنسانية... كل التهم المنسوبة إلي في ملف الفساد المتعلق بالطريق السيار مفبركة" وأضاف " لقد فبركوا علاقة وجود علاقة مشبوهة لي مع فتاة صينية وكتبت عن هذا الشأن يومية جزائرية في عرض صفحتها الأولى وأنا أؤكد بأن لا وجود لهذه الفتاة في حياتي ولم أخن زوجتي منذ أكثر من 30 سنة زواج... لقد أرادوا تحطيمي بهذه التهمة وقد قال لي أحد من استجوبني ( نردك تطلب ... نطلقلك زوجتك ونشردلك أبناءك) ...".

وووجه المتهم أصابع الاتهام في ماحدث له إلى مفجر القضية ( خلادي ) وأعرب عن قناعته بأن القضية سياسية .. وأنه أًريد تحطيمه من خلالها، مضيفا " أؤكد لكم سيدي الرئيس أن لا علاقة لي بملف الفساد الخاص بالطريق السيار».

القاضي: بما أنك تقول أنك خبير ومستشار مالي، لماذا سعيت للتعرف على مسؤولين في وزارة الأشغال العمومية.

المتهم شاني م: كل ذلك من أجل وضع حيز التنفيذ الضمانات البنكية، المقدمة من طرف بنك أوروبي من الطراز الأول، لفائدة المجمع الصيني الذي ظفر بصفقة مشروع الطريق السيار.

القاضي: وكيف قدمت نفسك للأمين العام لوزارة الأشغال العمومية خلال اتصالك به.

المتهم شاني م: لم أكن أعمل تحت الظل وقدمت له نفسي كممثل لفائدة المجمع الصيني لأن الصينيين انتدبوني كممثل عنهم قصد إزالة مختلف العقبات البيروقراطية، من أجل أن يتمكنوا من إنجاز المشروع في آجاله وقد نجحت في مهمتي وأزحت الكثير من المشاكل أمام الشناوة" وأضاف " لقد تمكن الصينيون من التحول إلى قوة اقتصادية كبرى في العالم بفضل حرصهم على انتقاء الخبراء الذين يساعدونهم في تنفيذ مشاريعهم".

القاضي: أنت تتحمل إذن المسؤولية في الغش في إنجاز هذا المشروع بعد أن تعرضت الكثير من المقاطع إلى الاهتراء والانزلاقات.

المتهم شاني م: لا أتحمل أي مسؤولية في ذلك أنا لم أقم سوى بعملي كمستشار مالي ولا أفهم في الأمور التقنية وأقسم بالله أنني لا أعرف الأمور المتعلقة بالإسمنت والتزفيت.

القاضي: وما علاقتك بمدير إقامة الدولة عبد الحميد ملزي؟

المتهم شاني م: فعلا لقد طلبت من السيد ملزي أن يتوسط لي من أجل مقابلة وزير الأشغال العمومية الأسبق عمار غول في إطار مهمتي لكن ملزي قال ... ما نقدرش نشوفلك الوزير، خليني نشوفلك الأمين العام.

القاضي : وماذا عن الأموال التي أودعتها في حسابات شركاتك الموطنة بالخارج.

المتهم شاني م: كل شيء تم في إطار قانوني، على اعتبار أن كل الشركات الكبرى المتعددة الجنسيات لديها "شركات أوف شور " لإيداع حساباتها،ونشاط شركاتي " أوف شور " الموطنة في الخارج تعمل في إطار قانوني.
وقد اضطر القاضي لرفع الجلسة في حدود الساعة الخامسة والنصف بطلب من المتهم الرئيسي الذي قال أن العياء نال منه على أن تستمر المحاكمة صبيحة اليوم بالاستماع للمتهم الرئيسي وغيره من المتهمين وهيئة الدفاع وممثل النيابة.

 

المتهم العقيد خالد

 لا علاقة لي بقضية الطريق السيار ولم أتلق أي رشاوى من شاني مجذوب وعلاقتي به تحولت إلى علاقة أسرية

الفيلا التي أملكها بوهران بعتها لشاني بعقد موثق وهو منحها  للشاب خالد

كان أول متهم استمعت محكمة الجنايات إلى إفاداته في القضية هو محمد وزان المدعو العقيد خالد وهو عقيد متقاعد في جهاز الأمن والاستعلام ( دياراس ) ومستشار بوزارة العدل،  هذا الأخير أستغرب ورود اسمه في القضية ونفى أن يكون قد لعب دور المسهل بين المتهم الرئيسي في القضية شاني مجذوب والأمين العام لوزارة الأشغال العمومية وقال  أعرف محمد بوشامة منذ 40 سنة وزوجته كانت زميلة لي بالعمل وهما شخصان محترمان كما تعرفت إلى  شاني مجذوب وتطورت علاقة الصداقة بيننا إلى علاقة أسرية

القاضي:  متى التقيت بشاني مجذوب؟

العقيد خالد: التقيت به عندما عرفني به أصدقاء أثناء متابعته في قضية سابقة من باب طلب الاستشارة قبل أن تتطور صداقتنا.

القاضي: هل أنت من توسط لشاني مجذوب لدى بوشامة محمد

العقيد خالد: لا بل توسط بينهم شخص آخر.

القاضي: ألم تساورك الشكوك من قبل في قضية طلب الوساطة التي تقدم بها شاني مجذوب لمقابلة السيد بوشامة.

العقيد خالد: لا لأن شاني مجذوب يقدم نشاطا واضحا كمستشار مالي.

القاضي: أنت متهم بتلقي رشاوى من شاني مجذوب.

العقيد خالد: هذا غير صحيح، بيننا معاملات مالية حيث استدنت منه في إطار مشاريع سكنية.


القاضي: وما قصة الفيلا التي تم إهداءها للمغني شاب خالد.

العقيد خالد: تلك الفيلا الموجودة في وهران أنا من باعها لشاني مجذوب بعقد موثق وهو قام بعد شرائها بحر ماله بمنحها للشاب خالد كتسوية لديون إحياء الحفلات والمعاملات التي بينهما.

ممثل النيابة: هل حضرت أول لقاء بين شاني مجذوب ومحمد بوشامة

العقيد خالد: حضرت لقاء بينهما ولا أدري إن كان اللقاء الأول أو غيره.

ممثل النيابة أعاد طرح سؤال حول المسكن الذي أهداه شاني مجذوب للشاب خالد وعن طبيعة المبالغ التي سلمها له المتهم شاني مجذوب فأجاب محمد وزان المدعو العقيد خالد بأن تلك المبالغ ديون بينهما لا غير تم تسليمها له لتسوية ديونه العقارية بعقد ثقة.
تجدر الإشارة إلى أن محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء الجزائر، قد استؤنفت صبيحة أمس في حدود العاشرة إلا ربع، بمواصلة تلاوة ما ورد في قرار الإحالة الوقائع المنسوبة للمتهمين والتصريحات التي أدلوا بها في مختلف مراحل التحقيق.
ومن بين أهم ما ورد في الجزء الثاني والأخير من قرار الإحالة هو محاولة تراجع بعض المتهمين في هذه القضية التي أماطت اللثام عن الفساد الذي رافق عملية إبرام العديد من الصفقات المتعلقة بإنجاز الطريق السيار شرق غرب وبعض المشاريع الأشغال العمومية الأخرى.                          
ع.أسابع

الرجوع إلى الأعلى