تنقل، يوم أمس، عشرات المواطنين إلى مقر الجزائرية للمياه بمدينة برج بوعريريج، قادمين إليها من مختلف الأحياء السكنية، و هم في حالة غضب و استياء شديدين جراء جفاف حنفيات منازلهم منذ أيام، بما في ذلك يومي عيد الأضحي.
و عبر المحتجون، عن استيائهم مما وصفوه بالوضعية الكارثية للقطاع، و ما آلت إليه من تدن في تسيير الموارد، مطالبين بإنهاء أزمة العطش، و تموين أحيائهم السكنية في أقرب وقت، مصورين معاناتهم من شح المياه و ما ترتب عنها من رحلة البحث عن أصحاب الصهاريج، الذين أضحى التعامل معهم يحتاج إلى أخذ موعد مسبق و انتظار دور أصحاب الطلبات، و هو أمر قد يطول إلى اليوم الموالي، رغم ندرة هذه المادة الأساسية بمنازلهم، خصوصا في هذه الأيام التي تتنوع فيها استعمالاتها بين التنظيف و الغسل بالموازاة مع موجة الحر و فصل الصيف، و كذا لتزامن فترة الانقطاع مع أيام عيد الأضحي، ما دفع بعشرات العائلات إلى التخلص من الأحشاء و زوائد الأضاحي، و رميها وسط القمامة لتعذر تنظيفها.
و اتهم بعض المحتجين، العمال القائمين على عملية توزيع المياه و فتح الصمامات لتزويد السكان حسب البرنامج المعد مسبقا، بتعمد إطالة فترة الانقطاع بدعم من أصحاب الجرارات المزودة بالصهاريج لإنعاش نشاطهم في هذه الفترة بالذات، و هو ما استبعدته الإدارة بشكل نهائي، معتبرة هذا الاتهام بالخطير و غير المنطقي، كونه يمس بسمعة و شرف العمال الذين سهروا على خدمة المواطنين، و ضحوا باقتسام فرحة العيد مع عائلاتهم، بعدما تم تجنيدهم طيلة هذه المناسبة الدينية، لمواجهة الأزمة.
من جانبه استقبل مدير للجزائرية المياه المنصب مؤخرا على رأس القطاع بالولاية، مجموعات من المواطنين بقاعة الاجتماعات أين استمع لانشغالاتهم و مطالبهم، وسط حالة من الفوضى و الصراخ من قبل الغاصبين، أين أكد لهم على أن الإشكال لا يتعلق بسوء التسيير أو الإهمال مثلما يرى البعض، بل يعود إلى النقص الكبير المسجل في المياه، بالنظر إلى جفاف عدد من الأنقاب و الآبار و تراجع منسوبها، ما استدعى تقسيم الكميات التي يتم ضخها من محطة الإنتاج بسد عين زيادة و المقدرة بـ 26 ألف متر مكعب على أربع بلديات و هي عاصمة الولاية العناصر، مجانة و حسناوة، مشيرا إلى أن زيادة الطلب خلال هذه الفترة التي تزامنت مع عيد الأضحي تسببت في أحداث تذبذب في عمليات التوزيع، لعدم وصول المياه إلى المناطق العلوية، متعهدا بتموين جميع الأحياء السكنية المتبقية بهذه المادة.
و أشار ذات المدير، إلى أن الإشكال لا يسجل بعاصمة الولاية لوحدها، بل يمس عددا من البلديات التي تشهد تراجعا في مياه الآبار و جفافها، على غرار رأس الوادي، و مجانة، مضيفا أن منسوب مياه آبار بلدية برج الغدير التي كانت توفر حوالي 5 آلاف متر مكعب يوميا، تراجع إلى أقل من 2800 متر مكعب، كما تقلص منسوب مياه منبع عين عجرود و لشبور ببلدية اليشير من حوالي 1029 متر مكعب إلى حوالي 800 متر مكعب، ما خلف أزمة حقيقية في التمون بالكميات الكافية، و استدعى محاولة تسيير هذه الأزمة حسب الإمكانيات المتوفرة.
ع/ بوعبد الله

الرجوع إلى الأعلى