فتحت مصالح الدرك الوطني، أول أمس، بإقليم ولايتي الطارف و عنابة، تحقيقا في نشاط عصابة مختصة في استهداف المشاتل و البساتين المغروسة حديثا بالسهول الخصبة التي تتميز بإنتاج الحمضيات و الكروم و كذا الرمان، منها الواقعة بضواحي الحجار و البسباس.
و استنادا لمصادر محلية، فقد قدم فلاحون و مستثمرون شكاوى لمصالح الأمن و الدرك الوطني للإبلاغ عن تعرض شتلاتهم المغروسة حديثا للسرقة، استهدفتها عصابات مجهولة تحت جنح الظلام، اكتشفوا قيام أفرادها بانتزاع الأشجار الصغيرة المغروسة من تحت الأرض، و تحويلها على متن مركبات، حيث مست العملية سرقة آلاف الأشجار لإعادة بيعها للراغبين في غرس الفواكه الموسمية.
و أضافت مصادرنا بأن العصابات المختصة في سرقة البساتين، يكثر نشاطها في هذه الفترة من السنة التي تتميز بانتعاش نشاط غرس البساتين و كذا جني الفواكه و الحمضيات.
و أكدت ذات المصادر، على أن العصابات تدفع أفرادها للعمل في البساتين و غرس الأشجار، من أجل جمع المعلومات و معرف المنطقة بشكل جيد للتخطيط قبل عملية السطو، ينفذوها ليلا تحت جنح الظلام هروبا من الملاحقة الأمنية أو اكتشاف أمرهم، مع الاستعانة بعدد معتبر من الأشخاص لجمع عدد كبير من الأشجار يصل أحيانا و في بستان الواحد إلى 1200 شتلة تباع في السوق بسعر يتراوح ما بين 300 و 400 دج.  
و أوضح فلاحون في حديث للنصر، بأنهم أجبروا على توكيل حارسين على بستانهم، بعد استهدافها عدة مرات، من أجل سرقة المحصول و الأشجار و حتى العتاد، و رغم فرض الحراسة يقومون بأساليب مختلف للدخول إلى بساتينهم و مزارعهم، و يتوقع الضحايا أن يتعدى عدد أفراد العصابة الواحدة 10 أشخاص، لأن حجم الخسائر التي يتكبدونها  جراء السرقة في ليلة واحدة، تكون وخيمة، حيث يركز أفرادها على الكمية لتكون استفادتهم أكبر، غير مستبعدين وجود تواطؤ مع ناشطين في الميدان الفلاحي.
و قد تحركت مصالح الدرك الوطني بالتنسيق مع فرقها بالإقليم الحدودي بين عنابة و الطارف، لتكثيف التحريات  و الدوريات ، للكشف عن أفراد الشبكة، و معاينة بعض المشاتل التي يشتبه ضلوعها في شراء الأشجار و الشتلات من أفراد الشبكة لإعادة بيعها، و لحد الساعة لا تزال هويتهم مجهولة رغم تقديم الضحايا أسماء يشتبهون في تورطهم مع أفراد العصابة.
و يتركز نشاط أفراد العصابات بضواحي دائرة البوني، الحجار، عين الباردة، البسباس، بن مهيدي، الذرعان، و ذلك لتحرك الاستثمار الفلاحي بهذه المناطق، و قدوم أصحاب رؤوس الأموال من ولايات مختلفة للاستثمار في غرس الأشجار المثمرة على مساحات شاسعة تصل إلى 100 هكتار، كون التربة صالحة لزرع  عدة أنواع منها الرمان، الحمضيات، عنب المائدة، و غيرها من الفواكه.
 و مع انتعاش الاستثمار في الجانب الفلاحي، و وقف استيراد الفواكه التي تنتج محليا، أصبح توفير مياه السقي يؤرق المستثمرين، و يدفعهم لحفر الآبار العميقة، لتوفير هذه المادة الحيوية في فصل الصيف للسقي، مع شح الأمطار المتساقطة، و انخفاض منسوب السدود.      
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى