أثار التدخل العسكري الروسي في سوريا موجة من الانتقادات في كبرى العواصم، و أسال الكثير من الحبر، بعد أن رفضته عديد الدول الغربية و اعتبرته بأنه غير موجه لمعاقل تنظيم "داعش" بقدر ما هو موجه إلى جماعات المعارضة السورية المسلحة الساعية لإسقاط نظام الأسد، موضحين بأن جل الضربات الجوية التي شنها الطيران الروسي في أجزاء من سوريا لا تخضع لسيطرة "داعش"، و هو ما يؤكد حسبهم بأن موسكو الحليف القوي للرئيس السوري إلى جانب إيران هدفها مساندة نظام الأسد من خلال ضرب المعارضة .

و قد إتهم الرئيس الأمريكي الذي تقود بلاده التحالف الدولي ضد "داعش" في العراق و الشام فلاديمير بوتين بدعم نظام"مرفوض " من قبل الغالبية الكبرى للشعب السوري ، و قال بأن ضربات موسكو العسكرية على سوريا "كارثية ، و ستؤدي إلى مزيد من العنف و ستورط روسيا بشكل كبير

موضحا بأن روسيا لا تفرق بين تنظيم"داعش" و المعارضين الحقيقيين لنظام الّأسد، و هذه الغارات من شأنها حسبه أن تقوي تنظيم "الدولة الإسلامية"، وتضعف المعارضة المعتدلة ،مؤكدا بأن واشنطن ستواصل دعم "المعارضين المعتدلين" و أن هذه الأخيرة بإمكانها إقامة دولة متماسكة ومتجانسةبعد حكم الأسد، مشددا على أن الغارات الجوية الروسية "على المعارضة المعتدلة لن تكون مجدية" ،مبديا رغبته في العمل مع بوتين خصوصا إذا ساعدت موسكو في "تسوية سياسية" بدلا من مضاعفة دعمها العسكري للأسد قائلا :"قلت لبوتين إنني مستعد للعمل معه إذا كان يرغب في البحث مع شريكيه الأسد وإيران، في انتقال سياسي". مضيفا :"يمكننا أن نجلب بقية العالم إلى حل تفاوضي، لكن حلا عسكريا فقط يتمثل بمحاولة روسيا وإيران دعم الأسد ومحاولة تهدئة السكان ستغرقهما في مستنقع"

من جهته الرئيس التركي أردوغان إنتقد التدخل العسكري الروسي و اعتبره داعم لنظام الأسد واصفا حملة القصف الجوي التي تشنها موسكو في سوريا بأنها "غير مقبولة" محذرا بان روسيا "ترتكب خطأ جسيما".و بان الخطوات التي تقوم بها روسيا وحملة القصف في سوريا غير مقبولة بأي شكل من الأشكال مبديا أسفه من الخطأ الجسيم الذي ترتكبه روسيا في سوريا .

في المقابل قال الرئيس الروسي بوتين إنه يعتبر تدخل بلاده في سوريا "الطريق الوحيد في الحرب على الإرهاب الدولي ، واصفا ذلك بأنه "الطريق الوحيد في الحرب على الإرهاب الدولي".

كما رد الرئيس السوري بشار الأسد في رده على تصريحات رؤساء الدول الرافضة لتدخل روسيا بأن المسؤولين الغربيين يعيشون حالة ضياع وضبابية وعدم وضوح في الرؤية وفي الوقت نفسه شعورا بالفشل تجاه المخططات التي وضعت ولم تحقق أهدافها،مضيفابأن التحالف الجديد لمحاربة الإرهاب "روسيا وسوريا والعراق وإيران"، يجب أن يُكتب له النجاح وإلا فنحن أمام تدمير منطقة بأكملها وليس دولة أو دولتين .

للتذكير فقد بدأ الطيران الروسي بشن أولى الغارات الجوية منذ الأربعاء الماضي ضد تنظيم "داعش " في سوريا بعد موافقة أعضاء البرلمان الروسي بالإجماع على قرار يسمح للرئيس فلاديمير بوتين بإرسال قوات روسية إلى سوريا.

أسماء بوقرن
الرجوع إلى الأعلى