سكنــات تساهميــة دون تهيئــة و أقســام بـلا تدفئــة
يعيش قاطنو 450 سكنا تساهميا بالوحدة الجوارية 4 بالمدينة الجديدة علي منجلي في قسنطينة ظروفا صعبة، بسبب الغياب التام للتهيئة داخل الحي، فالطرقات ترابية و الردوم منتشرة و لا أثر للأرصفة، فيما تصب مياه الصرف الصحي أسفل العمارات و لا تزال المدرسة الابتدائية دون تدفئة، ما جعل السكان يطالبون بتدخل السلطات من أجل إيجاد حل عاجل. زرنا الحي خلال عطلة نهاية الأسبوع و وجدنا السكان قد اجتمعوا من أجل التشاور حول إيجاد حل للمشاكل التي يقولون إنها باتت تؤرقهم، و قد لاحظنا بداية من المدخل الرئيسي أن التهيئة غائبة تماما، و أول ما استوقفنا هو منظر مياه الصرف الصحي التي تنزل من المساكن مباشرة داخل المحلات الواقعة أسفل العمارات، ثم تجري على الطريق مشكلة سيلا من المياه القذرة، أما المحلات فجميعها مغلقة و أبوابها مكسرة و هي مرتفعة عن الأرض فلا سبيل للوصول إليها، في ظل الغياب التام للأرصفة. أما الإسفلت فلا أثر له، فالأرضية ترابية و غير مستوية و العمارات تبدو جد قديمة، حيث أن الطلاء قد زال من بعضها، رغم أن عمرها لا يتجاوز السنتين، و حتى أنابيب المياه الموصولة بالعمارات مكشوفة، كما لاحظنا أن عتادا للأشغال لا يزال في المكان، من بينها رافعة كبيرة و خلاطتان للإسمنت، إضافة إلى ركام من الأخشاب خلّفها أحد المقاولين، أما الردوم فهي في كل مكان، و لاحظنا أن مدخل المدرسة الابتدائية عبارة عن أرضية ترابية غير مستوية.
السكان الذين تحدثنا إليهم، أكدوا أن تاريخ المشروع بدأ منذ سنة 2008، حيث أشرف على إنجازه عدة مقاولين، في حين استلموا السكنات قبل أقل من سنتين، مؤكدين بأنها كانت غير مكتملة سواء من الداخل أو الخارج، حيث اضطروا، على حد تأكيدهم، إلى استكمال بعض الأشغال الداخلية بأنفسهم، متسائلين عن كيفية استلام هؤلاء المقاولين لشهادات المطابقة من قبل الجهات الوصية، قبل أن ينهوا الأشغال، كما أن بعضهم، و هي حالات خاصة بمقاول واحد، ذكروا بأنهم لم يستلموا عقود الملكية، حيث أخبرهم الموثق بأن المقاول قام برهن الأرضية، على حد تأكيدهم.
و أوضح محدثونا بأنهم أصبحوا يخشون على أبنائهم من الخروج من المنازل، بسبب وجود الجرذان و حتى الأفاعي، مشيرين إلى أن العديد من البيوت بقيت شاغرة، كما اشتكوا من الظروف التي يزاول فيها أبناؤهم الدراسة في ابتدائية الحي، حيث أن التدفئة غائبة، حسبهم، رغم توفر نظام تسخين مركزي، كما أن النظافة منعدمة داخل دورة المياه، ما يجعلها غير صالحة للاستعمال، و المدرسة محروسة بكلبين شرسين. و كان الوالي السابق أن زار الحي على حد تأكيد السكان، حيث وجه تعليمات للأمين العام و رئيس دائرة الخروب السابق بالتكفل بحل هذه المشاكل، غير أن شيئا لم يتغير، حسب ما أوضحه محدثونا، الذين طالبوا بتدخل السلطات لإيجاد حلول سريعة و إنجاز ما تبقى من أشغال.
عبد الرزاق.م

الرجوع إلى الأعلى