فصلت، أمس، محكمة الجنح الابتدائية بعين مليلة، في القضية التي هزت الرأي العام المحلي والوطني،  والمتعلقة  بنشر  فيديو على موقع «فايسبوك» يوثق اقتحام مكتب مدير مستشفى سلميان عميرات   وطرده، في الوقت الذي تقدم فيه المعني بشكوى أمام الجهات الأمنية والقضائية  دعمها بمقطع فيديو آخر، يحتوي على مشاهد تعرضه للضرب المبرح على يد مقتحمي المكتب.
هيئة المحكمة وبعد أسبوع من المداولات، قضت بإدانة الناشط الجمعوي المسمى (ب.أمين) بعقوبة 18 شهرا حبسا نافذا وهي العقوبة نفسها التي أدين بها المتهم الآخر المدعو (ر.ب)، في الوقت الذي أدين كل من (م.ب) و(ع.م) بعقوبة 8 أشهر حبسا نافذا وسلطت عقوبة 3 أشهر حبسا نافذا في حق المتهم المسمى (ع.م).
و توبع المتهمون الخمسة بجرم المساس بالحياة الخاصة للأشخاص و التعدي بالعنف على موظف أثناء تأدية هامه و إهانة موظف أثناء تأدية مهامه، فيما التمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة سنتين حبسا نافذا لجميع المتهمين و غرامة مالية قدرها 300 ألف دينار.
القضية ترجع بتاريخها إلى السادس و العشرين من شهر أوت المنقضي، عندما دعا بعض النشطاء الجمعويين بمدينة عين مليلة، لوقفة احتجاجية تنديدا بالوضع الذي وصفوه بالمزري على مستوى مستشفى سليمان عميرات، أين باتت حسبهم الخدمات الصحية في ترد من يوم لآخر، في غياب متابعة من طرف الإدارة، ناهيك عن تعطل الأجهزة وندرة الأدوية وعدم التكفل ببعض الحالات للمرضى الذين يوجهون للمستشفى الجامعي بقسنطينة.
و تخللت الوقفة الاحتجاجية أمام المستشفى، تصعيدا لبعض المحتجين الذين قاموا بغلق الطريق الوطني رقم 3 في شطره الرابط بولاية باتنة، في وقت قام آخرون بولوج حرم المؤسسة الصحية و اقتحام مكتب مديرها مسعود بوشموخة، أين أجبروه على مغادرة مكتبه و هي المشاهد التي وثقتها عدسة هاتف أحد المحتجين و تم تناقلها على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» و انتشرت بشكل كبير وطنيا و تناقلته كذلك مختلف وسائل الإعلام، واعتبر مقتحمو المكتب ما قاموا به، رد فعل على عدم تدخل مدير الصحة على الرغم من مراسلته عديد المرات و كذا في ظل استمرار الوضع المتردي في عهد المدير الحالي.
مدير المستشفى الذي أجبر على مغادرة مكتبه و تم طرده بعدها من المستشفى على متن سيارة عناصر الشرطة، توجه مباشرة صوب مكتب وكيل الجمهورية، أين قيد شكواه ضد مجهولين، لتتضح بعدها هوية مقتحمي المكتب من خلال مقطع الفيديو المتداول و كذا من خلال مقطع آخر يثبت تعرض المدير للضرب باللكمات و الركلات بعد إسقاطه أرضا و توجه المدير بعدها للطبيب الشرعي الذي منحه عجزا عن العمل بـ12 يوما، في الوقت الذي باشرت الشرطة حملة توقيفات شملت كل الأشخاص الذي وثقتهم صور مقطع الفيديو المتداول و هم الذين برروا اقتحامهم لمكتب المدير و طرده، بالوضع المتردي للخدمات الصحية، مع انتشار النفايات و الأوساخ و سوء التكفل الصحي بالمرضى.
نشير إلى أن محيط مقر محكمة عين مليلة، عرف يوم أمس و كذا في يوم محاكمة المتهمين الخمسة، موجة احتجاجات عارمة، وسط تعزيزات أمنية مشددة، بعد أن تجمع عشرات المواطنين من سكان المدينة، مطالبين الجهات القضائية بإنصاف المتهمين كما جاء على لسانهم و تمكينهم من الإفراج، كونهم تبنوا مطلبا شعبيا يتمثل في الدعوة لتحسين الخدمة الصحية بالمستشفى الذي يطلق عليه محليا تسمية «الباطوار» كونه في نظر البعض شبيه بالمذبح، في ظل ما وصفوه بارتفاع معدل الوفيات الناجمة عن سوء التكفل الصحي.
أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى