اعتبرت المخرجة و الممثلة المسرحية تونس آيت علي بأن عدد المخرجين قليل ببلادنا و المتواجدين في الساحة لا يعملون بانتظام، ما جعلها تخوض تجربة الإخراج بعد مسار فني طويل في مجال التمثيل، معربة عن فرحتها الكبيرة بتتويج مسرحيتها «الراحلة» بجائزة فلسطين المستحدثة في الطبعة الرابعة من أيام المسرح المغاربي بالوادي، كأحسن عرض متكامل. عن رأيها في المسرح الجزائري و دور المرأة فيه و مشاريعها الركحية، تحدثت آيت علي في حوار مع النصر.
حاورتها : أسماء بوقرن
• النصر: دخلت عالم الإخراج بالموازاة مع عملك كممثلة...ماذا تفضلين التمثيل أم الإخراج ؟
ـ أكيد أنا أفضل التمثيل، لكن التمثيل له حدود، فالممثل عندما يقضي مشواره كله في هذا المجال، و لا يجد المخرج الذي يمكن أن يفهمه و يوجهه لواقع آخر، يصاب بالملل، ما يدفعه إلى خوض تجربة الإخراج. إن عدد المخرجين ببلادنا قليل، و الموجودون لا يعملون بانتظام،
و الممثل بحاجة إلى تجارب أخرى تدفعه إلى الأمام.
• قمت بإخراج عدة مسرحيات و مثلت فيها في نفس الوقت، و مسرحية «الراحلة» مثال عن ذلك ...كيف توفقين في الجمع بين الإخراج و التمثيل على الركح؟
ـ أعتمد في العروض المسرحية التي أشرف على إخراجها و أمثل فيها في ذات الوقت، على ممثلة مسرحية أتفق معها على أداء الدور الذي سأتقمصه في المسرحية، و ذلك أثناء عملية التحضير، وبعدها أؤدي الدور بنفسي، لأنه من غير الممكن القيام بالمهمتين في نفس الوقت. كما أنني أحرص على ألا تكون نظرتي محدودة، فالمخرج يجب أن تكون له «عين خارجية» تضع تصورا للعمل إخراجيا و تشرحها من حيث الديكور والموسيقى، فبعد أداء دوري في الإخراج أرتدي زي التمثيل و أصعد فوق الركح.
• ما سر نجاح مسرحية"الراحلة" التي نالت عديد الجوائز؟
ـ مسرحية «الراحلة « نجحت و حققت صدى واسعا، لأنها قصة واقعية مأخوذة من واقع مغاربي، تتحدث عن المرأة، ليس تلك المظلومة، وإنما المرأة غير المتعلمة التي لا تملك رصيدا ثقافيا و تتمرد على المجتمع و تتخذ قرارا مصيريا يتمثل في الطلاق، فتعيش رفقة ابنتها حياة متناقضة ومنغلقة وغير سوية، تجمع بين الكراهية و الانتقام من الذات، في محيط قاس لا يرحم. كما أن توظيف الموسيقى الحية في العرض واعتمادها كعامل رئيسي، جعلها تتسم بطابع خاص و تحقق هذا النجاح، الذي لمسناه من خلال التتويجات.
هناك من يقول بأن هذا الموضوع تجاوزته الأحداث و الظروف نوعا ما، لكنني لا أظن ذلك، لأنه و إلى غاية اليوم المرأة لم تتحرر بعد، و حتى المرأة المثقفة عندما تفكر في التمرد على المجتمع ليس ذلك بالأمر السهل عليها.
• جل عروضك المسرحية تتسم بالجرأة التي ينتقدها البعض... ما هو ردك؟
ـ حقيقة المواضيع التي أفضل تقديمها من خلال العروض المسرحية جريئة، تعالج قضايا حساسة في المجتمع، فأنا أفضل دائما نقل الواقع الحقيقي المعيش، وحتى القضايا المسكوت عنها، لكن في حدود و في قالب يتلاءم وخصوصية المجتمع الجزائري.أنا آخذ بعين الاعتبار تقاليد مجتمعنا و قيمنا و ديننا الحنيف، من خلال التفكير في مدى تقبل عائلتي له، فهي تعتبر صورة مصغرة عن المجتمع ككل، لأنها أسرة محافظة ومسلمة ولها تقاليد وأعراف لا يمكن تجاوزها.
• اعتمدت على الموسيقى بشكل أساسي في عرض «الراحلة»... ما رأيك في مرافقة الموسيقى للعرض المسرحي؟
ـ الموسيقى تضفي لمسة خاصة على العرض، فالعازف مثلا في مسرحية «الراحلة» هو العرض بحد ذاته، و ليس مرافق فقط له، ففكرة المسرحية الأساسية تنطلق كلها من الموسيقى.
• هل تأثرت بمدرسة أو ممثل معين في مشوارك الفني؟
ـ أكيد، هناك ممثلات قديرات تأثرت بهن على غرار الممثلة التونسية جليلة بكار، لأنني درست في تونس، و ولوجي عالم المسرح كان من هناك. تأثرت أيضا بالممثلة الجزائرية القديرة فاطمة حليلو و دليلة حليلو و صونيا، لا يمكن أن أنسى هؤلاء النسوة اللائي قدمن الكثير للركح و اعتبرهن معالم أبو الفنون.
• تحصلت على جائزة فلسطين المستحدثة للإبداع المسرحي في الطبعة الرابعة للأيام المغاربية للمسرح بالوادي، ماذا يمكن أن تقولي لنا بخصوص الجائزة؟
ـ فرحت بهذه الجائزة كثيرا،و أعتبر الجزائر هي من تحصل عليها في نظري، و كونها مرتبطة بفلسطين التي نكن لها محبة خاصة، زاد من سعادتي، خاصة و أن المهرجان مغاربي و شاركت فيه عديد الدول المغاربية والعربية. أفتخر بهذا التتويج كامرأة جزائرية تدعم القضية الفلسطينية .
• ما تقييمك للمسرح الجزائري المعاصر؟
ـ المسرح الجزائري عرف تطورا ملموسا، خاصة في جانب الحريات، فقد منح للمرأة هامش حرية واسع، بعد أن كانت مقيدة و تمنح لها الأدوار الثانوية الصغيرة، كما أنه شهد تجديدا و اهتماما وإقبالا كبيرا من قبل الشباب المبدع، الذي يتوجب علينا تشجيعه، وتقييم التجارب التي يقدمها لتطوير قدراته و دفعه للأمام.
• هل يمكنك أن تطلعينا على مشاريعك المستقبلية؟
ـ شاركت في فيلم مع المخرج الشاب سيد علي بن سالم سيعرض في رمضان المقبل، كما أنني بصدد التحضير لعرض مقتبس من « مذكرات سارة بيرنارد»، الممثلة الفرنسية التي كانت لها بصمة في السياسة و المجتمع الأوروبي، و فضلنا في هذا العرض الحديث تسليط الضوء على مسار الممثلة الجزائرية القديرة عائشة عجوري المعروفة باسم «كلثوم»، كما أحضر لجولة فنية في السودان، الكويت و رام الله.
أ.ب
المخرجة و الممثلة تونس آيت علي للنصر: المسرح منح المرأة هامش حرية أكبر و أخرجها من الأدوار الثانوية
- التفاصيل
-
الإقبال على مشاهدته فاق التوقعات
فيلم بن مهيدي يفتح شهية جمهور عنابة للسينما حقق العرض الأول لفيلم العربي بن مهيدي للمخرج بشير درايس، نجاحا باهرا خلال برمجته ضمن فعاليات مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، حيث حظره جمهور كبير امتلأت به مقاعد المسرح...
تفاعل كبير مع ضيوف مهرجان الفيلم المتوسطي بعنابة : بن مهيدي يصنع الحدث و غزة حاضرة
تعيش عنابة، على إيقاع الفن والسينما هذه الأيام، تزامنا مع استمرار فعاليات مهرجان الفيلم المتوسطي، الذي يصنع الحدث الثقافي في...
قراءة حداثية للقرآن وتكييف زماني للتفاسير: هكذا وظفت جمعية العلماء التعليم المسجدي لتهذيب المجتمع
عمدت جهود مصلحي جمعية العلماء المسلمين على غرار الشيخين عبد الحميد بن باديس ومحمد البشير الإبراهيمي، في محاربتهما للأفكار الدخيلة التي...
رئيسة مؤسسة عبد الكريم دالي وهيبة دالي للنصر: الملتقى الدولي الأول للشيخ رد على محاولات سرقة موروثنا الثقافي
قالت رئيسة مؤسسة الشيخ عبد الكريم دالي، السيدة وهيبة دالي للنصر، أن الملتقى العلمي الدولي الأول للشيخ المنتظر تنظيمه بداية...
أكاديميون وباحثون خلال ملتقى وطني بقسنطينة: الخطاب التعليمي لجمعية العلماء المسلمين كان تجديديا
ناقش أمس، دكاترة وباحثون قضية الخطاب التعليمي عند جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في ضوء اللسانيات المعاصرة، وذلك خلال ملتقى...
المخــرج محمد فوزي ديلمي للنصر: «كن أنت» أول كوميديا موسيقية جزائرية تعرض على تطبيق إلكتروني
كشف المخرج محمد فوزي ديلمي، عن مشروع فني جديد سيجمع وجوها من قسنطينة، ويتعلق الأمر بكوميديا موسيقية من أربعة مواسم بعنوان « كن...
عودة إلى رؤية العلامة للقضية الفلسطينية: 22 دار نشر وطنية في صالون بن باديس للكتاب بقسنطينة
انطلقت أمس، بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، فعاليات الطبعة الأولى من صالون الكتاب الوطني العلامة عبد الحميد بن باديس تحت شعار «إننا للعلا إننا...
مجموعة من 1400 كتاب: جامعة ميلة تستلم المكتبة الشخصية للبروفيسور «مرمول محمد الصالح»
تسلّمت يوم أمس، المكتبة المركزية للمركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف بميلة، ما مجموعه 1400 كتاب من المكتبة الشخصية للبروفيسور...
الممثل والحكواتي والمسرحي فؤاد لبوخ للنصر: الحكاية أفضل طريقة تربوية للطفل دون تلقين مباشر
يحرص الحكواتي ومخرج مسرحيات الأطفال على ركح باتنة الجهوي فؤاد لبوخ، على انتقاء النصوص التربوية التعليمية للأطفال، ويستلهم أعماله من قصص...
عرض الفيلم وسط حضور كبير في ذكرى استشهاد البطل
- العربي بن مهيدي -.. قصة مناضل قهر فرنسا بابتسامةاحتضنت دار الأوبرا «بوعلام بسايح» بالجزائر العاصمة، سهرة أول أمس الاثنين العرض الشرفي للفيلم الروائي الطويل «العربي بن مهيدي» للمخرج بشير درايس، والذي...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)