شهدت ولاية بسكرة، ليلة أول أمس، تساقط كميات معتبرة من الأمطار، أدت إلى تشكل سيول غمرت الأحياء والشوارع وعطلت حركة المرور ببعض الطرقات وبالأحياء التي تفتقر للتهيئة الحضرية، التي تحولت إلى سيول و برك عائمة و قد أدى انجراف التربة إلى توحلها، الأمر الذي فرض عزلة على سكانها.
الأمطار التي صعبت من أمر التحاق تلاميذ ببعض المؤسسات التربوية، نتيجة لتجمع المياه أمام مداخلها الرئيسية منعت بدورها تلاميذ  القرى و التجمعات الفلاحية من الوصول إلى مؤسساتهم، حسبما أكده بعض أولياء مناطق المالح، الخفج، الحمراء في اتصالهم بالنصر.
و ذلك اعتبارا من كون المسالك التي تربطهم بمراكز البلديات، أغلبها لازالت غير معبدة، ما عطل مصالح العائلات المقيمة التي حاصرتها الأوحال من كل الجهات، الأمر الذي اضطرها للاستنجاد بالجرارات الفلاحية للتنقل.
 من جهة أخرى، أكد المواطنون القاطنون بالسكنات الطينية الهشة ببلدية سيدي عقبة، على تسرب المياه إلى سكناتهم، خاصة عبر الأسقف، كما تسببت الأمطار خاصة بالجهة الشرقية للولاية، في ارتفاع أسعار الخضر و الفواكه بسبب الأوحال التي منعت الفلاحين من جني محاصيلهم الزراعية، نتيجة غياب المسالك الفلاحية . و تسببت مياه الأمطار في غلق الطريق الوطني رقم 46 (أ) في شقه الرابط بين بلديتي الدوسن و أولاد جلال غرب ولاية بسكرة، بسبب ارتفاع منسوب المياه على مستوى واد ديفل.
السيول الجارفة تسببت في تضرر مجمع الصرف الصحي بمنطقة السعد ببلدية أولاد جلال،  بعد سقوط جرافة داخله، ما أدى إلى تدفق مياه الصرف التي غمرت المزارع و غابات النخيل بشكل ألحق الضرر بأصحابها بنسب متفاوتة.
المتضررون ناشدوا السلطات الوصية للتدخل العاجل لحماية محاصيلهم الزراعية من التلف، من خلال إصلاح العطب للحد من التسربات التي أغرقت مساحات زراعية شاسعة و تسببت في انتشار الروائح الكريهة المنبعثة من البرك المتعفنة.
و طالبوا الجهات المسؤولة، بالتعجيل في تنفيذ المشروع المسجل منذ مدة و الذي يعرف تأخرا في التنفيذ لأسباب وصفوها بالمجهولة حماية لمحاصيلهم الزراعية من الهلاك، بالنظر إلى الخطر الكبير الذي تشكله على الصحة العمومية .
كما تسببت الأمطار بالجهة الشرقية للولاية، في ارتفاع أسعار الخضر و الفواكه، بسبب الأوحال التي منعت الفلاحين من جني محاصيلهم الزراعية نتيجة لغياب المسالك الفلاحية.
و ألحقت الضرر بمختلف أنواع التمور عبر عدد من المناطق الغابية بمنطقة سيدي عقبة و ما جاورها، حيث شملت الأضرار تحديدا صنف الغرس و بدرجة أقل صنف دقلة نور ذات الجودة العالمية، جراء حساسيتها المفرطة لكل التقلبات المناخية بعد تخلي المنتجين عن عملية تغليف العراجين بمادة البلاستيك، بسبب الارتفاع القياسي في درجات الحرارة.
و هو الأمر الذي قد يقلص من فرص تسويقها رغم كل المؤشرات التي توحي بموسم أحسن من الذي سبقه كما ونوعا.   
 ع/بوسنة

الرجوع إلى الأعلى