أجمع القائمان على تسيير مؤسستي الصحة الجوارية بأم البواقي وعين البيضاء اللذين يسيران قاعات العلاج والعيادات الجوارية عبر 20 بلدية، أن عدم التزام المواطنين بإجراءات الحجر الصحي وكذا ابتعادهم عن إجراءات الوقاية، كان سببا مباشرا في ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا بالولاية، خاصة خلال شهر جويلية الماضي، وأكد المعنيان بأن مؤسستيهما تجندتا بجميع الإطارات والعمال لخدمة المرضى، ومن جهة ثانية أكد مديرا مستشفيي عين البيضاء وأم البواقي، بأن ضغطا رهيبا عاشته المؤسستان، اللتان استقبلتا عددا هائلا من المصابين الذين قدمت لهم خدمات صحية، وتم التكفل بهم جميعا.
مديرة مؤسسة الصحة الجوارية بعين البيضاء شيبان شيليا أكدت بمعية بعض إطارات  قطاع الصحة بالولاية، الذين تمت استضافتهم في أول حصة من “منتدى إذاعة أم البواقي الجهوية” بأن مؤسستها ومن خلال العيادات الجوارية التابعة لها، عبر أربع دوائر بالجهة الشرقية للولاية ومن خلالها عبر 11 بلدية تتواجد بها 49 قاعة علاج و10 عيادات صحية، ساهمت بشكل كبير في الحد من انتشار وباء كورونا، وكانت العيادات هي المحطة الأولى للمرضى في البداية لتشخيص مرضهم، وتسبب ذلك حتى في غلق عيادة مدينة الضلعة، في ظل إصابة العديد من المنتمين للطاقم الطبي العامل بها.
وأضافت المتحدثة بأن نتائج التحقيق الوبائي انتهت جلها إلى التأكيد بأن أسباب انتقال العدوى وسط المرضى الحاملين لفيروس كورونا، يرجع لعدم احترام إجراءات الوقاية وكذا عدم الالتزام بالحجر الصحي، وعدم الاستجابة للحملات التحسيسية التي تم إطلاقها وتبنيها في مرحلة بداية انتشار الوباء.من جهته أكد مدير مؤسسة الصحة الجوارية بأم البواقي، الذي يسير قاعات العلاج والعيادات الجوارية عبر 9 بلديات، بأن مؤسسته حولت أربعة مختصين في الأشعة لمستشفى محمد بوضياف، أين ساهموا في تخفيف الضغط المفروض عليه، كما أن العيادات التابعة لمصالحه، كانت وجهة أولى للمواطنين مع انتشار الوباء، نتيجة لتخوف المواطنين من التوجه للمستشفيات، كإجراء احتياطي من انتقال العدوى.
وأضاف المتحدث بأن مؤسسة الصحة الجوارية نسقت كامل جهودها عند بداية ظهور الوباء مع مختلف الفاعلين، على غرار القائمين على المستشفيات ومصالح الأمن والدرك الوطنيين والحماية المدنية والجمعيات، بغية العمل على الحد من انتشاره، وتقديم يد العون لجميع العائلات المتضررة، وأكد المتحدث بأن مؤسسته أجرت 600 خرجة تتعلق بالتحقيقات الوبائية وقامت بالحجر الصحي على 6 آلاف فرد ينتمي لعائلات أصيب أحد أفرادها بالوباء كما تم الحجر الصحي على 300 موظف بمختلف الإدارات بالولاية.من جهته أكد مدير مستشفى محمد بوضياف بأم البواقي السعيد بوشامة، بأنه أصيب بالوباء وتم تشخيص حالته بجهاز السكانير أين بلغت نسبة الإصابة 75 بالمائة، مشيرا بأنه كان يرقد بالمستشفى عند تسجيل تذبذب في التزود بالأكسجين شهر جويلية المنقضي، مرجعا الخلل إلى ارتفاع الطلب على هذه المادة الحيوية لثلاث مرات نتيجة تضاعف عدد المرضى، ما دفع بالإدارة للتفكير في إضافة صهريج ثان للأكسجين، لوضع حد لهذه الأزمة نهائيا، وعن تشخيص حالات المرضى أضاف المسؤول بأن المستشفى أجرى شهر جوان 1312 تشخيصا بجهاز السكانير وارتفع العدد شهر جويلية إلى 1400 عملية، بمعدل 40 مريضا يوميا.وذهب مدير مستشفى عين البيضاء حليتيم محمد، بأن شهر جويلية فقط عرف استقبال 160 مصابا بفيروس كورونا في حين تقدر طاقة استيعاب المستشفى بـ 250 سريرا، وتم إجمالا استشفاء 885 مصابا بالوباء إلى جانب إجراء 20005 عملية تشخيص بجهاز السكانير بمعدل 65 تشخيصا في اليوم، وسهرت على ذلك طبيبة واحدة، في الوقت الذي تم إجراء 20403 تحاليل وتم كذلك القيام بـ 143 جلسة تصفية دم لمرضى قصور كلوي أصيبوا بالوباء، إلى جانب الاستشفاء المنزلي لـ 46 مريضا وتسجيل تعافي 772 آخرين، ناهيك عن وفاة 90 مصابا بكورونا بينهم 45 متوفى تأكدت إصابتهم عن طريق إجراء التحاليل المخبرية، وأضاف المتحدث بأن الوباء أصاب 77 موظفا بالمستشفى.
                                                          أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى