تمكنت الفرقة الإقليمية للدرك الوطني ببلدية شطايبي في عنابة، أول أمس، في مداهمات للشريط الساحلي بالمنطقة، من اكتشاف ورشة سرية لصناعة القوارب الخشبية بغابة سيدي عكاشة، و حجز عتاد معتبر يستخدم في تحضير رحلات الهجرة غير الشرعية باتجاه جزيرة سردينيا الايطالية،  كما اكتشفت المصالح الأمنية بولاية الطارف، ورشتين سريتين  بكل من بالريحان والشط الساحلتين، تستغلان في صناعة القوارب التقليدية  ، و توقيف 5أشخاص   و حجز  5 قوارب،ومعدات وما يقارب مليار من عائدات  رحلات «الحرقة».                        
و وفقا للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة، أسفرت العملية عن مصادرة 6 قوارب خشبية و معدات وأجهزة تستخدم في صناعة القوارب و كذا الإبحار. و جاءت المداهمات حسب المصدر، إثر معلومات وردت لعناصر الوحدات، مفادها وجود مكان مخصص لصناعة القوارب الخشبية بغابة سيدي عكاشة، على إثر ذلك تم التنقل إلى الموقع، و بعد عملية التمشيط تم العثور على قاربين خشبيين مصنوعين حديثا، مموهين بإحكام بأغصان الأشجار، وألواح ذات قياسات و أحجام مختلفة، كمية من المسامير، عجلات مطاطية، دلاء، أغطية بلاستيكية، بالإضافة إلى مجموعة من المعدات تستخدم في صناعة القوارب الخشبية (غراء، أدوات قياس، دهان).
في نفس السياق، تمكن عناصر وحدات المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة بالتنسيق مع عناصر القطاع العسكري، من تمشيط غابة الصقع المحاذية من غابة سيدي عكاشة ببلدية شطايبي، أين تم العثور على 4 قوارب خشبية مموهة معدة للهجرة غير الشرعية .
و ذكر المصدر، أن هذه الورشات كانت تستعملها عصابات تهريب البشر في تحضير و تجهيز القوارب الخشبية، و إخفائها في انتظار حضور أفواج من المهاجرين، و من ثم استعمالها للقيام بالهجرة السرية عن طريق البحر باتجاه جزيرة سردينيا الإيطالية.
 و تدخل العملية حسب المصدر، في إطار مكافحة الهجرة السرية عن طريق البحر، و التي تعمل عليها وحدات المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بعنابة ضمن مخططات عمل مدروسة، بتشديد الرقابة على محاولات الهجرة السرية حفاظا على أرواح الشباب.
و قد أصدرت اللجنة الأمنية تحت إشراف والي عنابة، عدة قرارات لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية و صيد و تهريب المرجان، تم الشروع في تنفيذها على أرض الواقع، ترتكز على التضييق على تمويل الشبكات بالعتاد و مختلف الوسائل لتجهيز الرحلات قبل انطلاقها من سواحل الولاية.
و تضمنت توصيات اللجنة الأمنية في اجتماعها الأخير، استنادا لمصدر عليم، إلى جانب غلق محطات وقود، تفجير و إتلاف جميع العتاد المحجوز بما فيه قارورات الأوكسجين المستخدمة في الغطس و صيد المرجان، و كذا المحركات الميكانيكية التي تحجزها لدى توقيف أفواج الحراقة.
و توصلت الجهات الأمنية و العسكرية، إلى معلومات تؤكد قيام شبكات الهجرة السرية بإعادة استرجاع العتاد عن طريق شرائه في عمليات البيع بالمزاد العلني. و كانت مصالح البحرية الوطنية تقوم بتجميع الزوارق على مستوى المحطة الرئيسية لحرس السواحل، لإتلافها عن طريق الحرق، فيما تحول المحركات إلى مصالح أملاك الدولة لإعادة بيعها في المزاد العلني، غير أن هذه الشبكات تستغل الأمر لاسترجاعها بأثمان منخفضة أقل من السعر المتداول في السوق السوداء.
كما تضمنت التقارير المرفوعة للجهات العليا، بأن ورشات صناعة قوارب الهجرة غير الشرعية بمنطقتي جوانو و سيدي سالم بعنابة، أصبحت تُشكل تهديدا على أمن الحدود البحرية، نتيجة لتركيز قوات حرس السواحل بالجهة الشرقية خاصة عنابة، جهودها على التصدي لقوافل «الحراقة»، و حماية أفرادها من الغرق بعرض البحر في طريق توجههم إلى جزيرة سردينا الايطالية. أما  عملية الطارف فتمت  إثر مداهمة لمستودع وجناح  منزل في طور الإنجاز، بعد تلقى المصالح المعنية لمعلومات دقيقة   حول تحولها إلى قاعدة خلفية في تزويد شبكات «الحراقة  بقوارب الموت، و قالت مصادرنا بأن التحريات الأولية توصلت إلى أن أصحاب الورشتين السرتين مسبوقين، و من كبار البارونات بالجهة الشرقية ، حيث أفضت التحقيقات إلى حجز مبالغ مالية معتبرة قدرتها مصادرنا بحوالي مليار سنتيم، كانت مخبأة بإحكام بخزان أرضي بالورشتين،  تخص عائدات نشاط الحرقة .
حسين دريدح، نوري حو

الرجوع إلى الأعلى