تشهد، في الآونة الأخيرة، عدة شوارع و أحياء بمدينتي قسنطينة و علي منجلي، عودة المتسولين النيجيريين إلى احتلال الأرصفة و العديد من النقاط بشكل متزايد، و ذلك رغم ترحيلهم منذ أشهر من طرف السلطات الجزائرية و بناء على طلب  حكومة النيجر.
و لاحظنا خلال عدة جولات بوسط مدينة قسنطينة و بعلي منجلي، تزايدا ملفتا للمتسولين النيجيريين، حيث بدؤوا بالظهور قبل شهر رمضان في شكل أفراد يمارسون التسول بالأزقة و بالقرب من الأسواق و المحلات التجارية فقط، قبل أن يرتفع عددهم خلال شهر رمضان، أين باتوا يفترشون الأرصفة و ينامون بالقرب من مداخل البنايات، خصوصا بشارع عبان رمضان وسط المدينة و تحديدا بالمكان المعروف بـ”الصوابط”، و بالقرب من المراكز التجارية على مستوى علي منجلي، يلاحظ ببعض الأحياء تجمع عائلات تجر معها أطفالا و رضعا، و كذا شيوخا
و عددا من الشباب.
و لدى تقربنا من المتسولين الأفارقة، أخبرونا بأنهم من دولة النيجر و ينتمون إلى القبائل المعروفة باسم “هاوسا”، كما أعلمنا بأنهم يقطنون بالمدينة الجديدة علي منجلي، بينما أفاد شيخ من هؤلاء الأفارقة التقيناه قرب مركز تجاري كبير بالوحدة الجوارية 6، بأنه يبيت داخل المصليات، لكننا لم نتمكن من الحديث معه بشكل مطول لأنه لا يتقن اللغتين العربية و الفرنسية.
و الملاحظ أن هؤلاء النيجريين أصبحوا يتسولون بطريقة منظمة وسط مدينة قسنطينة، حيث تتبعنا متسولتين كانتا تحملان رضيعين و تجلسان على الأرض، و برفقتهما طفلة صغيرة و صبي، و قد كانت الساعة تشير إلى حوالي الخامسة و النصف مساء، عندما تركت السيدتان الطفلين بمفردهما بمحاذاة مجلس قضاء قسنطينة و اتجهتا نحو سوق بطو عبد الله، أين دخلت إحداهما إلى محل لبيع المواد الغذائية و جلست على الأرض من أجل إرضاع ابنها، بعدما استأذنت صاحب المحل، فيما اختارت رفيقتها محلا آخر للقيام بنفس الأمر، أما الطفلان فلم نجد لهما أثرا لدى عودتنا، حيث أخبرنا مواطن بأن رجلا من الأفارقة قد اصطحبهما معه.
مدير الإسعافات الأولية بالهلال الأحمر الجزائري لولاية قسنطينة، أفاد بأن مصالحه قامت بإرسال بعض المتخلفين عن عملية ترحيل اللاجئين الأفارقة إلى الجزائر العاصمة، من أجل إيصالهم إلى بلدهم، مؤكدا عدم اطلاع مصالحه عما إذا كانوا من المتخلفين عن الترحيل أو أنهم عادوا للنزوح من جديد من دولة النيجر، كما أشار إلى أنهم كانوا يقصدون موائد الإفطار الجماعي خلال شهر رمضان.
و تجدر الإشارة إلى أن المتسولين الأفارقة اختفوا بشكل كلي تقريبا من مدينة قسنطينة، بعد عملية الترحيل التي قامت بها وزارة التضامن الاجتماعي خلال الأشهر الماضية على مستوى مختلف الولايات، ليعودوا إلى الظهور مع بداية فصل الصيف، كما أن ظاهرة المتسولين النيجيريين ميزت بشكل غير مسبوق الجزائر سنة 2014 بسبب الظروف الأمنية التي تعرفها دولة مالي، و التي أدت إلى نزوح مئات اللاجئين.

سامي حباطي 

الرجوع إلى الأعلى